رئيس الموساد الأسبق يفضح أكذوبة المقاومة السورية.
لماذا لا ترغب اسرائيل بسقوط بشار الأسد؟
يعتقد افرايم هاليفي رئيس الموساد الأسبق والرئيس الرابع لمجلس الأمن الوطني الاسرائيلي وخبير الاستخبارات ومهندس معاهدة السلام بين اسرائيل والأردن وهو من الذين طالبوا شارون باطلاق سراح مروان البرغوثي عام 2005 يعتقد أن بقاء بشار الأسد في السلطة مصلحة اسرائيلية استراتيجية وحيوية. أفرام هاليفي معروف ببراغميته وواقعيته ويرى الأمور كما هي.
استوقفني مقال هام كتبه افرايم هاليفي في مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs Magazine (مجلة الشؤون الدولية) الأميركية ذائعة الصيت في العاشر من هذا الشهر 10 مايو آيار الحالي وهو مقال تحليلي عن سوريا وعن رغبة اسرائيل في بقاء بشار الأسد في منصبه كحافظ لأمن اسرائيل وملتزم بهدؤ الجولان.
هاليفي ينسف أكذوبة محور المقاومة:
في هذا المقال ينسف هاليفي أكاذيب المقاومة والممانعة وأتمنى على البعثيين والقوميين واليساريين والساذجين الذين صدقوا أكذوبة الممانعة والمقاومة والصمود أن يقرأوا ما كتب هاليفي بتمعن علهم يتعلموا ويتعظوا.
وهذا ما قاله هاليفي:
quot;استراتيجية اسرائيل لما يحدث في سوريا تستند على تاريخ مشترك بين القيادات الاسرائيلية المتعاقبة وبين حكم آل الأسد. القاسم الاستراتيجي المشترك بين اسرائيل وسوريا هو احترام سوريا للسلام والاستقرار مع اسرائيل وهذا ما تهدده الحرب الأهلية القائمة الآن. لا يوجد اهتمام عاجل في اسرائيل بسقوط بشار الأسد. ولكنها قد تتدخل عسكريا احيانا اذا رأت ان هناك ما يشكل خطرا على اسرائيل مثل نقل اسلحة لحزب الله.quot;
ويقول هاليفي quot;لأربعين عام ورغم عدم وجود اتفاق سلام رسمي بين سوريا واسرائيل الا ان نظام دمشق التزم باتفاق الهدنة بحذافيره منذ عام 1974 وحتى اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 بقيت الحدود مع سوريا هادئةquot;.
quot;وبالنسبة للصراع القائم الآن على الأراضي السورية لا تثق اسرائيل كثيرا بالاطراف المعادية لنظام بشار الأسد بسبب تدخلات القاعدة من طرف المعارضة وتدخل ايران وحزب الله من طرف النظام. ولذا سقوط سوريا في ايدي المعارضة المدعومة سريا من القاعدة أو بنظام قد يكون مرتبطا بايران غير مقبول لاسرائيل. واستمرار الوضع القائم لا يخدم مصلحة اسرائيل لأن استمرار القتال سيجذب عناصر ارهابية لحلبة الصراع مما يسبب زعزعة الاستقرار في العراق والأردن. ومن المخاطر قد يلجأ بشار الأسد لاستعمال الأسلحة الكيماوية او يفقد السيطرة عليها.quot;
quot;وفي خضم هذه التناقضات تفضل اسرائيل التزام الحياد ولا تريد استعداء الطائفة العلوية المتواجدة على حدود اسرائيل مهما كانت النتيجة النهائية للصراع الحالي.quot;
تهديدات بالرد لاستهلاك الشارع:
quot;هذا ورغم الغارة الجوية الاسرائيلية الأخيرة على موقع سوري لمنع نقل اسلحة لحزب الله يؤكد هاليفي ان اسرائيل اوصلت رسالة للأسد مفادها انها تصمم على البقاء في خانة الحياد في الحرب الأهلية وفعلا أتت تصريحات دمشق العقلانية المنضبطة والمبهمة بعد الغارة لتثبت ان الرسالة الاسرائيلية قد وصلت حيث أصدر موظف وزاري غير عالي ومتوسط الرتبة ادانة شفهية لاسرائيل من أجل استهلاك الشارع مع وعد مبهم وغير واضح ان سوريا سترد في وقت وبطريقة يختارهما النظام السوري. ورغم قساوة الوضع في سوريا الا ان الخطر الأكبر على اسرائيل ليس من سوريا بل من برنامج ايران النووي.quot;
اسرائيل على قناعة ان بشار سيسقط عاجلا أم آجلا:
ويستطرد هاليفي في الجزء الأخير من مقالته في quot;الفورين أفيرزquot; أن اسرائيل سوف لا تبذل جهودا خاصة لدعم بشار الأسد لاعتقادنا انه سيسقط عاجلا أم آجلا ولكن دولة بحجم اسرائيل تحتاج ان تميز بين الأولويات الاستراتيجية فليس من مصلحة اسرائيل ان تطرح بدائل لبشار الأسد. ستترك هذه المهمة لروسيا والولايات المتحدة لعلاج الأزمة من خلال مؤتمر دولي ولكن على اسرائيل تذكير موسكو وواشنطن انها لا تريد وجود ايراني او جهادي اسلامي في الاراضي السورية.quot;
وفي هذا الاطار يشدد هاليفي: quot;يمكن القول أن رسائل اسرائيل السرية ليست موجهة للأسد فقط بل للبيت الأبيض.quot;
التعقيب والتعليق:
المقال لم يكتبه معارض سوري او كاتب تركي او قطري او سعودي بل يهودي اسرائيلي معروف وكتبه في مجلة أميركية مشهورة وليس في موقع اليكتروني معارض والرابط للمقال موجود لمن اراد البحث والتأكد.
وتعقيبا عل ما جاء نفهم الآن سبب التردد الأميركي في أخذ اجراء حاسم ضد نظام بشار الأسد بسبب خوفها أن نظام جديد مجهول قد يخلق مصاعب ومشاكسات لاسرائيل في الجولان.
وكلمة أخيرة لمن يعتقدون ان دمشق هي آخر قلاع القومية والمقاومة والممانعة عليهم اعادة النظر في مواقفهم والخضوع لعلاج نفسي وربما عملية اعادة غسل لأدمغتهم لتطهيرها من عقدة الاعجاب بالشعارات الزائفة واستئصال ورم الولاء الأعمى لنظام قتل من شعبه أكثر مما قتلت اسرائيل من العرب في حروبها منذ 1948.
الرابط لمقال افرايم هاليفي باللغة الانجليزية:
لندن
التعليقات