غريب وعجيب ذلك التساؤل المثير للدهشة والإستغراب والذي بموجبه طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من الإيرانيين تفسير تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جعفري حول وجود مستشارين وعناصر للحرس الإيراني في لبنان ؟ فهل حقيقة لايعرف سيادة الرئيس بذلك؟ وهل غابت تلك البديهية التي يعرفها ويلم بتفاصيلها أصغر طفل في عالم السياسة عن عيون فخامة الرئيس في بعبدا ؟، الجنرال الحرسي الإيراني لم يقل ويعترف إلا بالجزء اليسير و العلني من المهمة الإيرانية المقدسة في لبنان و تحدث بشكل عمومي و تمويهي عن مستشارين عسكريين في سوريا ولبنان، ولم يشر أبدا لمعسكرات الحرس الثوري في البقاع وهي مسألة تعود تفاصيلها و حيثياتها لأيام الإحتلال السوري للبنان و تحديدا لمرحلة ما بعد الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982 و الإندفاع الإيراني في الشرق الأوسط بسبب حالة التحالف الستراتيجي الإيرانية مع النظام السوري، ولماذا يذهب الرئيس بعيدا و يجزع من الوجود الإيراني، أليس حزب الله بتنظيماته الأمنية و العسكرية و بمشية الوزة النازية العسكرية لعناصره المعتمدة إيرانيا هو وجه واضح من وجوه ذلك الإحتلال العسكري الإيراني و الذي قد يكون أشد وطأة من الإحتلال العسكري الإيراني المباشر؟ وهل غابت عن الرئيس وهو الذي كان قائدا للجيش اللبناني قبل أن يكون رئيسا كل الجقائق الإستخبارية و الملفات الأمنية المكشوفة حول حجم ودرجات التغلغل الإيراني في الدولة اللبنانية ؟ إنها قضية عجيبة و مثيرة للحيرة فعلا في أن يعلم الجميع ولا يعلم الرئيس!! بكل تأكيد فإن جانب كبير من المعاناة اللبنانية يتمثل في التدخلات الإقليمية المؤثرة والكبيرة في شؤونه والتي حولته للأسف لملعب يصفي فيه الآخرون خلافاتهم و نزاعاتهم وهو ماجر الخراب على بلد جميل وصغير كان في يوم ما سويسرا الشرق و تحول بعد ذلك لحلبة مصارعة إقليمية كبرى لم يزل يحاول الخروج جاهدا من حلباتها الدموية الضيقة، والرئيس اللبناني الحالي يحمل هما واضحا في تكريس الحالة الإستقلالية و الحرة للبنان في زمن إقليمي صعب وظروف دولية بالغة الحدة و الشراسة و الإستقطاب أيضا، لقد أوضح الدور التخريبي الكبير الذي يفوم به الذراع الأهم و الأقوى للإحتلال الإيراني وهو حزب الله بقيادة حسن نصر الله مدى وحجم الآثار التخريبية التي لحقت بالإقتصاد الإيراني بعد أزمة خطف الرهائن السوريين و التهديد بخطف الخليجيين و خطف المواطن الكويتي المسالم صلاح الحوطي وماجره ذلك على الإقتصاد اللبناني وعلى السياحة التي شهدت تراجعا مريعا بما إنعكس على الأوضاع الإقتصادية العامة، كما أوضح الدور الشجاع للرئيس اللبناني في قضية ميشال سماحة / علي مملوك بداية النهاية للهيمنة الإستخبارية السورية على الشؤون اللبنانية وتراجع حدة الهيمنة الإستبدادية لجماعة التيار الإيراني في لبنان وعلى رأسهم جماعة نصر الله وبقية فرق الإرتزاق المعروفة، فالوجود العسكري الإيراني مرهون و مستمر مع الوجود العسكري و التسليحي الفظ لجماعة حسن نصر الله وهو سلاح لايخدم الدولة ولا يحمي الشعب ومصالحه بل يجير لصالح العصابة الأسدية / الخامنئية ومصالحها المشبوهة في لبنان والشرق القديم، ولاجدال في أن الرئيس اللبناني يتحمل مسؤولية تاريخية مباشرة في تنظيف لبنان من عناصر الفتنة الإيرانية رغم صعوبة تلك المهمة ولكنها في جميع الأحوال ليست مهمة مستحيلة بل أثبتت الأحداث المتسارعة قدرة الدولة على تثبيت دعائم الأمن والإستقرار وبسط سيادتها إن توفرت النوايا و الإرادات لمثل ذلك الفعل والذي لابد منه مهما كان حجم التضحيات ودرجات المواجهة، لبنان كان لسنوات طويلة رهينة بيد الإحتلال السوري ورديفه الإحتلال الإيراني و أيام وفجائع الخط العسكري معروفة للجميع ؟ ومع ذلك فإن الرئيس يقول أنه لايعلم. قد تكون تساؤلات الرئيس الحائرة حول الدور الإيراني ودرجات تورطه العسكرية في لبنان المقدمة والبداية لفصل لبناني تحرري جديد سينبثق مع سقوط النظام السوري القريب و تبدل المعادلة الإقليمية و تنظيف لبنان و الشرق القديم من الأدران الإيرانية وهو ماسيحدث في نهاية المطاف رغم أنوف القوم الطويلة و العدوانية ؟ الحقائق تقول بأن الرئيس يعلم بكل التفاصيل ولكنه إلتقط بداية الخيط من حديث و تبجحات الجنرال الحرسي الإيراني ليقوم بالمهمة الأصعب وهي إعادة تنظيف لبنان الجميل من القذارات الصفوية ليعود ساحة حضارية كبرى لإلتقاء الأحرار في الشرق و يمارس دوره الحضاري الجامع الذي إفتقده طويل
- آخر تحديث :
التعليقات