مملكة البحرين لؤلؤة الخليج ، وشعبها الطيب المثقف المتواضع أبهرني بفهم حقيقة ما يحاك لدولته من مؤامرات لا تتوقف، فماذا تريد الطائفية التي هي في حقيقة الأمر مرض العصر من شعب مسالم يتمتع بمستوى معيشي لا بأس به سوى تحريك هذا المجتمع نحو صراعات، تغذيها أجندة خارجية تريد الهيمنة على البحرين وأخواتها ، وضرب الوحدة الاجتماعية.

وجدت نفسي بين أهلي في البحرين لتغطية الانتخابات النيابية والبلدية، تجاذبت أطراف الحديث مع مثقفين وسياسيين ونواب في البرلمان السابق ومرشحين وأساتذة جامعات، وطلاب جامعة، وغيرهم، أجمعوا على أن حبهم لبلدهم يفوق الخيال، وأنهم واعون بحجم التحديات والاضطرابات التي يموج بها العالم العربي بفعل مؤثرات خارجية تلعب على وتر الفتنة.

من المؤسف أن في عالمنا العربي من يسهل إغرائه وتجنيده لخدمة أجندات خارجية، لا نرى ذلك في الصين مثلا ذات المليار نسمة، هناك لا تجد اضطرابات ولا عملاء يفتحون الباب للتدخل الأجنبي، ولا يشرعون النوافذ أمام مرجعيات تريد الهدم، وتقويض منطلقات التقدم.

الكويت مثلا البلد الذي عرف تجربة ديمقراطية رائدة في منطقة الخليج، وله تجربة فريدة في الثقافة والفن تعطيه حيوية بين دول الجوار ، يريد له المتأسلمون الدوران في حلقات مفرغة، فلا يكمل البرلمان دورته، بسبب الصراعات بين أطراف متضادة المصالح ، السعودية يريد من يستخدمون الدين لأغراض دنيئة التشكيك في سلامة مسلك المملكة تجاه التقدم وتحقيق الرفاهية لمواطنيها غافلين ما يجري من تطوير للتعليم، وإنشاء للجامعات ، ودعم للتوجه الحضاري والثقافي والاجتماعي.

وفي البحرين تحاول فئة معينة إعاقة الاستقرار والتقدم المدعوم بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك "حمد بن عيسي آل حليفة" ، البحرين دولة ليست سهلة فهي لن تكون لقمة سائغة في فم المرشد القابع في قم بإيران ، فهي دولة بدأت مبكرا تنشيط علاقاتها الدولية، وعملت على تنوّع إقتصادها ، وعززت مكانة المرأة ، وحدثت التعليم ، وآمنت مستوى معيشة كريم لمواطنيها، يقابل ذلك جحود من مواطنين أكتسبوا جنسية البحرين منذ آمد بعيد، ولا يعرفون الانتماء ولا معنى الوطن ، هم على حد تعبير البحرانيين ليسوا من آهل الديرة.

ومنذ ما عرف بثورات الربيع العربي ظهر الحراك الطائفي في مملكة البحرين كبداية لزرع الفتنة في الخليج ، يحاول نظام الملالي في طهران توسيع مجالهم الاستراتيجي من خلال الشيعة المتواجدين في مملكة البحرين، غير عابئين بسياسة حسن الجوار.

ما يحدث في مملكة البحرين ليس هما بحرينيا ولا خليجيا، بل هما عربيا، فأمن البحرين جزء من الأمن القومي العربي، مملكة البحرين وهي ترغب في بناء نظام

سياسي وحضاري من خلال المشروع الإصلاحي للملك ، تصطدم برغبة أخرى لأطراف أخرى تسمي نفسها ظلما وعدوانا بالمعارضة لا تريد السير في هذا الطريق، هم معارضة الصوت العالي ، وادواتهم الحرق والتهديد والتخريب ، لكن مادام في البحرين مثقفون من آمثال وزيرة الإعلام "سميرة رجب" واجهة البحرين المشرقة ، ووزيرة الثقافة الشيخة "مي آل حليفة" ، التي تقود قوة البحرين الناعمة ، ووزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة ضمير البحرين، وما دام هناك آمناء على هذا البلد، لن تفلح مخططاتهم، وستظل البحرين بلد التنوع والانفتاح محتفظة بهويتها العربية بعيدا عن الطائفية البغيضة.

&

إعلامي مصري