قريبا، وجها لوجه.. أوباما والمالكي. ترى ماذا سيقول أوباما؟ وماذا في جعبة رئيس مجلس الوزراء العراقي؟
هل سيطلب أوباما توضيحات عن أسباب إصرار المالكي على تخليد ولايته، والاستئثار بمفاصل السلطة مع مكتبه وولده؟ هل سيسأله عن أسباب تحول العراق إلى مقدمة الدول الفاسدة والفاشلة، هذا إن كانت في العراق دولة وليس مجرد سلطة؟ هل سيسأله هن أسباب عدائه للعلمانية والحداثة ولحرية التظاهر وقمعها ، وعن مذبحة الحويجة، وعن القمع، وعن التعذيب في السجون والمعتقلات وفق الهوية المذهبية؟ هل سيسأله عن هوس المالكي بالمنهج الطائفي تحت شعار quot;حاكمية الشيعةquot;، وعن موقفه من مشروع وزير العدل حسن الجعفري [الشمري] بانجاز قانون quot;للأحوال الشخصية الجعفريةquot;، وهو القانون الذي يصفه الأستاذ ضياء الشكرجي بquot; وضع الحجر الأساس ل[ جمهورية العراق الجعفرية]quot;، وكأن كل الاحتقانات والسياسات الطائفية الجارية لا تكفي العراق والعراقيين!؟ أم سيسأله عن أسباب المذابح المتتالية للاجئين السياسيين في أشرف وليبرتي، وإبادة المئات منهم على دفعات، وسلب ممتلكاتهم الشخصية، وخطف النساء من بينهم، ومنع المضربين منهم عن الطعام منذ أكثر من شهرين من العلاج في المستشفى، والجميع يعانون دوما تحت كابوس الضابطين الوحشيين أحمد خضر ومحمد عذاب، ممن شاركوا في كل المجازر السابقة؟ ولكن هل يمكن لأوباما أن يشغل نفسه بمصير هؤلاء، وهو الذي ساهم، مع جهات أخرى، دولية وإقليمية وسورية، في تغييب قضية المجازر السورية وتطلعات الشعب السوري، ووصول الحالة لكي تطرح قضية الشعب السوري هكذا: إما بشار وإما القاعدة؟!! وهل سيذكّر نفسه بأن الولايات المتحدة وعدت هؤلاء اللاجئين- عندما سلمتهم لحكومة المالكي- بأنها لن تنساهم وستحرص على ضمان حمايتهم وفقا للاتفاقيات الدولية ؟ا
ما يبدو من الأخبار هو أن المالكي سيطرح خطر القاعدة، وباسمه سيطلب طائرات ومروحيات مقاتلة، ولكنه لن يوافق على أية اتفاقية أمنية مشتركة ضد الإرهاب القاعدي لان هذا مرفوض إيرانيا. والظاهر من تصريحات بعض زعماء الأحزاب الشيعية العراقية أن المالكي حمال رسائل من خامنئي لطمأنة أميركا عن إسرائيل، وبأنهم لن يسعوا لتعطيل المفاوضات الفلسطينية ndash; الإسرائيلية. كما يحمل دعوة لتخفيف العقوبات. ويقال أيضا إن المالكي سيعبر عن رأيه بضرورة تجديد ولاية بشار باسم استقرار سوريا والمنطقة في وجه الخطر القاعدي. وحسب التقارير الصحفية، يرى بعض الساسة العراقيين أن المالكي يطمح لان يكون له دور ما في التقارب الأميركي مع إيران والأسد، فيسجل نقطة قوية لصالحه في الانتخابات المقبلة. وبالطبع فإنه سيختزل الملف الأمني العراقي في خطر القاعدة، متجاوزا سياساته الطائفية، وانتشار الفقر والفساد والتجهيل، ودور عصائب أهل الحق وحزب البطاط وفيلق بدر وغيرها من المليشيات الشيعة، التي تشترك، هي وحزب الله اللبناني، مع القاعدة في هوس العنف والإرهاب ونشر النزاع الطائفي وفي تدمير سورية والعراق. ولو عاد المالكي راضيا عن نتائج زيارته، لصار أكثر جرأة على الاستئثار والبطش بالمعارضين والخصوم مع قرب الانتخابات القادمة.
أما ما يشغل اوباما حقا، فهو ليس عودة القوات للعراق لغرض أمني، ولا قيام نظام ديمقراطي في العراق ولا في إيران او سوريا، ولا سيادة حقوق الإنسان، وإنما الاستفادة من quot; معزةquot; المالكي لدى الولي الفقيه في عملية التطبيع مع إيران، التي بدان بوادرها بالحديث عن تخفيف العقوبات وعودة السفارات . فالأخلاقيات والمثل الديمقراطية، التي كان يكثر المحاضرات عنها ببلاغة وانطلاق، لم تعد تجد لها محلا من الإعراب في سياساته الخارجية، ولاسيما في منطقتنا. وها إن أدارته لا تكتفي بصفع الحلفاء الغربيين والعرب بالمواقف السياسية الملتوية والاسترضائية في سورية وإيران، وإنما راحت إدارته تتجسس حتى على الحلفاء الغربيين دون أن نسمع أنها شملت بهذه quot; البركةquot; لا إيران ولا روسيا. ولكن quot; أليس الأقربون أولى بالمعروفquot;؟!!