مع إحتدام الإنتفاضة الشعبية العراقية الشاملة والموحدة ضد الفاشلين و أهل المشروع الفاشي التسلطي الجديد ، وأمراء الفساد و القمع و التقتيل و الكفاءات المزورة ، وبعد تخبط السلطات العراقية في تعميم الإتهامات و إطلاق صفات الطائفية و العمالة و الأجندات الخارجية وحتى ( النتانة ) على المحتجين من مظلومي الشعب العراقي ، وبعد أن تدخل إمام جمعة طهران في شتم المحتجين وإتهامهم بما ليس فيهم بعد أن دس أنفه الصفوي الطويل في الشأن المحلي والداخلي العراقي و أساء لإنتفاضة العراق و لثورة الشعب السوري ، جاء حبل الإنقاذ لحكم جنرالات حزب الدعوة المفلسين من ( البعبع ) السري الذي طالما ماهددت حكومة المالكي و شركاه خصومه به ، وهو الرفيق الهارب الفيلد مارشال ( عزة الدوري )! ، حيث ظهر بحلته العسكرية ( ماركة أم المعارك ) وهو يصدر البيانات الثورية الملتهبة ويقف خلفه جمهرة من لابسي الزيتوني المتقاعدين تذكرنا كروشهم بأنهم باعة للبطيخ أكثر من كونهم مقاتلين محترفين ! ، ظهر الدوري ليحل عقدة و أزمة أهل الحكم الفاشل في العراق ، وليؤكد نظرية رئيس الحكومة وفريقه الدعوي و قائمة مستشاريه العباقرة بأن بقايا فلول البعثيين و بقيادة الرفيق الركن الهارب عزة الدوري هم من يحرك الشارع العراقي ؟ وهم من يقف خلف الإنتفاضة الشعبية الشاملة ؟ و بالتالي هم ماغيرهم من سيعودون لتسلم السلطة في حالة سقوط حزب الدعوة و إزاحته عن السلطة و تأسيس الديمقراطية العراقية على أسس موضوعية صحيحة وجديدة!! و الطريف إن عزة الدوري لم يخش أن يعلن بأنه يلقي خطابه من محافظة بابل و لربما من قرية ( طويريج ) الرئاسية!! و لربما يكون ضمن أحد فيالق ( المشاية ) التي تجوب الشوارع العراقية و تعجز عن إكتشاف عزة الدوري ( دام ظله )!!.. حكاية عزة الدوري تحولت من مأساة لملهاة مضحكة ، فالرجل يظهر دائما في المناسبات المخصصة لذكرى إحتفالات النظام السابق الذي مات وشبع موت و ماعاد ممكنا عودته تحت أي صورة أو تبرير أو ظرف ، فهو قد ظهر متلفزا و بنفس الزي العسكري ( ماركة أم المعارك ) في شهر تموز الماضي بمناسبة ذكرى الإنقلاب البعثي! وهو يعود اليوم بمناسبة يوم تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني / يناير 1921؟ رغم أنه لم يظهر لا في إحتفالات ( القرقيعان ) و لا في ( الهالوين )!!.. ولكن الدوري تحت الطلب دائما وجاهز لتوصيل المهمة بأسرع وقت من خلال الخدمات الإعلامية المتلفزة! ، وفعلا فقد ظهر الدعوي حسن السنيدوظهر معه آخرون للتأكيد على دور البعثيين في الإحتجاجات و الإنتفاضة الشعبية ، وتلك إشارة واضحة ولا تحتمل أي تأويل آخر بإعطاء قوات رئيس الحكومة أوامر بضرب المحتجين و تدمير مساحات الإنتفاضة و اللجوء للحل الأمني و العسكري تحت يافطة ( ضرب المؤامرة البعثية للقفز على السلطة )!! وهي محاولة مكشوفة ومضحكة للهروب من الإستحقاقات وفي ترحيل المسؤولية على الآخرين و إستثمار( عزة الدوري ) لصالح أهداف السلطة في تشويه الإنتفاضة الشعبية العراقية وتلطيخ سمعتها عبر إتهام أهل الأنبار و من يلوذ بهم و يتضامن مع إنتفاضتهم العراقية بكونهم مجرد فلول بعثية ينبغي أن تسحق!! رغم أن البعثيين الحقيقيين هم اليوم في مكتب القائد العام وضمن تنظيمات الجماعات الدينية و الطائفية ؟ ترى كيف يستطيع الدوري و رفاقه التحول و التجول و السياحة بساطة وسط كل تلكم الحشود العسكرية التي تمتلأ بها شوارع العراق اللاهث في ماراثون لا ينتهي من الشعائر و العطل الرسمية ؟ و أين مخابرات فيلق القدس وحزب الدعوة عن ما يجري ؟ وكيف يكون الدوري في الحلة و المواكب تملأ شوارعها ، والتحفز الأمني في أوسع مدياته ؟ ولماذا ظهر الدوري في هذه الفترة وحيث تتهيأ جموع الشعب لإعلان ثورتها التصحيحية الحقيقية و السلمية عبر طرد العاجزين و محاسبة اللصوص و المجرمين ؟ من الواضح لكل ذي بصيرة بأن أسطورة و بعبع الرفيق عزة الدوري قد تحولت لتكون إحدى أهم أسلحة حزب الدعوة وشركاه في محاربة الخصوم وإعادة توجيه المسارات و تخويف الشعب من عودة مرحلة سوداء و مظلمة في التاريخ العراقي الحديث ، فهم يرسلون رسالة واضحة مفادها إن سقوط حكم الطائفيين الفاشلين يعني عودة البعثيين!! و تلك و أيم الله معادلة مضحكة وقسمة ضيزى ! و تبريرات مثيرة للسخرية ، لأن الجميع يعلم بأنه لاعودة للماضي أبدا ، ولا تراجع عن سقف الديمقراطية الحقيقية المسؤولة والملتزمة بثوابت الوحدة الوطنية و لا نكوص للخلف أبدا ، بل أنها ثورة شعبية تصحيحية لاعلاقة لها بالبعث الذي مات وشبع موت و من المستحيل أن يعود للحياة.. عزة الدوري الذي قال عنه أحد قيادات حزب الدعوة قبل أيام أنه طار من مطار أربيل!! إتضح أنه في منتجع ( طويريج )! ولربما سيظهر لنا في ( عبادان ) من جديد!!... إنها خرافات سلطوية لبعبع وعفريت من الماضي إسمه عزة الدوري وقد تحول لسلاح سري لتخويف الأطفال في مكتب رئيس الحكومة!.. إنها المأساة العراقية وقد أظهرت أشد فصولها حلكة وسقما و مهزلة أيضا...؟ ولكن هل سيتم ضرب الجماهير العراقية المنتفضة تحت راية عزة الدوري ؟.. تلك هي المسألة...؟