حماية النظام الاردني من قبل الاستخبارات الامريكية و البريطانية و الاسرائيلية ليس بجديد و هو موثق في كتب منتشرة في مكتبات العالم ووثائق عدة و مقالات في جرائد امريكية واوروبية و حديث في صالونات سياسية عربية و مذكرات مدراء الموساد و غيرهم، و لكن الجديد هو مابين السطور و لا يقراءه احد في الاردن و يستلزم الوقوف عنده وتحليله و منه ما ذكر عرضا على سبيل المثال في كتاب جودمان quot;تشريح بقاء إسرائيلquot; و اراه في صفحة تشريح يسابق تغيير الاردن!!
quot;هيرش جودمان quot; يهودي عمل نائبا لرئيس مجلس ادارة صحيفة جيروزلم بوست و رئيس تحرير لمدة ثمان سنوات لتقرير القدس و مؤلف كتاب تاريخ البحرية الاسرائيلية،باحث أقدم في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب حيث يدير برنامج الاستراتيجية الاعلامية و الخبير الاستراتيجي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط.
جودمان صديق لمدراء الموساد، الاستخبارت العسكرية، رؤساء الحكومات، سمح له بدخول مواقع امنية غاية في السرية و يكتب من داخل quot;مصنع القرارquot; و لذلك يجب ان يسمع له.
د. عبد الفتاح طوقان |
كتابه الاخير و الذي حصد جائزة افضل كتاب عام 2011 في مجال الوطنية اليهودية الصادر مؤخرا بعد سقوط نظام مبارك في مصر يشير الى ان اسرائيل لن تقف مدافعة عن النظام الاردني كما سبق ويفهم من ذلك انها سترحب بسقوطه كما فعلت مع نظام الرئيس مبارك الذي قدم خدمات جليلة لدولة اسرائيل و يعتبر من حلفائها ووقفت صامتة.
يقول quot;جودمانquot; ان اسرائيل ليست سيدة مصيرها و لا يمكنها ان تحقق معادلة السلام في حد ذاتها، و لا يمكنها التاثير بمفردها لما يحدث في المنطقة، ناهيك عن السيطرة الامنية. اذن من كان يساند اسرائيل و يساهم في تأثيرها؟
و يضيفquot;جودمانquot; قائلا انه بسقوط الرئيس حسني مبارك في بداية فبراير 2011 افضل ما قامت به اسرائيل هو التزام الصمت تجاه حليف لها، املا في الا تنهار معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية.
و يؤكد في فقرات من الكتاب انه لا يوجد شيء يمكن لاسرائيل ان تفعله اذا قررت الجماهير الغاضبة الاطاحة بملك الاردن عبد الله الثاني مضيفا انه quot;ملك قوي برتبة رئيس قبيلة اقلية في بلد سريع التغيير الديمغرافي مع غالبية سكانية من الفلسطينينين و مليون عراقي quot;. انتهي الاقتباس.
و هذا ما يعيد الى الاذهان ما حدث اثناء لقاء (الرئيس محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك و الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك) في شرم الشيخ منذ سنوات في القمة التى بدأت بها خلافات بين الاطراف المشاركة ,و التى قدم فيها quot;باراك الى الملك عبد الله الثاني سلة من quot;التسهيلات الكريمة جداquot; التي درست من قبل و اعتمدت من بعض اطراف الحكومة الاسرائيلية، و كانت السلة تتضمن ان يتقدم الملك الاردني الى اسرائيل باسماء العائلة المالكة و كل من هم من في جعبته و من قبيلته لتقوم اسرائيل بتقديم كافة التسهيلات والاعانة و السكن الكريم و الرواتب و تذاكر السفر و العيش المضمون في اي دولة يختارها مدي الحياة مقابل ان يتنازل quot;الرائد رئيس القبيلة quot; عن الحكم و يرحل.
و هنا اشير الى وصف الرئيس يهود باراك للملك عبد الله الثاني في هذا الاجتماع بلقب quot;رائد رئيس قبيلة quot; و هو نفس ما وصف quot;جودمان quot; الملك عبد الله الثاني في كتابة الاخير. التطابق ليس مصادفة في الوصف و التعبير!!!
اسرائيل و من خلال ملفات حملها الرئيس الاسبق شارون الى الولايات المتحدة الامريكية و تابعها ناتنياهو تشير في دعواها الى ان الاردن هي فلسطين و لا يجوز ان تقام الدولة مرتان تاريخيا حسب الادعاء الاسرائيلي، و هو ايضا ما يدفع باسباب الخطة الجديدة لرفع الدعم الامني عن الاردن مثلما حدث في حرب ايلول ضد الفلسطينيين و و في اثناء الحشود السورية على حدود الاردن عندما اتصل رئيس دولة اسرائيل حائييم هرتزوخ (1983 الى1993 ) برئيس الوزراء الاردني وصفي التل عارضا الدفاع عن quot;النظامquot; وغيرها من المواقف.هرتزوخ هو الذي صرح بأنه اتصل مع وصفي التل و مع الملك عارضا ان يتدخل الجيش الاسرائيلي.
التيار السياسي المٌحدث في اسرائيل مع بوصلة سقوط النظام و رحيله ويرى فيما يحدث من مظاهرات سببا لان تتصدر بعض مانشيتات الصحف الاسرائيلية ضمن خطة موجهه ما يشير الى quot;مصادر اسرائيلية تتوقع سقوط النظام قريبا quot;.
الملفت للنظر حديث سابق لويزلي كلارك وهو جنرال متقاعد من حلف الناتو بمنصب قائد قوات الحلفاء الاوربيون ( من 1997 الى 2000 ) و تحدث عام 2003 وقت ضرب افغانستان متسائلا quot;هل لا زال لدينا الخطة لضرب و اسقاط العراق؟quot; و اضاف محدثه ( يعتقد انه رئيس امريكا جورج دبليو بوش ) نقلا عن وزير الدفاع الامريكي انه استلم مذكرة تشير الى كيف ستقوم امريكا باسقاط سبع انظمة في خمس سنوات و هي العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، الصومال، السودان، و النهاية ايران quot;انتهي الاقتباس.
اليوم اسرائيل تضيف الاردن بعد ان سقطت تونس و مصر بمفاجاة ادهشت الحليف الامريكي.
الشعارات في الاردن لم تعد اسقاط حكومة بل اسقاط نظام، لم تعد شعارات الحرية و الديمقراطية بل تعدتها الى شتائم و سباب حسب تسجيلات اليو تيوب في المواقع لمظاهرات تعم المملكة لم يعد يخيفها الامن و لا تخلو الساحة من معارضة الفلسطيينين الذين وقفا مع النظام في السابق و هي معارضة اتت من المثقفين و الكتاب.
خطر، و خطر كبير ما يحدث في الساحة الاردنية، خصوصا مع غياب القراءة و تواجد السلطة و تركيزها في يد بعض من الجهلاء لدرجة تذكر بوزير اردني تولي الثقافة في التسعينيات قال انه سيستقبل quot;بيكاسو quot; في المطارعند حضوره للاردن تكريما للاعماله، و نشرت ذلك بعض الصحف علما بأن بيكاسو عاش و مات بين 1881 و 1973 و كان اشهر فناني العالم في الرسم و النحت و ضمن رسوماته quot;السيرك quot;!!!
اما ما يقوله خبير الدراسات الشرق الاوسطية في جامعة هارفرد،quot; روجر اوين quot;، في كتابه الصادر منذ شهرين و نيف بعنوان quot;سقوط و صعود الروؤساء العرب quot; فهو مقالي القادم.
ملاحظة : تم التحقيق معي اكثر من مرة بسبب ما اقراء منذ عام 1982 و حتى 2000 اكثر مما اكتب!!!! و الاطرف انه عرض على بعد كل من التحقيقات المنصب الاستشاري الذي يهدف الى منعي من الكتابة و القراءة ورفضت الاغراءات و رحلت مستمعا بصعلكة الفقير المثقف و دين المعثر الامين و نحت بيكاسو الزعيم، زعيم التعبير في القرن العشرين، نحت في الحجر.
[email protected]
التعليقات