bdquo;إنهم في أنقرة لم يتوقعوا استمرار الأزمة السورية كل هذه المدة، ولم يكن يعلمون أن quot;المسألة السوريةquot; معقدة إلى هذا الحد... وأن تركيا لا تسطيع لعب دور }الدولة الإقليمية الكبرى{ ولقد فشلت سياستها...ldquo; هذا ما يقوله البروفيسور نايل الكان، الأستاذ في جامعة غازي في أنقرة..
http://www.dradio.de/dkultur/sendungen/interview/2109305/
لقد كان هناك من يعلم هذا وقد حذّر مراراً من أي تدخل تركي سلبي في الشأن السوري، نحن على سبيل المثال في الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة بالانقراض أشرنا ومازلنا نشير منذ بداية quot;الأزمة السوريةquot; في كل بياناتنا ومحادثاتنا مع الجهات الرسمية إلى هذه المسالة، بأن تركيا بتدخلها المنحاز كلياً لتنظيم الإخوان المسلمين وعدائها التام للمكون الكردي السوري بشكل خاص وجميع الأقليات القومية والدينية الأخرى قد عقّدت quot;المسألة السوريةquot; أكثر. بعد كل هذا الفشل الذريع وبعد كل الويلات التي تعرّض لها السوريون أجمع نتيجة استمرار مسلسل الرعب خلال كل هذه المدة، تريد الحكومة التركية الفاشلة إعطاء واشنطن quot;إرشاداتهاquot; عن كيفية حل quot;المسألة السوريةquot;... فما لم تستطع تركيا فرضه بنفسها تريد فرضه عبر البوابة الأمريكية... لقد ساهمت تركيا في إفشال جنيف /الأول/ وتريد الآن إفشال جنيف /الثاني/... فلنتذكر عندما ألحّت تركيا على تبديل مصطلح quot;المكونات القومية-العرقيةquot; بمصطلح quot;المكونات الاجتماعيةquot; في البيان الختامي، وبهذا الصدد من الجدير الإشارة إلى أن من يريد إبعاد القوة الكردية السورية الرئيسية (الهيئة الكردية العليا) عن المؤتمرات الدولية، شاء أم أبى، يخدم quot;الهجوم الدبلوماسي التركي الجديدquot;. تـركيا أعلنت بوضوح أنها لن تسمح بإدارة كردية جديدة في شمال سوريا... تركيا مازالت تعمل لإقامة دولة مركزية تحت السيطرة المطلقة للإخوان المسلمين. مما يعني أن نصف سكان سوريا (على الأقل)،من الكرد والسريان الأشوريين والأرمن والدروز والمسيحيين والإيزيديين والإسماعيليين والعلويين والعرب السنة المعارضين للإخوان يجب أن يتحولوا عملياً إلى عبيدٍ...

نظام آل الأسد حاول ولعقودٍ طويلةٍ استعباد السوريين باسم quot;العروبة والممانعةquot; وأساء بذلك للطائفة العلوية، واليوم يحاول الإخوان باسم السنة العرب السيطرة على مقاليد الأمور في سوريا هذا البلد المتعدد القوميات والأديان وبمساعدة تركية وبعض من دول الخليج وهذا بحدّه إساءة كبرى للعرب السنة... لذا من المهم للغاية وقوف جميع السوريين الذين يريدون نظاماً مدنياً يحترم الخصوصيات القومية والدينية والطائفية صفاً وحداً لإفشال مخططات الإخوان المسلمين ومعهم تركيا للسيطرة على سوريا... فإسقاط الديكتاتورية البعثية يمر اليوم عبر إسقاط هذه المخططات... إن من بين أهم الأسباب التي أدت إلى إطالة عمر النظام البعثي هي سياسة حكومة حزب العدالة في تركيا الهادفة إلى تحويل تركيا إلى quot;دولة إقليمية كبرىquot; على حساب مصالح الدول الأخرى عامة وبالذات من مصالح شعوب المنطقة وخاصة العرب والكرد...

لقد حان الوقت أن تبتعد تركيا عن المعادلة الرئيسية في quot;سياستها السوريةquot; ألا وهي: quot;إما السيطرة المطلقة للإخوان المسلمين على البلاد أو ترك الأمور كما هي ليستمر نزيف الدم السوري...quot;

وهنا يجدر التأكيد على أن من يرغب فعلاً في إيقاف القتل والعنف في سوريا عليه أن يأخذ بعين الاعتبار ملابسات الوضع السوري ولا يضع شرط تنحي رأس النظام البعثي بشار الأسد عن السلطة لبدء الحوار... فهذه معضلة صعبة لأن النظام يمثل (على أقل تقدير) المكون العلوي... لذا على الطرفين (النظام ودعاة التنحي) حل هذه المعضلة... فإن لم تحل هذه المعضلة فمسلسل الرعب سيتمر لسنوات طويلة... وبما أن العلوي يجد نفسه في مأزق حصّره فيها الفكر البعثي عن quot;أمة عربية واحدةquot;... فهو لن يستطيع في _الوقت الحاضر_ لأسباب تكتيكية حياتية الدخول في صراع /علوي- علوي/ لتحديد البديل عن بشار الأسد وعن كل الذين شاركوا ويشاركون في الجرائم...

وبما أن الكثيرين من قادة المعارضة الإسلامية (السياسيين والعسكريين) هم أيضاً شاركوا خلال السنتين الأخيرتين في عمليات القتل فيجب إذاً الذهاب إلى quot;مؤتمر سلامquot; بمشاركة مجرمي الحرب من كلا الطرفين... وهذا لا يعني أبداً التخلي نهائياً عن ملاحقة ومحاسبة كل المسؤوليين عن الجرائم في سوريا لاحقاً...