كتب فتى سوري في عمر الزهور لوالديه حيث يعيشون في المنفى الاجباري و بعفوية هذا العمر الجميل الذي سرقوه منه :
شيء جميل بحرف التاء:
ترتب الشنطه
تسكرها
تطلع من البيت
تروح للمطار
تركب طياره
تطير
تنزل بسوريا
تبوس ترابها

هذا في الوقت الذي تؤكد فيه القمة الامريكيه البريطانيه على عدم دعوة الرئيس السوري للمشاركة في المباحثات المزمع عقدها في جنيف ربما لدعوة اكل القلوب والأكباد للمشاركة ممثلا عن الشعب السوري!

احيل القراء الكرام الى مقالتي في ايلاف الغراء (
هل من سايكس بيكو جديد) والذي نشر بتاريخ 27 اكتوبر 2011 ثم اعود لأتساءل ومعي ملايين الناس الذين يعيشون من المحيط الى الخليج:
هل هذه هي الحرية والديموقراطيه والعدالة التي طالما تشدق بها الاعلام الغربي والأمريكي على وجه الخصوص وعلى مدى عشرات السنين؟ أم ان الحقيقة المره هي انهم يريدون لمجتمعاتنا العودة مئات السنين الى الوراء من اجل مصالحهم؟

ليبيا تعيش حالة حافة الحرب الاهليه اجندات ومصالح متعاكسة وتصفيات على اساس الانتماء القبلي وشبح العودة الى القرون الوسطى يطغي على أي صورة اخرى.

تونس تعيش حالة استنفار واحتقان يوشك على الانفجار بين قوى التقدم والديموقراطية و قوى الظلام والتخلف
مصر منقسمة على نفسها وتبدو كبرميل البارود الذي يوشك على الانفجار في أي لحظة
اليمن قبائل متصارعة وابعد ما تكون عن تحقيق السلام والأمن الداخلي
العراق حدث ولا حرج فساد وامن مفقود وأزمات مستمرة والبلد يوشك على التقسيم بين الاطراف المتنازعة والمتنافسة على كل شيء عدى مصلحة الشعب العراقي.

الكل ضد الكل وتفجير متعمد للأحقاد والضغائن وحتى ابسط الخلافات لتدمير هذه المجتمعات وتحت يافطة براقة تدعى بالربيع العربي !! وممارسة الحرية !!
أي ربيع هذا الذي سرق ويسرق نضال الشارع العربي وتضحياته وكفاحه ضد الانظمة الدكتاتورية الحاكمة ومن اجل ربيع حقيقي وغد افضل
أي ربيع هذا الذي يفجر كل الاحاسيس العدوانية البدائية والأكثر همجية لدى البشر بحيث يصل الامر الى ان يتحولوا الى اكلي القلوب والأكباد ولحوم بعضهم البعض تحت أي مسمى كان وتحت أي ظرف.

أي ربيع هذا الذي يعيد المنطقة مئات السنين الى الوراء ويترك ورائه بلدان ومجتمعات مدمرة اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا.
القمة الامريكية البريطانيه المصره على المضي قدما في مشرعها ( الربيع العربي ) تستهدف شيئا واحدا لا غير هو تدمير هذه المجتمعات من اجل اعادة بنائها وفق مقاييسهم ومصالحهم وتجربة العراق هو اوضح دليل فقد اسقطت النظام الدكتاتوري ومعه اسقطت كل مقومات الدولة العراقيه ولا يزال العراقيون يتذكرون كيف كانت الوحدات العسكرية تكسر ابواب الوزارات ومؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسميه لتنهب وتحرق وتدمر امام انظارهم وكيف قاموا بإلغاء اهم مؤسسات الدولة الامنيه هذا الالغاء الذي اعترفت شخصيات أمريكية مرموقة بمراكزها بأنه كان خطأ كبيرا ! مع ان هذا الخطأ يمارس اليوم على نطاق اوسع ليشمل دولا وشعوبا ومناطق حساسة من عالمنا اليوم.

اليوم شاهد ملايين الناس اين وصلت الامور نتيجة السياسات الغربية الامريكية في المنطقه فبينما هم يتناولون قهوة الصباح بهدوء اصبح لدينا من يتناول القلوب و الاكباد البشرية فهل من يوقف هذه الكارثة؟ هل من يتصدى للدفاع عن حق الانسان في ان لا يؤكل من قبل انسان اخر؟
هل من يعيد الفتى السوري الى دياره ومرتع صباه ليقبل ترابها.

عسى ولعل هناك بقية باقية من الشعور الانساني فينا وفي عالمنا المعاصر للوقوف بوجه من يحولنا الى اكلي لحوم البشر.

bull;
[email protected]