اقتربت منه وفي يدها اليمنى زجاجة عطر تفوح منها رائحة زكية , وفي يسراها وردة يسلب الأنفاس أريجها ثم قالت: الوردة لك.. والعطر لك.. والقلب لك!
ضحك ضحكة لها صدى من ألم وقال: جفت زجاجات العطر يا حبيبتي وأنحنت اغصان الورود احتجاجا على غياب الحب الأسمى.. لم يعد للعطر رائحة ولا للورد عنفوان عشق.
قالت: فمن من أصبحت إذن؟!
قال: أنا أحد إثنين.. عاشق أو محارب.
قالت: يااااه.... أن تكون عاشقا , نحترم ذلك.. ولكن كيف تكون محاربا وأنت صاحب القلب الطيب؟
قال: أكون محاربا كي تحيا الحياة وتسود الحرية... وليس من أجل أن تسفك الدماء البريئة!
قالت: وهل تموت الحياة كي تحيا من جديد؟
قال: تموت الحياة بموت الحرية.. وتحيا من جديد كلما استفاق العبد من غفوته وأصر أن يعيش حرا.
قالت: اتكون الحرية هي الحياة.. والحياة هي الحرية؟!
قال: بعد أن فتح فمه حتى النهاية وصرخ بقوة.. نعم.
قالت: أعرف الحياة ولكن... ماهي الحرية؟
قال: أن نعشق بحرية... أن نختار بحرية.. أن نفكر بحرية.. أن نحيا ونموت بحرية.
قالت: وهل تستطيع أن تموت بحرية ؟!
قال: نعم .. الموت بحرية اختيار.. وهو الحرية بعينها.. بل هو الحياة.
قالت: كيف؟!
قال: عندما أعيش حرا.. أموت حرا.. فأكون حيا خالدا.
قالت: وكيف يعيش العبد.. ويموت؟!
ضحك وقال: يعيش ذليلا , ويموت ذليلا فلا يخلد.. بالرغم من أنه ولد حرا.. حيا؟!
قالت: وأين يذهب؟!
قال: للنار.. لمزبلة التاريخ!
قالت: ولكن.. من هو العبد؟!
قال: الكاره للجمال.. للحرية.. للتميز.. للإبداع.. للتنوع.. المتعطش للدم بسلاح الحقد والبغضاء والكراهية.
&
&
التعليقات