كشف انعقاد المؤتمر الديكوري الكرتوني لما يسمّى بلا معنى (دول حركة عدم الانحياز) في العاصمة الإيرانية طهران، الخميس الثلاثون من أغسطس 2012 ، مدى زيف وكذب ونفاق ودجل نظام الملالي الذي يدّعي أنّ وليه الفقيه آية الله الخميني، ومن سيجيء بعده (هم وكلاء الله في الأرض ومن يعصى أوامرهم فقد عصا الله تعالى) حسب مضمون النظرية فاقدة المضمون والمصداقية الشرعية التي اخترعها الخميني عام 1979 بدون أي سند أو مرجعية حتى في الفقه الشيعي، بدليل عدم اعتراف أئمة شيعة عرب وإيرانيين كبار بهذا الاختراع الخميني، الذي رسّخ من خلاله ديكتاتورية استبدادية كانت حقيقة ديكتاتورية شاه إيران أرحم منها بمرات عديدة، خاصة أنّ الديكتاتورية المدنية من السهل مقاومتها كما أسقطت الثورات العربية ديكتاتوريات حسني مبارك وعلي عبد الله صالح و زين العابدين بن على وعميد الديكتاتوريين العرب مخرّب ليبيا القذافي وعلى الطريق اسقاط ديكتاتورية وحش سوريا، بينما الديكتاتورية المتسترة باسم الدين من الصعب مقاومتها واسقاطها لأنّها تحكم زورا باسم الله تعالى الذي تنصّ تعاليمه على العدالة والحرية والمساواة والكرامة، فاستبدلتها ديكتاتورية الملالي بالقتل والسحل والجلد والإعدام والإقامة الجبرية. هذا بينما يرعى ما يسمى الحرس الثوري الإيراني مئات من بيوت (المتعة الجنسية) العلنية وبحماية الحرس الثوري نفسه، وهذا ليس ادعاءا بل حسب تقارير إيرانية رسمية، حسب ما نقلت العديد من المواقع الإعلامية، ومنها quot; شبكة الإعلام العربية- محيطquot; في السادس من يونيو 2010 ، نقلا عن صحيفة quot;الإسبوع المصريquot; المستقلة حيث ورد حرفيا: quot;قررت الحكومة الإيرانية نشر بيوت الزواج المؤقت أو ما يعرف باسم زواج المتعة ليوم واحد، في الشوارع والأحياء، بحجة القضاء علي مشكلة الاغتصاب والكبت الجنسي الذي يعاني منه الشباب الإيرانيquot;.ونقلت مصادر إعلامية عن قوي الأمن الداخلي الإيراني قولها: quot;إنها ستوسع نطاق ما يعرف في إيران بمراكز أو بيوت العفاف بهدف تقليص جرائم الاغتصاب وحل معضلة العلاقات الجنسية غير المشروعةquot;....وبعد
ماذا كشفت هذه القمة الديكورية عن زيف وكذب نظام الملالي؟
إذا كان من يقدّمون أنفسهم على أنّهم (آيات الله) أي لغويا علامة من علامات الله تعالى يكذبون ويزيفون ويمارسون الباطل، فكيف يمكن أن نلوم المواطن العادي، وكيف يمكن أن نصدّقهم بانّهم سيقودون الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية؟. وهل كان هؤلاء الملالي يعتقدون أن خطاب الرئيس المصري في هذه القمة المنحازة سيكون منسجما مع توجهاتهم الظالمة، وهو رئيس انتخبه شعب عانى طوال ما يزيد على خمسين عاما من ديكتاتورية العسكر، رغم أنّها كانت أرحم وألطف مليون مرة من ديكتاتورية الملالي، حيث سجلهم منذ عام 1979 في السحل والجلد والإعدام لا يجاريه إلا سجل الديكتاتورية الصينية. لقد خيّب الدكتور محمد مرسي آمالهم فجاء خطابه خازوقا لهم ولنظام السفّاح وحش سوريا الذي يدعمونه بالمال ومرتزقة ما يسمى الحرس الثوري، وهو ثوري فقط في قمع الشعب الإيراني ووضع قيادات المعارضة مثل مير حسين موسوي و مهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية.
وهل الكذب والتزوير حلال عند الملالي؟
أم هو نوع ومظهر من مظاهر التقية التي يؤمنون بها ويمارسونها حسب أهوائهم للبقاء في السلطة يقمعون الشعب الإيراني؟. وإلا لماذا الخوف من الحقائق التي أعلنها الدكتور محمد مرسي بخصوص سفاحهم وحش سوريا؟. هل يستطيع مذيع تلفزيون الملالي أن يزوّر خطاب الرئيس المصري بدون أوامر عليا من علي خامئني و أحمدي نجاد شخصيا؟.هل يعقل أن يسكتوا صوت الرئيس المصري عند بث مقتطفات من خطابه ليدّعو أنّه أيّد نظام وحش سوريا؟. وهل يعقل أنّ المترجم والمذيع أبلهان وجاهلان لهذه الدرجة بحيث لا يميزان بين اسم دولتي (سوريا) و (البحرين)؟. وهل هذا جهل أن يزجّ باسم (البحرين) في نصّ الخطاب، أم استغفال لمستمعيه من الشعب الإيراني؟. وقد اعترف مسؤولو نظام الملالي بأن اسم البحرين ورد في الترجمة مرة واحدة، وهذا كذب أيضا، فلقد تمّ تكراره ثلاثة مرات بدون سياق أو مناسبة، فقط للكذب على الشعب الإيراني والدجل على عقوله التي استنكرت هذا التزوير الفاضح بسرعة شديدة، واعتبره النشطاء الإيرانيون في ميدان حرية التعبير بأنّه فضيحة جديدة تضاف لفضائح نظام لا يعرف الله في تعامله مع شعبه والشعوب العربية كافة، فهو يمارس الدجل منذ عام 1979 باسم فلسطسن وقضيتها العادلة، وفلسطين والفلسسطينيون لم يعرفوا من هذا النظام سوى الخطابات الفارغة التي خدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما خدمت الشعب الفلسطيني وقضيته.
لذلك توالت الإدانات العربية،
لهذا التزوير الملالي الفاضح، فاستدعت مملكة البحرين القائم بأعمال السفارة الإيرانية وسلمته مذكرة احتجاج على زجّ اسم البحرين في خطاب الدكتور محمد مرسي، رغم أنّ إسم مملكة البحرين لم يرد في الخطاب مطلقا لا في سياق ايجابي أو سلبي. أمّا الصحافة المصرية فقد شنت غالبيتها حملة غير مسبوقة على هذا النظام الفاشي، مما يعطي الانطباع أنّه لا عودة قريبة لعلاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين، فمن المستحيل قيام علاقة طبيعية بين دولة مصر الجديدة التي تخلصت من ديكتاتورية مبارك المدنية، لتقيم علاقة مع ديكتاتورية تزيف الدين وتعاليمه عبرنظريات لا يعترف بها إلا المحيطين بالملالي ولهم مصالح شخصية وسرقات بالملايين كما ظهر في الفضائح الأخيرة للمقريبن من وكيل الملالي أحمدي نجاد وصهره مدير مكتبه، وليس هذا وحسب بل تسعى بمختلف الوسائل لنشر طرقها هذه حتى عن طريق الرشاوي المدفوعة لأشخاص ووسائل إعلامية تمولها لتصبح نسخة معادة مملة من تلفزيونهم الناطق بالعربية تحت اسم (تلفزيون العالم).
مسرحية خطابية اسمها يوم القدس العالمي
كتب هذه المسرحية الخميني على أن يقام عرض هذه المسرحية منذ ما يزيد على ثلاثين عاما في الإسبوع الأخير من شهر رمضان، فماذا قدّم نظام الملالي لفلسطين عبر السنوات الثلاثين هذه غير تهديدات فارغة لدولة الاحتلال الإسرائيلي أكسبتها تعاطفا دوليا غير مسبوق، وكيف سيدعم الخميني وحلفائه القضية الفلسطينية وهو صاحب شعار ( تحرير القدس يمرّ ببغداد ). من يتخيل هذا الشعار الخائن الذي كان يهدف لتدمير العراق، وقد كان صائبا الجيش العراقي بإلحاق الهزيمة المرّة بجيش ولي الفقيه الذي اعتبر الخميني الموافقة على الاستسلام ووقف الحرب آنذاك بأنّه أشدّ عليه من تجرعه السم.
لذلك لا تطبيع عربي مع هذا النظام الشوفيني الديكتاتوري إلا إذا،
1 . انسحب فورا من الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة منذ عام 1971 في زمن الشاه، واستمر الملالي في هذا الاحتلال وبالتالي فهم لا يختلفون عن ممارسات الشاه التوسعية الاحتلالية، واحتلالهم للجزر الإماراتية لا يختلف عن الاحتلال الإسرائيلي.، فالاحتلال واحد، لا يوجد احتلال قبيح نقاومه واحتلال جميل نصفق له، ويتعمد كبار ممثلي الملالي من الزيارات الدورية لهذه الجزر الإماراتية المحتلة، بقصد الاستفزاز للجوار العربي والتأكيد على أنّ احتلالهم لها مستمر.
2 . إعطاء عرب الأحواز حقهم في تقرير مصيرهم وممارسة كافة حقوقهم القومية بما فيها استعمال لغتهم العربية الممنوعين من استعمالها منذ عام 1925 ، واعطاء حريتهم في ممارسة عباداتهم الدينية حسب طقوسهم السنّية حيث ممنوعين أيضا من هذا، وممنوعين من إقامة دور عبادة تحت اسم (مساجد) أو (جوامع).
2 . وقف تهديداته الدائمة بضم مملكة البحرين والتدخل الوقح في شؤونها الداخلية، فهذا أيضا لا يختلف عن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضم مستوطنات الضفة الغربية لحدود دولة الاحتلال.
3 . وقف التعبئة والحقن الطائفي بين السنّة والشيعة، وبصراحة شديدة لم يصل هذا الاحتقان الطائفي هذا المستوى التعبوي إلا بعد سيطرة الخميني على السلطة في إيران عام 1979 . وإلا ما معنى تحريف خطاب الرئيس المصري في قمة عدم الانحياز الديكورية، وقد ذكر وصلّى على الخلفاء الراشدين الأربعة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي ابن أبي طالب، ليختصر تلفزيون الملالي قول الرئيس المصري ب ( آل البيت ). إنّنا نحترم ونجلّ كافة آل البيت ونتعاطف ونبكي على كافة المرارات التي ذاقوها، ولكنّ المرفوض هو تجيير ذلك للفتنة الطائفية والفرقة بين المسلمين. فلا أعرف كيف اصبح آل البيت الكرام أقرب إلى ملالي إيران من بني جلدتهم العرب، وهؤلاء العرب هم الذين أوصلوا الإسلام لإمبراطورية الفرس؟. إنّ حجم ما هو ما هو مكتوب عن الإمام علي وفضائله وجهاده في المصادر العربية، يبعث على الفخر والاعتزاز بهذه الشخصية المجاهدة فعلا، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، يجعل القارىء المحايد في حيرة كبيرة، منطلقها كيف يتم تجيير هذه الشخصية العالمية إسلاميا لتصبح ملكا لملالي إيران، يستعملونها حسب مصالحهم السياسية خاصة التوسعية والطائفية منها، جاعلين من تسمية (آل البيت) ملكا لهم، وآل البيت أي بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من حق كل المسلمين الدفاع عنهم ومنع الإساءة إليهم، والمرفوض هو استعمال هذه التسمية لأغراض طائفية، و أنا شخصيا لا أعترف بها ولا أرى أنّ هناك أية مرجعية تاريخية لما يسمّى طائفيا (سنّة) و (شيعة)، فإذا كان مرجعنا هو القرآن الكريم والسنّة النبوية، فلا يوجد فيهما إلا إسلام ومسلمين، وما هذه التسميات الطائفية المقيته إلا اختراعات وادعاءات لخدمة أغراض سياسية، أولها الاستيلاء على السلطة والحكم والمال.
وبدون تلبية الملالي لهذه الشروط التي يتكلم عنها غالبية العرب، لا يمكن اقامة علاقات طبيعية بين نظام الملالي وغالبية الأقطار العربية، وستبقى مجرد علاقات دبلوماسية لا تعدو فتح مكاتب شبه مغلقة، دون أن تصل لعلاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل..وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة خاصة بعد سقوط وحش سوريا جسر الملالي في المنطقة العربية.
[email protected]
التعليقات