اسرائيل منذ مدة تدق طبول الحرب وتحضر لهجوم ما وتتدرب وتجهز جبهتها الداخلية لكل الاحتمالات وتقيم المناورات، مرة في حال انفجار انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ومرة ثانية في الجولان في حال الحرب مع سوريا وحزب الله ومرات التدريب في حال نشوب الحرب مع ايران وانهمار الصواريخ على اسرائيل.

اسرائيل معروفة بتاريخها العسكري من حيث الجاهزية وعدم السماح لاي قوة مناهضة لها في الشرق الاوسط بأن تتفوق عليها وليس بالضرورة بالقنابل الذرية، لذلك هي مستعدة لشن الحروب ان شعرت بأن امنها مهدد، حيث قامت اسرائيل بالهجوم على المفاعل العراقي في عام 1981 ومن ثم بعد ذلك تشجيع الادارة الامريكية بالقيام باجتياح العراق من اجل حماية امنها لمجرد الشك بأن العراق يملك اسلحة كيماوية وبيولوجية، واتضح بعد ذلك بعدم وجوده هذه الاسلحة، ومن ثم قصف موقع دير الزور السوري في سبتمبر من عام2007، مرورا بهجمات واغتيالات هنا وهناك واخرها شن حرب على لبنان عام 2006.

إبراهيم الشيخ

بعد ازالة الخطر العراقي عن اسرائيل من خلال تدمير العراق وقوته بدأت اسرائيل بالتحضير للمعركة التالية وهذه المرة مع ايران التي تُتهم بتطوير برنامج نووي للاغراض العسكرية بينما طهران تنفي ذلك، ومنذ عدة سنوات يحتدم الجدل حول هذا البرنامج بين ايران ودول الغرب التي فرضت عقوبات عليها، ولكن اسرائيل تلوح بالحل العسكري بتدمير المنشأت الايرانية التي تشعر بخطر على وجودها من امتلاك ايران للسلا ح النووي.

من جهة اخرى، فان ايران منذ انتهاء الحرب مع العراق بدأت بتعزيز ترسانتها العسكرية والاستعداد لاي حرب قادمة وتعزيز نفوذها في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام ودعم منظمات مختلفة كحزب الله وحماس.

ان التهديدات باشعال حرب في المنطقة مستمرة من قبل الطرفين، والكل يعرف بأنه في حال انفجار هذه الحرب فانها لن تقتصر على هاتين الدولتين وانما شرارتها من الممكن ان تطال دول عدة، وخاصة ان تصريحات قادة الحرس الثوري الايراني الاخيرة اكدت ذلك، وهدد بالرد ومهاجمة القواعد الاميركية في الدول العربية وافغانستان في حال تعرض ايران لاي هجوم، ومن المعروف ايضا ان حزب الله اللبناني لن يبق مكتوف اليدين وسيدخل في هذه الحرب وبالتأكيد بإيعاز من ايران، ومن غير المعروف كيف سيكون الرد السوري وخاصة ان سوريا منهكة عسكريا بسبب الحرب الدائرة فيها.

اذن كل الاحتمالات واردة ومن غير المعروف ان كان كل من الطرفين يستعمل الحرب النفسية من اجل ردع الطرف الاخر عن الهجوم اوعن الرد المحتمل، فمنذ عدة سنوات وتعيش المنطقة على وقع هذه التصريحات المتبادلة والتهديدات بنشوب حرب بين الطرفين، بالرغم من المحادثات التي تجريها الدول الغربية مع ايران حول حل مشكلة البرنامج النووي الايراني لم تتوصل الاطراف الى حل ينهي هذا الجدل الدائر.

ان الامور شائكة اكثر مما نتصور والجميع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في المنطقة العربية ينتظر شيئاً ما، ينتظر الحسم في سوريا وكيف ستنتهي الامور ولصالح من، ويجري ترقب ان كانت ستندلع حرب بين حزب الله واسرائيل وايضا احتمالات نشوب حرب بين اسرائيل وايران، أما اسرائيل من جهتها تنتظر الانتخابات الامريكية وتراقب الى ما ستؤول اليه ثورات الربيع العربي بالنسبة لعلاقاتها مع الانظمة الجديدة وتأثير ذلك على امنها، وكذلك عملية السلام متوقفة بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية، كل هذه الامور بحاجة الى الحسم والوضوح في الرؤية.

كل هذا يحدث في منطقتنا و الدول العربية تتفرج وتنتظر ماذا سيحدث ومتى ستحدث هذه الحرب المزعومة، ان هذه الحرب ان وقعت فستمر الصواريخ والطائرات من فوق السماء العربية، ومن الممكن ان تسقط الصواريخ على الارض العربية ويكون العرب من اكبر المتضررين من هذه الحرب.

ان الخلافات العربية العربية تضعف من مواقف هذه الدول وتمنعها من بناء استراتيجية دفاعية موحدة من اجل الدفاع عن دول المنطقة وابعاد التدخلات الخارجية لان المنطقة مستهدفة من اطراف اقليمية ودولية متعددة.

ان اساس الصراع بين اسرائيل وايران قائم على مناطق النفوذ والتنافس الاقتصادي والسياسي وكل طرف يريد ان يبرهن بأنه الاقوى بهدف السيطرة على هذه المنطقة وشعوبها.


[email protected]