وياقلبه إللي طول عمره ما داق الحب وحلاوته

......

كانت هذه بعض كلمات أغنية quot;الحب كدهquot; التي غنتها أم كلثوم من كلمات بيرم التونسي وتلحين رياض السنباطي ويمكنك الإستماع ومشاهدة الأغنية كاملة على اليوتيوب:

http://www.youtube.com/watch?v=D8uhjon-Bm0

أكتب هذا المقال وباقي على عيد الحب أيام فكل حب وأنتم طيبون، وسنحتفل بالحب دائما ليس فط يوم 14 فبراير بل كل يوم حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة

وفي بلادنا العربية الجميلة يحاربون الحب وعيد الحب حتى أنهم يحرمون بيع الورود الحمراء في يوم الحب، ليس هذا فقط بل ويقفش المخبرون المحبين بتهمة التلبس بالحب، وحجة الذين يهاجمون عيد الحب من أدعياء التدين هو أن في هذا تشبه ب quot;الكفارquot; ولكن لا مانع لديهم من إستخدام سيارات الكفار وطائرات الكفار وتليفونات الكفار ومستشفيات وأدوية الكفار بل ويقتلون بأسلحة الكفار، لكن إلا الحب، وquot;يا قلبه إللي طول عمره ما داق الحب وحلاوتهquot;. وتحريم الإحتفال بالحب واجب شرعي!!، ولكن ليس هناك ما يمنع من الزواج بطفلة في التاسعة من عمرها وممارسة الجنس معها!!

نرجع نتكلم تاني عن الحب وسنينه وذكرياته، وبمناسبة أن المخبرين في بلادنا الجميلة يقفشون المحبين، أذكر أيام الصبا والحب والشباب كنا نخرج في ليالي صيف القاهرة للتنزه قبل إختراع المليونيات!! ويذهب المحبون والمحبات إلي سفح الهرم يطلون على القاهرة عندما كانت ساحرة ويذهبون إلي هضبة المقطم قبل أن يسكنها طيور الظلام، وأذكر حادثتين حدثتا لي في تلك الأيام الجميلة:

تحت سفح الهرم:

كنت في سيارتي الفيات العتيقة مع صديقتي والتي كانت يادوب 21 سنة وكنت أنا 26 سنة، وفي ليلة جميلة طلعنا بالسيارة إلي هضبة الأهرام نستمتع بنسمة صيف القاهرة الجميلة وبمنظر الأهرامات تحت أضواء مشروع الصوت والصوت ونذكر قول نابليون لجنوده في سفح الأهرام عندما قال لهم: quot;إن أربعون قرنا من الزمان تطل عليكمquot;!! وبالطبع ساعتها لم نكن نفكر في نابليون ولا في الأربعون قرنا من الزمان ولكننا كنا نستمتع بالجو الرومانسي وبالهواء البحري ونخطف خطفا بعض القبلات، وفجأة ونحن في قمة الإنسجام جاءنا هادم الذات ومفرق الجماعات، المخبرون ومن يسمون أنفسهم بوليس الآداب وأحد مهامهم quot;قفش المحبينquot; في حالة تلبس بالحب، وكنا بالفعل في حالة حب، ودار الحوار التالي مع ضابط المباحث:

- إيه يا إستاذ بتعمل إيه؟

- إيه خير واقفين نشم شوية هوا

- هوا برضه ولا الهوى هوايا؟؟

(وسمعنا ضحات فاجرة من مخبرين ضابط البوليس)

- إحنا واقفين في حالنا إيه إللي حصل بس؟؟

- مش عارف إيه إللي حصل، إنت فاكرنا طراطير؟ بطاقتك يا إستاذ

(وبدون تردد أعطيته بطاقتي الشخصية، ولم أتجرأ أن أطلب منه بطاقته الشخصية حيث كان هو وأعوانه بملابس مدنية)

(بعد أن قرأ بيانات بطاقتي الشخصية بالإستعانة بكشاف سيارته، قال:

- آه سيادتك مهندس، مش عيب برضه ياباشمهندس تعمل كده؟

- أنا عملت إيه بس؟

- مش عارف عملت إيه يا باشمهندس؟ ومين البت إللي معاك دي؟ جايبها من أي شارع؟

- لو سمحت ما فيش داعي دي بنت ناس.

- بنت ناس ؟؟ طيب تعالى ورايا على نقطة شرطة الهرم، إركب معاه يا عبد الباسط

وركب المخبر عبد الباسط في المقعد الخلفي ونظرت إلي صديقتي والتي كانت ترتجف من الرعب وأخذت تبكي يصوت مكتوم، فربت على كتفها لكي أطمئنها، وفوجئت بصوت عبد الباسط خلفي يزعق في إذني:

- شيل إيدك يا أستاذ من على كتفها

ووصلنا إلي نقطة شرطة قريبة من سفح الهرم أمام فندق مينا هاوس، ودخلنا النقطة مع المتهمين والمجرمين، ووجدت صول كبير في السن جالس خلف مكتب متهالك وكأن عمره 40 قرنا من الزمان، يقول:

- وقفشتوهم فين دول ياعبد الباسط وكانوا بيعملوا إيه

- دول ياسيدي كانوا بيشموا الهوا عند أبوالهول، وضحك الصول وعبد الباسط ضحكة حشاشين معتبرة

وبدأ الصول يكتب لنا محضر quot;فعل فاضح في الطريق العامquot; (ودي فيها ست أشهر سجن على الأقل) وعندما سمعت صديقتي جملة (فعل فاضح في الطريق العام) أنتابتها هيستيريا وأخذت تقول:

- ده حرام .. ده إفتراء... إحنا واقفين في حالنا وبنحب بعض هو الحب حرام؟؟

وطلبت من الصول قبل أن يبدأ في كتابة المحضر أن أقابل الضابط النوبتجي، فسمح لي بمقابلته وتركت صديقتي مؤقتا، ووجدت الضابط شابا أكبر مني بقليل، وقلت له:

- معقول البهدلة دي أنا وصاحبتي؟؟

- إنتوا كنتوا بتعملوا إيه

- ولا حاجة

- كنت بتبوسها

- آه بصراحة كنت بأبوسها، هو البوس جريمة

- آه هنا البوس جريمة في مكان عام

- ما الرجالة والستات بيبوسوا بعض في الشوارع عيني عينك

- الرجالة يبوسوا الرجالة ماشي، الستات يبوسوا الستات أوكي، لكن البوس بتاعك جريمة

وسألته سؤال فجائي وأنا أتعلق بأي طوق للنجاة:

- إنت تعرف النقيب هاني سليمان

- هاني سليمان طبعا ده كان دفعتي وكنا في كلية الشرطة في نفس الفصل! إنت تعرفه منين؟؟

- ده جارنا ساكن تحتنا في العمارة، وعلى طول كنا بنلعب كورة في الشارع

- إنت ساكن في العمارة الصفراء في الميدان؟

- أيوه

- ده أنا ياما زرت هاني في العمارة دي ، شوف الدنيا صغيرة إزاي، إتفضل إستريح

(ووجدته ينادي على عبد الباسط)

- ياعبد الباسط

- دخل المدموازيل إللي كانت مع الباشمهندس المكتب هنا وهات لنا إتنين شاي

(وذهل عبد الباسط من تحول الموقف وهو يضرب تعظيم سلام ويقول: حاضر يافندم)

وهكذا نجوت بالصدفة البحتة وببركة دعاء الوالدين من تهمة التلبس بالحب!!

...

في هضبة المقطم:

بعد أن هداني ربنا ووجدت بنت الحلال وتمت خطوبتي أخذت خطيبتي ذات مساء وصعدنا إلي جبل المقطم، ووقفنا بالسيارة نفسها في الشارع على حافة جبل المقطم والذي يطل على ليل القاهرة

وبينما نحن مندمجون في أحاديث الهوى ونستمتع بالهوا!! كان هناك صبية يبيعون بيبسي كولا يتحرشون ويضايقون المحبين حتى يشترون منهم بأسعار باهظة، وجاءني صبي رزل من هؤلاء:

- بيبسي يا أستاذ

- إمشي يا إبني

- طيب بيبسي عشان الهانم الحلوة دي

- ما لكش دعوة بالهانم

ولكنه لم يأيس وعاد مرة أخرى مع صبي آخر وهو يدق بفتاحة البيبسي على زجاجة البيبسي وينادي:

- بيبسي... بيبسي

- بيبسي يا إستاذ ... بيبسي يا هانم

- ما قلت لك يا إبني إمشي... مش عاوزين بيبسي ولا نيلة

وفوجئت بصبي البيبسي يقول لزميله الصبي الآخر وهو يشير إلي وإلي خطيبتي:

- أهو الراجل ده كل يوم يطلع جبل المقطم بالعربية ببنت شكل، وكل واحدة أحلى من التانية

وذهلت من تلك الأكذوبة التي قالها هذا الصبي الملعون إنتقاما مني لأني رفضت أن أشتري منه بيبسي، وقلت له:

- إمشي يا إبن ....

...

وفوجئت بخطيبتي تقول لي:

- إيه يا سي سامي حكاية البنات إللي بتطلع بيهم جبل المقطم كل ليلة؟؟

- إنتي يا حبيبتي حتصدقي كلام واد صايع زي ده؟؟

وكانت ليلة سودة!! وإستلزم الأمر عدة هدايا حتى تنسى خطيبتي الموضوع!

....

وأحيانا أشعر بالشفقة على أولئك الإرهابيين والمتطرفين الذين لم يجربوا الحب في حياتهم، لذلك يتحولون إلي أشرار وتنطلق لديهم غريزة الكراهية بعد أن تعلموا وتربوا على كبت غريزة الحب

.........

هل جربت مرة أن تشعر بالحب وبنشوته وتحلق في الآفاق العليا حتى أنك تعتقد أن الحياة وصلت قمتها وذروتها وانك إذا غادرت الحياة وأنت في قمة نشوة الحب ففي هذا الكفاية، أذا لم تكن قد جربت هذا الشعور من قبل، يبقى جتك خيبة!!

وكل حب وأنتم طيبون

وتابعونا على تويتر

@samybehiri