أغلب الظن أن النظام الايراني لم يکن بإنتظار هکذا نهاية غير متوقعة لقضية معسکر أشرف بعد کل تلك المحاولات و المساعي التي بذلها من أجل إغلاق المعسکر و حسم القضية من اساسها، حيث أن إغلاق باب معسکر أشرف کان ثمنه فتح باب واشنطن و العالم أجمع بوجه منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.

التوقيت الحالي لإخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، والذي يتزامن مع ظروف و اوضاع بالغة الصعوبة بالنسبة للنظام الايراني، من شأنه أن يسبب المزيد من المشاکل و الصعوبات لهذا النظام و يحرجه أکثر أمام الشعب الايراني، ذلك أنه و منذ أکثر من ثلاثة عقود يسعى لترسيخ مسألة کون منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية في ذهن أبناء الشعب الايراني بصورة خاصة جدا و في أذهان الرأي العام العالمي بصورة عامة، لکن أن تنجح المنظمة في إقناع دولquot;صانعة للقرار السياسي الدوليquot; و من بينها و أبرزها الولايات المتحدة الامريکية بإخراجها من قائمة المنظمات الارهابية، سوف لن يکون في عصر الستلايت و الانترنيت مجرد مسألة عادية بالنسبة للشعب الايراني بل ستؤدي حتما الى إحداث هزة داخل هذا الشعب و تقود الى السؤال الاهم وهو: لماذا أراد النظام إدراج هذه المنظمة ضمن قائمة الارهاب؟

سعاد عزيز

الاعلام الرسمي للنظام الايراني و عند ذکر اسم منظمة مجاهدي خلق يبادر فورا الى ذکر العبارة المعروفةquot;وهي منظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة الامريکية و الجمهورية الاسلامية الايرانية و العراقquot;، لکن و بعد أن صارت مسألة شطب اسم المنظمة من قائمة الارهاب الامريکية قاب قوسين أو أدنى، فإن العبارة ستصبحquot;وهي منظمة إرهابية من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية و العراقquot;، وهو ماسيشکل حتما صداعا جديدا للعراق هو في غنى عنه تماما في هذا الوقت، ولذلك سيبقى النظام الايراني لوحده يعتبر المنظمة إرهابية في الوقت الذي سوف لن تسکت المنظمة أبدا عن الضرر الذي ألحق بها طوال الاعوام الخمسة عشر المنصرمة و ستصر حتما على لفت أنظار العالم الى مسألة دعم الانظام الايراني للإرهاب و کونه منشأ الارهاب و موطنه الاساسي، وبطبيعة الحال أن کلام منظمة مجاهدي خلق و هي خارج قائمة الارهاب هو غير کلامها وهي داخل قائمة الارهاب، ولذلك فإن المصيبة ستکون أنکى و أدهى بالنسبة للنظام الايراني.

منظمة مجاهدي خلق التي قامت بالتصدي لمسألة إدراجها ضمن قائمة المنظمات الارهابية و خاضت صراعا مريرا غير متکافئا بالمرة من أجل دحض و تفنيد و تصحيح ذك القرارquot;السياسيquot;، لم يکن هناك من يصدق بأنها ستنجح بعد 15 عاما في إجبار وزارة الخارجية الامريکية على تصحيح موقفها و القيام بإخراجها من القائمة حيث من المتوقع أن يتم ذك خلال الايام القليلة القادمة و قبل الاول من أکتوبر القادم، لکن نصرها السياسي الکبير هذا کان هو في نفس الوقت هزيمة سياسية نکراء جديدة ألحقها بالنظام الايراني و الذي کان يحاول طوال الاشهر الماضية و عبر لوبيه الخاص في واشنطن بذل المساعي من أجل ثني الادارة الامريکية عن عزمها هذا.

سعي النظام الايراني لإغلاق معسکر أشرف و إخراج سکانه من العراق، قادت الى منح بعد دولي لقضية أشرف و ستنتهي بإخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب وهو يعني خسارة النظام لأکبر نصر سياسي دولي حققه طوال تأريخه، لکن المشکلة لاتتوقف هنا، لأن إخراج المنظمة من قائمة الارهاب الامريکية تعني تمهيد الارضية المناسبة و المناخ الملائم لتقريبها من طهران نفسها، ومن الطبيعي جدا أن تقرأ مختلف الاوساط السياسية هذا القرار الامريکي و في هذا الوقت بالذات من جوانب مختلفة أهمها و أخطرها، ان منظمة مجاهدي خلق قد نجحت في فرض دورها و مکانتها المحورية و الجوهرية في الملف الايراني و کونها مفتاح الحل و السبيل الانجع لطي ملف الاستبداد الديني في إيران.

سکان أشرف الذين طرب النظام لوقت قصير جدا لإبعادهم عن معسکرهمquot;الرمزquot;، سيعود النظام نفسه ليبکي طويلا لکونه جعلهم أقرب من طهران وان قرعهم لبوابات طهران و فتحها أمامهم لم يعد مجرد حلم او محض خيال بل أنه حقيقة و واقع ملموس، وأن منظمة مجاهدي خلق لن تکتفي أبدا بهذا النصر وانما ستستمر حتى تحقيق هدفها الاهم و هو تحقيق الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني و الذين لن يتم أبدا إلا عبر إسقاط النظام الايراني نفسه!
[email protected]