أنشأت الامارات العربية ميناءً جديداً لتصدير النفط على بحر العرب، يقول خبراء متخصصون في شؤون الاقتصاد انه سيحدث انقلابًا في اسواق الطاقة العالمية، إذ يقلب هذا الميناء كل الحسابات الاستراتيجية الاقليمية ومنها الايرانية وبالخصوص عمليات شحن النفط من الخليج العربي عبر مضيق هرمز.ولقد استثمرت دولة الامارات مليارات الدولارات لمد انبوب عملاق عبر جبال الحجر الوعرة لغرض ايقاف التهديد الذي يمكن أن تمارسه ايران ضد صادرات الامارات من النفط الخام من خلال تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.
&
طاقة الانبوب
في ديسمبر 2014 المقبل سيبدأ انبوب النفط الممتد من حبشان في أبو ظبي إلى الفجيرة، بنقل نحو 800 الف برميل في اليوم من النفط الخام، وهي كمية تعادل كل ما تنتجه بريطانيا من حقول بحر الشمال، لكن طاقته القصوى تصل إلى 1,5 مليون برميل وتتمثل الأفضلية التي يتمتع بها ميناء الفجيرة في إيصال شحنات النفط إلى مختلف الاسواق العالمية من دون الحاجة إلى المرور عبر مضيق هرمز, كما أن تحميل النفط من الفجيرة أرخص للناقلات التي لا يتعين عليها دفع رسوم باهظة لدخول مياه الخليج عبر المضيق المذكور.&
الفجيرة هي الامارة الوحيدة التي لها منفذ كبير على المحيط، وكانت موضع اهتمام المخططين الاقتصاديين لاستخدام هذا الموقع الاستراتيجي طريقًا للتصدير". ومما يجدر بالذكر أن البنية التحتية التي تمتلكها الفجيرة اليوم والتي من المؤكد ان تكتمل مستقبلًا، تجعلها مدينة كبرى ووجهة رئيسة لقطاع الطاقة.ومن شأن مشروع خط أبوظبي للخام الذي يمتد 480 كيلومتراً بطاقة تصل إلى 5.2 مليون برميل يومياً أن يتيح للإمارات عضو منظمة أوبك تفادي الطريق البحري الخطير وتعزيز صادراتها من ميناء الفجيرة على خليج عمان.&
ويربط خط الأنابيب حقول حبشان الخاصة بشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بميناء الفجيرة أحد أكبر ثلاث محطات لتموين السفن ومرفأ رئيس لتخزين النفط وتنفذ المشروع شركة الاستثمارات النفطية الدولية (ايبيك) في أبوظبي بينما تتولي شركة البناء والهندسة البترولية الصينية أعمال البناء والمشتريات ومقاول البناء الاخرى.&
وبحسب المتخصصين إن الخط سينقل خام مربان لذا فإن التشغيل المبدئي للخط سيكون من جانب شركة بترول ابوظبي للعمليات البترولية البرية (ادكو). وستقوم الشركة المملوكة للدولة بالترتيب وتنفيذ أنشطة ما قبل التشغيل والتدشين وبدء العمل وإجراء اختبارات وتسليم منشآت المشروع.وتمتلك أدنوك حصة 60 في المئة في أدكو. والمساهمون الآخرون في الشركة "بي.بي ورويال داتش شل وتوتال واكسون موبيل وبارتكس للنفط والغاز".
ماهي الاهداف التي سيحققها ميناء الفجيرة؟
1.ميناء الفجيره سيغيير حسابات الصراع و سيفرض على القوى الاقليمية والدولية اعادة النظر بخططهم الاقتصادية والعسكرية في المنطقة.
2. سيدفع ايران للبحث عن علاقات افضل مع دولة الامارات والخليج العربي.
3. سيزيد الاستثمارات في الفجيرة لان الحاجة ستبرز لبناء منشئات ومؤسسات تدعم وتسهل اعمال الشحن والخزن وغيرها في منطقة الفجيرة وهذه تعتبر فوائد اقتصادية كبيرة ومهمة.
5.ستحقق الامارات ارباحا اقتصادية اكثر والسبب هو ان تكاليف نفط الامارات ستكون اقل مما كانت عليه بسبب قرب المسافة على شاحنات النفط والناقلات الاخرى.
6. ستزيد امكانية دولة الامارات على الاستيراد بسبب قرب الميناء.
7. سيفسح المجال لبناء منشاات كبيرة جدا بامكانها استقبال الناقلات والسفن العملاقه التي يصل طولها الى 330 متر.
8. سيكون لدول الخليج العربي الفرصة للارتباط بهذا الخط او بالخط الثاني مثل قطر والبحرين والكويت لتسهيل ايصال نفطها الى الفجيرة في حالة حدوث اي تهديد او معارك تؤدي الى اغلاق المضيق.
ميناء الفجيرة يستفز هرمز&
&يعتبر مضيق هرمز ممر ملاحي مهم لنقل البترول في العالم وعبره يمر مايقارب 5.15 مليون برميل أو نحو ثلث النفط المحمول بحراً في عام 2009 حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.و يمر عبر هذا المضيق الذي عرضه نحو 34 كلم ثلث حركة ناقلات النفط في العالم، إذ يربط دول الخليج ببحر العرب، وكان الهاجس المستمر منذ اكثر من عقدين من الزمن هو اقدام السلطات الايرانية على التضييق او اغلاق المضيق للتشديد على شحنات النفط لاهداف سياسية او اقتصادية مما يربك اسواق النفط في العالم.
وفي العام 2008، أسهمت هذه المخاوف في رفع اسعار النفط إلى 147 دولارًا للبرميل، وهو مستوى لم تبلغه منذ ذلك الوقت. لكن تشغيل انبوب طوله 386 كلم وقطره 122 سنتم، يربط اكبر حقول النفط في الامارات ببحر العرب، قام بدور كبير في تبديد هذه المخاوف، ويمكنه الآن أن يحول إمارة الفجيرة من ميناء هادئ تستخدمه السفن للتزود بالوقود إلى مركز عالمي لنقل الطاقة.&
الخطوات المهمة التي لابد ان تتخذ لاحقا لاكمال الاهداف الاستراتيجية للميناء:
اولا : انشاء خطين اخرين لنقل النفط من نقطة غير حبشان الاول لنقل النفط الاماراتي والثاني لنقل النفط من باقي دول الخليج العربي الاول يمر من سلطنة عمان والثاني يمر من اليمن، ليؤمنا استمرارية تدفق النفط في حالات الحروب والتهديدات الامنية التي بدات وتيرتها تتصاعد لابل اصبحت محتملة الوقوع باي لحظة مما تشكل تهديدا لامن المنطقة واستقرارها الاقتصادي والسياسي.
الاول من حبشان الى قريات قرب مسقط عمان 600 كيلومتر.
الثاني من غياثي الى الغيظه اليمنية 800 كيلومتر.
ثانيا : الاستمرار بالعمل في المواني النفطية القديمة في دبي وغيرها لان الاستمرار باستخدام مياه الخليج يدعم السيادة.
&
التعليقات