الجريمة البشعة في مدينة ريحانلي اودت بحياة اكثر من اربعين ضحية وعدد كبير من الجرحى كلهم مدنيين ابرياء بالاضافة الى الخسائر المادية الجسيمة لممتلكات السكان ومحلاتهم مصدر الرزق الوحيد.

المدينة تسكنها غالبية علوية. تقاطر عليها اللاجؤون السوريون السنة الهاربين من بطش النظام العلوي في دمشق. بين الفترة والاخرى كانت تحدث حساسيات ومشادات بين هؤلاء حسب الاحداث التي كانت تجري في سورية خاصة بعد احداث بانياس ذات التطهير المذهبي، ولكن لم يحدث في المدينة شجار بالاسلحة ولم تحدث حادثة قتل اطلاقا.

التنظيم الذي كان وراء التفجيرات هو حزب جبهة التحرير الشعبية الثورية. ما هو هذا التنظيم؟
حسب ادعاء التنظيم هي منظمة سرية ماركسية لينينة هدفها تشكيل دولة تركية معادية للغرب والراسمالية عن طريق الكفاح المسلح. القصد من وجود تسمية حزب وجبهة في آن واحد هو ان الحزب هو الجناح السياسي بينما الجبهة هو الجناح العسكري.

تأسس التنظيم عام 1993 وقام باعمال ارهابية كثيرة ومشبوهة. لقد تبين ان هذه المنظمة الارهابية تابعة للدولة السرية ولا زالت تعمل باوامر من تبقى من ارغنكون وغيرها.

الشباب المتحمس للايديولوجيات الماركسية ينضمون الى هذا التنظيم بكل عزيمة وايمان وينفذون حتى العمليات الانتحارية دون ان يدروا ان تنظيمهم هو مجرد آلة في يد الدولة السرية وبقاياها.

اعضاء هذا التنظيم لا يتجاوز عددهم الالفين وليست لديه اية شعبية ولم يستطع في كل تاريخه من تسيير مظاهرة واحدة باعداد يتجاوز مئة شخص وهذا ايضا يثبت انه مجرد آلة قتل ليس الا.

في كل مرة حدثت فيه مفاوضات بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية سابقا ومنذ التسعينات كان هذا التنظيم يقوم بعمليات قتل ابرياء من الجيش او بانفجارات في المدن الكبيرة بين المدنيين ويلقيها على عاتق حزب العمال وفشلت محاولات عديدة بهذا الشكل.

منذ اللحظة التي اتفقت فيها حكومة السيد رجب طيب اردوغان مع حزب العمال الكردستاني اخيرا لحل القضية الكردية انطلقت قوى الشر بقيادة الحزب الجمهوري وحزب الحركة القومية لافشال هذه العملية السلمية التي تنال الدعم من الشعب التركي بنسبة 70 % حسب آخر استطلاعات الرأي.
انفجارات ريحانلي هدفها اشعال حرب طائفية سنية علوية في تركيا والتي تبدو مستحيلة؟

يقدر البعض ان عدد العلويين في تركيا يقع في حدود 15 مليون نسمة. نصفهم ينتمون الى القومية الكردية والبقية هم اتراك. العلويون الكرد في اغلبيتهم الساحقة يدعمون الحركة السياسية الكردية بقيادة حزب العمال الكردستاني وقد حاربوا في صفوفه ومنهم قياديون كبار في الحزب والجناح العسكري. باختصار لا توجد خلافات طائفية مع السنة وانما خلافات قومية في سبيل نيل الكرد حقوقهم وهذا ما نجده قيد التحقيق.

اما العلويون الاتراك فان خلافاتهم مع الدولة تتعلق بالحقوق الدينية والمذهبية حيث ان التعليم والعبادة وشؤون الاوقاف كلها تسير وفق ما تفرضه الطائفة السنية منذ 90 عاما.

المؤامرة التي تحاك بهدف اشعال حرب طائفية هي فاشلة من الاساس وليس هناك احتقان طائفي في تركيا لان القضايا الخلافية للعلويين مع الدولة تثار في وضح النهار وفي الصحافة والتلفزيونات والبرلمان ووو..الخ. يعني ان الوضع ليس كما هو عليه في الدول العربية من طمس للحقائق بالرغم من وجود مشكلة طائفية منذ قرون في سوريا والعراق واليمن....وغيرها.

اذن على ماذا يعول المتآمرون؟
انهم يعولون على السكان النصيريين في انطاكيا والاسكندرون لخلق اجواء توحي بتطهير مذهبي. النصيريون لا ينتمون الى العلويين الذين ذكرتهم اعلاه وعددهم قليل وموجودين في جغرافيا محدودة جدا ولا اعتقد انهم ضالعون في هذه الجريمة القذرة بالرغم من تعاطفهم مع ابناء طائفتهم في سوريا.
صراع طائفي في تركيا امر مستحيل للاسباب التي وردت اعلاه ولهذ جاء العنوان quot; اوهام حرب طائفية في تركيا quot;.

السياسة الحالية لحكومة السيد اردوغان في حل القضية الكردية وكسب تأييد اربعين مليون كردي في الشرق الاوسط يجعل من تركيا قلعة صامدة ضد كل المؤامرات وتصريح السيد صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب السلام والديمقراطية اليوم كان يحمل معان كبيرة لم تحدث في تاريخ الدولة التركية وتاريخ الحركة الكردية عندما صرح: سوف نقف الى جانب الحكومة لافشال هذه المؤامرة ومعرفة الفاعلين.
تركيا بكردها وتركها دفعت خسائر كبيرة على يد الدولة الكمالية بانكارها للوجود الكردي.....


طبيب كردي سوري


[email protected]