تعيدني الصورة المنشورة أعلاه إلى سنوات خلت، وإلى ذكريات شجية منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال... الصورة تضم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير حسين، والأميرة عائشة بنت الحسين بالزي العسكري (برتبة لواء) وهي تقوم بمهمة المحلق العسكري الأردني في وشنطن حيث الثلاثة متواجدون في مطعم الكونغرس الأميركي على هامش زيارة الملك الأخيرة لواشنطن.
وكان الملك الأردني عبدالله الثاني زار الولايات المتحدة الأميركية لعدة أيام وصبغت نتائج اجتماعاته بأهمية كبيرة سواء في الكونغرس أو الخارجية الأميركية أو رعايته للمنتدى الثاني لرجال الاعمال الأردنيين والأميركيين، ثم تتويجه الزيارة بلقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأمام quot;إيلافquot; اعتبر مصدر أردني كبير أن زيارة الملك والمباحثات المعمقة التي أجراها مع أوباما وأركان إدارته quot;عززت مكانة الأردن، ومكانة الملك عبدالله الثاني في نظر صناع القرار الأميركيين، لمصداقيته العالية، ونهجه الثابت الذي لا يتغير، وتمسكه بخيار السلام والمفاوضات لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وإنقاذ الشعب السوري من المأساة التي تعصف بهquot;.
ذكريات تعود للعام 1987
... أما الذكريات فهي أنني تلقيت مكالمة هاتفية رقيقة من السفارة الأردنية في لندن توجه لي دعوة لحضور حفل في أحد أيام نيسان (أبريل) من العام 1987 تاريخ تخرّج الأميرة عائشة من كليةquot; ساندهيرستquot; وذلك بناء على طلب من الملك الحسين.
وفعلا ذهبت، وكان الاحتفال العسكري برعاية الملك الراحل والأميرة الراحلة ديانا أميرة ويلز، وكان الحسين يرتدي الزي العسكري لسلاح الجو الأردني، بحضور حشد عسكري ورسمي بريطاني كبير، وأذكر أننا نشرنا في اليوم التالي في صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; اللندنية التي كنت مديرًا لتحريرها تقريرًا مصورًا شاملا عن حفل التخرج، وذلك بمبادرة من رئيس التحرير الزميل عثمان العمير الذي كان أوعز بإفراد صفحة كاملة وخبر رئيسي لتخريج الأميرة الهاشمية تكريمًا من quot;الشرق الأوسطquot; للملك حسين بن طلال.
ويشار هنا إلى أنّ صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; كان لها العديد من اللقاءات المهمة المهمة مع العاهل الأردني الراحل الملك الحسين في عهد رؤساء تحريرها السابقين جهاد الخازن وعرفان نظام الدين وعثمان العمير.
شكر من الحسين
إثر ذلك تلقيت مكالمة هاتقية من إدارة التشريفات الملكية تبلغني فيها شكر الملك، حيث بلغني حينها أيضاً أن الملك طلب شراء 150 عددًا من صحيفة الشرق الأوسط ووجه بإرسالها إلى أصدقائه المقربين من الأردنيين والبريطانيين والعرب عن لقراءة التقرير المصور عن تخريج كريمته. واذكر أنني يومها كتبت عنوانا أشرت فيه إلى أن الأميرة عائشة بنت الحسين بتخرجها إنما تسير خطوات عسكرية واثقة كوالدها.
ولدت الأميرة عائشة بنت الحسين يوم 23 نيسان (أبريل) 1968 في عمّان، وهي الأخت التوأم للأميرة زين بنت الحسين، وكانت تلقت تعليمها في الأردن حتى سن الثامنة، انتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة لمتابعة تعليمها وذلك لمدة عشرة سنوات، ثم تخرجت من quot;مدرسة دانا هولquot; في quot;ويليسليquot; بولاية ماساتشوستس عام 1986.
بعد ذلك دخلت أكاديمية quot;ساندهيرستquot; العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وأكملت دورة الضباط التدريبية في أبريل من عام 1987. ثم حصلت على الدرجة الجامعية في السياسة والتاريخ الحديث للشرق الأوسط من quot;كلية بيمبروكquot; فيأكسفورد.
تزوجت الأميرة عائشة عام 1990 من الصديق زيد سعد الدين جمعة، وأنجبا عون (مواليد 27 مايو 1992)، لكن عرى الزوجية انفصلت بينهما إلا أنهما حافظا على علاقات ودية بينهما على الدوام.
والأميرة عائشة هي شقيقة الملك عبدالله الثاني والامير فيصل والاميرة زين من الاميرة منى الزوجة الثانية للعاهل الراحل الحسين بن طلال.
التعليقات