&
الانقسام ولغة خطابية متوترة أكثر ما يميز الأيام المتبقية لإجراء الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية، وغياب تام للحديث عن الحاضر والمستقبل والأوضاع الصعبة اقتصاديا واجتماعيا، وحصر فصل المقال في لغة التخويف من عودة الاستبداد واستعادة التغول من جهة، وبين الحديث عن مرشح مهتز وفاقد للقدرة عن السير دون مراكمة الأخطاء والخطايا في مسيرة شابها الكثير من النقد خلال السنوات الثلاث لماضية.
الحملة الانتخابية تحولت في الكثير من الأوقات لشخصنه غبية قادها الخوف من خسارة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي لموقعه وتمادت في الخروج عن كل لغة ممكنة وسائدة في الحديث عن المنافس الذي تحول لخصم وعدو واستعمال كل مكونات مشهد سياسي سيئ مكروه من مكونات المجتمع المدني ليكونوا وقود حملة فقدت الصواب.
بينما كانت أطراف تحاول الالتصاق بمرشح نداء تونس، تلقي بمكنونات من الغباء السياسي عبر ما تتوهم أنه حملات دعائية مساندة تنقلب ردود الفعل عليها للإساءة للسيد الباجي قايد السبسي وحركته.
حملة انتخابية فقدت نكهتها وضاعت فيها البوصلة وزاد تفتت القوى السياسية المتأرجحة& بتحديد مواقفها في تعزيز القلق المتنامي بين الحياد المطلق كما أعلنت ذلك مرة أخرى حركة النهضة مذكرة بموقفها مطلق الحيادية في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أو الموقف المتردد للجبهة الشعبية وخيارها الوقوف على الربوة لمشاهدة صراع الثيران بين النداء والنهضة، أضيف لها عودة الوهم للكثير من الزعماء السياسيين الذين خرجوا من الساحة السياسية من الشباك الصغير متوهمين قدرتهم على قلب المعادلة بالتهديد بوقوفهم صفا واحدا ضد عودة الاستبداد أو دعوة جماهيرهم للوقوف على الحياد.
التشنج المبالغ فيه سينعكس بالتأكيد سلباً في الساحة السياسية بعد معرفة أسم الرئيس القادم& خاصة وهنالك حالة شد مبالغ فيه واستعمالات غير متوازنة لكلمات وعبارات توحي بما يفكر فيه المرشحين وإن كان واضحا حجم التوتر والأخطاء السياسية واللغوية الكثيرة للرئيس المؤقت مقارنة بمنافسه.
في انتظار المنعطف الأخير بعد أيام قليلة تزداد المخاوف من القادم مع اتساع دوائر التشنج والتشكيك بنتائج الانتخابات والخوف من تصدعات في المشهد السياسي تنعكس أزمات غير متوقعة في الشارع ونتائجها على الأرض.
تونس تسير لتجربة انتخابية ديمقراطية ثالثة في أشهر قليلة والمخاوف من التشكيك بنزاهة العملية الانتخابية أو رفض النتائج سيفتح الباب لفوضى يصعب توصيفها في ظل وضع إقليمي يشجع ويحتضن ويهدد بنقل الفوضى وتسريع انتشارها وتعميم ما يجري في المنطقة من انفلات لداخل المناطق التونسية.
&