هل كان الإكتشاف الأمني الكويتي قبل ثلاثة أعوام لشبكة تجسسية إيرانية عميلة للحرس الثوري الإيراني و التي أكد القضاء الكويتي قبل أيام أحكامه العادلة بشأن أطرافها و المتورطين بها مجرد ( كلام فاضي ) أو أوهام و تخرصات صحفية؟ او فبركات إعلامية؟ او مؤامرة صهيونية كما يشيع النظام الإيراني ووكلائه وانصاره على الدوام؟ و لا أدري هنا أيضا هل ان التهديدات المستمرة لقادة الحرس الثوري لدولة الإمارات العربية هي دعاية صهيونية؟ وهل شبكات غسيل الأموال ودعم إرهاب الجماعات الإيرانية في البحرين وغيرها هي مؤامرة إمبريالية؟ وهل كانت الحملات الإيرانية في الكويت من خلال حزب الدعوة عام 1983 مجرد أوهام و تخيلات وهي التي غيرت الإستراتيجية الأمنية و السياسية في الكويت؟ وهل كان خطف طائرة الجابرية الكويتية عام 1988 عملا من اعمال الجن و السحرة ولربما الأشباح و لا علاقة للنظام الإيراني به أبدا؟ وهل من دبر تفجيرات الحرم المكي عام 1989 كان من جماعة الجيش الأحمر الياباني أم منظمة ( بادر ماينهوف ) اليسارية الألمانية؟ وهل من حاول إغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1985 كان منظمة ( الدرب المضيء ) في البيرو؟ أم ثوار الأدغال و الغابات الكويتية من جماعة الرفيق ( ماوتسي تونغ ) المنتشرة في غابات شرقي حولي على حسب رأي المطرب محمد البلوشي؟؟ أم أنه تجسيد حقيقي و نموذجي لطبيعة الخطر الكامن في سلوكيات و تصرفات و أجندة المؤسسات الأمنية الإيرانية التي تعمل منذ عقود ثلاثة لتمهيد الساحة الخليجية ليوم الهيمنة و السيطرة الإيرانية الموعود وهي عملية مصيرية جندت فيها إيران كل إحتياطيتها وخططها و سلسلة عملائها الطويلة إضافة لأدواتها ووسائلها التبشيرية و التمويلية في المؤسسات الدينية و المذهبية التي تستثمرها من اجل تحقيق مآربها، الأطماع الإيرانية في دول الخليج العربي ليست جديدة و لا طارئة أبدا بل أنها ذات مسار تاريخي متسلسل و متصاعد يبدأ من محاولات التسلل الطائفي و لا ينتهي عند التسلل و الإختراق للمؤسسات ألأمنية و السيادية و الحساسة في دول الخليج العربي و محاولة إختراق منظوماتها الأمنية بأدوات محلية قد تكون بعيدة كل البعد عن إثارة الشبهات و بوسائل و أساليب تجنيد إستخبارية معروفة و عصرية من بينها الإبتزاز و الجنس و الإغراءات المادية وحتى النفسية غير الولاءات الدينية و الطائفية و الأمور الأخرى المعروفة و من أهمها وجود اللوبي الإيراني المالي الضخم في الخليج العربي و الذي يوفر مساحات تجنيد و توسيع هائلة لشبكة الإتصالات وهي قصة و ملف ليس غائبا بالمرة عن تفكير وخطط الأجهزة الأمنية في الخليج العربي ولكن هنالك العديد من الإعتبارات السياسية و الدبلوماسية وحتى المصلحية التي تجعل الأمور عائمة رغم أن كل الحقائق معروفة للجميع، الإنكار الإيراني لحقيقة شبكات التجسس التابعة للحرس الثوري او لجهاز ( إطلاعات ) لا يغير من ألأمر شيئا بالمرة، فالستراتيجية الأمنية الإيرانية منذ عام 1980 تتبنى مبدا إسقاط الأنظمة السياسية في الخليج العربي و إستبدالها بمجاميع تدين بالولاء الإيراني التام تمهيدا للضم و الهيمنة الإيرانية الكاملة على المنطقة تحت شعار ( الوحدة الإسلامية ) و أكبر العقبات التي تواجه هذا المشروع هما العراق و المملكة العربية السعودية، ففي الحالة العراقية إنتهت الدراما هناك بقصة الإحتلال الأمريكي و إنهاء العراق بالكامل بعد تسليم مفاتيح السلطة و الحكم هناك لعملاء النظام الإيراني بسبب الغباء الستراتيجي و الهمجي لنظام صدام حسين الذي أجهز على العراق قبل أن يجهز عليه الآخرون وحيث نشطت الجماعات الطائفية العراقية وبدعم لوجستي فاعل و مباشر من فيلق القدس للحرس الثوري وفي ظل وجود حكومة عراقية طرفها الرئيسي عميل فاعل للنظام الإيراني لتدمير العراق و إدامة الحرب الطائفية هناك من خلال جيوش العصائب و المختار وبقية العصابات الطائفية و التي إستأسدت في مواجهة الثورة السورية أيضا التي ستسحق في النهاية المشروع الإيراني الخبيث و السرطاني، وتبقى السعودية اليوم هي الهدف الإيراني المركز وحيث تصاغ الستراتيجية الإيرانية بشكل يهدف للمساعدة على تقسيم المملكة وزرع الفوضى الداخلية و تشجيع تيارات التطرف كالقاعدة وغيرها عبر توفير الملاذات الآمنة لها أضافة لشن الحملات الإعلامية المغرضة وهي عملية تخصص بها تلفزيون ( العالم ) الإيراني؟ وبقية الإعلام الطائفي المريض ورغم بؤس وفشل تلكم الحملات كما فشلت حملات كثيرة قبلها فإن الإصرار الإيراني على إختراق المنظومة الأمنية الخليجية هو أمر مصيري لا رجعة عنه فتلك البلدان في التفكير الستراتيجي الإيراني ليست سوى مشاريع غزو وضم و إلحاق مؤجلة، وحجم الخلايا السرية الإيرانية و الجواسيس المتواجدة في دول المنطقة أكبر من كل ماهو متوقع و معلن، وما طفا مؤخرا على السطح في البحرين و الكويت ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد الإيراني المختفية تضاريسه الحادة تحت مياه الخليج العربي الدافئة، الحقائق و المعلومات غير القابلة للتداول تقول بأن النظام الإيراني يمتلك شبكات واسعة جدا من العملاء بعضهم قد يكون مفاجأة ولكن ليس كل ما يعرف يقال في ظل الفوضى المعلوماتية القائمة و التحسب المبالغ به من ردود الأفعال الإيرانية و التخوف من سيناريوهات التصعيد الإقليمية القادمة، المفاجآت القادمة ستكون رهيبة.. و الله يستر..؟
- آخر تحديث :
التعليقات