اندلعت تظاهرات عارمة في أنحاء مصر، إحتجاجاً على صدور أحكام قضائية بالبراءة بحق نجلي مبارك وست من قيادات وزارة الداخلية، وإصدار أحكام بالسجن المؤبد بحق الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وشارك عشرات الآلاف من المصريين في احتجاجات ميدان التحرير، ومحافظات عدة، منها الإسكندرية والسويس.


صبري حسنين من القاهرة: جاءت المشاركة في التظاهرات استجابة للدعوات التي أطلقها النشطاء السياسيون، ومنهم حركة 6 أبريل. وقالت إنجي حمدي، عضو المكتب السياسي للحركة، إن الحكم صادم وظالم، ويمثل إعادة لإنتاج دولة الفساد والظلم والقمع، متسائلة: إذا كان هؤلاء المجرمون براءة فمن قتل الشهداء؟!، إذا كان القضاء حرًّا، ولكن ليست لديه أدلة كافية، إذن لماذا لا يحاكم من منع عنه الأدلة، وقام بحرقها، سواء من أجهزة المخابرات أو الداخلية، وهذا ما قالته النيابة بخصوص اختفاء الأدلة؟!.

من احتجاجات المصريين في ميدان التحرير في وسط القاهرة اليوم

وأضافت حمدي: كيف تتم محاكمة محرّضين وتبرئة الفاعلين؟، معتبرة أن هذا الحكم هو تمهيد لبراءة مبارك، وقالت: نحن عائدون إلى الميادين لاستكمال ثورتنا، وإعادة محاكمة المجرمين، نحن نطالب بإعادة محاكمة المجرمين، وإذا لم تكن هناك أدلة كافية يجب محاسبة من أخفى الأدلة، وتطهير القضاء، وتطبيق العزل السياسي على أحمد شفيق، لاسيما أنه صار من الواضح أن النظام يحاول العودة بكل قوة، بمساعدة قضائه وإعلامه وبرعاية المجلس العسكري.

تطهير القضاء
هتف المتظاهرون، الذين احتشدوا في الميدان، وأغلقوه، ومنعت السيارات من المرور: quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، وquot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;، quot;مسرحية مسرحية دي محكمة هزليةquot;، وquot;الشعب يريد إعدام المخلوعquot;. وانطلقت مسيرات من شتى أنحاء القاهرة إلى ميدان التحرير، وكانت أكثرها حشداً المسيرة التي انطلقت من ميدان الإسعاف أمام دار القضاء العالي، وقذفوا المبنى بالحجارة، وهتفوا quot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;، وquot;الشعب يريد ثورة من جديدquot;، quot;يا نموت زيهم يا نجيب حقهمquot;.

حكم صادم
وقاد التظاهرات عدد من مرشحي الرئاسة الخاسرين، وعلى رأسهم حمدين صباحي وخالد علي. وقال صباحي لـquot;إيلافquot; من ميدان التحرير إن الحكم صادم للغاية، متسائلاً: كيف يحكم القاضي ببراءة علاء وجمال نجلي الرئيس المخلوع، ويحكم على قيادات الداخلية الست، الذين كانوا يقودون المجازر ضد المتظاهرين السلميين، بالبراءة أيضاً؟.

وأضاف صباحي أن الثورة لا بد أن تستمر ضد محاولات إعادة إنتاج النظام السابق، مشيراً إلى أن أرواح الشهداء لن تهدأ حتى يتم القصاص من قاتليهم. ودعت الحملة الإنتخابية لصباحي المصريين إلى النزول إلى الشوارع إحتجاجاً على الحكم.

وقالت الحملة في بيان لها تلقت إيلاف نسخة منه: إننا إذ نرفض تلك الأحكام، وننظر بعين الشك والريبة إلى أسباب صدورها بهذه الطريقة غير المفهومة، نطالب كل أعضاء حملة دعم حمدين صباحي على مستوى مصر - وكل المصريين - بالاحتشاد في ميدان التحرير وكل الميادين وإعلان الرفض القاطع لهذه الأحكام عبر التظاهر السلمي، والمطالبة بإعادة المحاكمة مرة أخرى، عن طريق محكمة ثورية، يتم تشكيلها لهذا الغرض، تنتصر للشهداء الأبرار، وتحفظ لذويهم حقوقهم في القصاص العادل.

وأضافت الحملة: آن الأوان لأن ندرك بعد هذه الأحكام الهزيلة بأن الميدان هو الحل، وهو الذي سيحمي ثورتنا من محاولات سرقتها أو الالتفاف عليها أو إهدار أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والخلاص التام من النظام الساقط ورموزه.

عينيفقدت هدراً
وقال رمضان بكري أحد مصابي الثورة لـquot;إيلافquot; من ميدان التحرير: اليوم أشعر بأنني فقدت بصري، أشعر بأن عيني راحت هدراً، ولم تستفد منها مصر، التضحيات صارت بدون مقابل.

وتابع: أنا فقدت الإبصار بعيني اليمنى أثناء جمعة الغضب، وكنت سعيداً بذلك، وكنت على استعداد للتضحية بالأخرى في سبيل إسقاط النظام، وأن ينعم المصريون بالحرية والعدل، واليوم أشعر بأنها فقدت هدراً، لا سبيل إلا استكمال الثورة، حتى يتم إسقاط النظام كاملاً وتطهير مؤسسات الدولة من بقايا وفلول هذا النظام، وعلى رأس تلك المؤسسات القضاء.