ثمة تطورات ميدانية هامة وحساسة رافقت هجمة ( همج العراق ) من أتباع الزعيم الإيراني علي خامنئي في هجمتهم الظلامية ضد الرأي الحر، وفي تثبيت مواقفهم و تعزيز مواقعهم، وفي محاولتهم تسويق النموذج السلطوي الخامنئي الرث في العراق و الخليج و العالم العربي ولو عبر الروايات و الرؤى الخرافية و محاولة إلباس المرشد الإيراني ( وهو منصب سياسي محض ) لباس القدسية و إعتباره جزءا من حالة المعصومية!! وهو تطرف غريب بعيد كل البعد عن حقيقة الفكر الشيعي العلوي المعروف بمدرسته المنهجية المتسامحة و المنفتحة و الخارجة من إطار الجهل و التعصب و الخيال المرضي، ما يحدث حاليا هو تكريس فظ لأفكار المدرسة الصفوية التحريفية لمنهج أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم، و إتساقا مع هجمة التيار الخامنئي في العراق، فإن المرشد الإيراني نفسه قد إشترك في المعمعة متخليا عن وهجه ( الروحي ) ولاعبا بأوراق السياسة التبشيرية من خلال إستقباله لجماعة من البحرينيين من أهل الولاء الإيراني وحثه إياهم بشكل مباشر ومن خلال كلمات التشجيع على تأزيم الأمور في مملكة البحرين العربية الخليجية التي تشهد و منذ سنوات وليس اليوم فقط هجمة ظلامية عدوانية تحريضية إيرانية لا تستهدف تحقيق مطالب آنية أو عابرة بل تستهدف الوجود البحريني ذاته عبر الدعوة و العمل المباشر ومنذ عام 1979 لتغيير النظام السياسي و إسقاط الشرعية الدستورية و إقامة البديل الإيراني الذي سيعمل على إلحاق المملكة العربية الخليجية بالجمهورية الإيرانية الإسلامية تحت مظلة وعباءة الولي الفقيه وهو مشروع إيراني طموح خصصت له دولة الولي الفقيه ميزانية ضخمة مقتطعة من أفواه الشعب الإيراني المحروم، وكان النجاح الإيراني الكبير في إختراق و تدمير العراق و الهيمنة على مقدراته بالكامل وربط المؤسسة الطائفية الحاكمة بعجلة القيادة في طهران قد شكلت حالة نموذجية من التموقع في العمق العربي وإدارة المعركة في الخليج العربي بأدوات عربية عراقية ظاهرا ولكنها إيرانية الولاء و الإرادة و التنفيذ.
لقد تدخل الإيرانيون في مفاصل الأزمة البحرينية و ساهموا أبشع مساهمة في أشعال نيران الفتنة بأفقها الطائفية الضيقة ومارسوا إبتزازا فظا و همجيا في تهديد أمن مملكة البحرين الوطني و أختراق السيادة البحرينية و الإستهانة بالمنظومة الأمنية و العسكرية الخليجية من خلال تدريب المخربين الحاملين للجنسية البحرينية في المعسكرات العراقية وفي إثارة الحملات الإعلامية المغرضة من خلال قنوات الإعلام الطائفي الذي يبث من العراق تحديدا و الذي تحول لقاعدة تبشيرية إيرانية ولحقل واسع لتجارب فئران الولي الفقيه،بما يضمه و يحتويه من عصابات طائفية زاعقة و إرهابيين عملوا طويلا في مسلسل الإرهاب الإيراني في الخليج العربي، و من عصابات مستحدثة تدفقت بعد الإحتلال الأمريكي الذي كان نعمة على الستراتيجية الإيرانية، المرشد الإيراني في تحريضه و تدخله المباشر في الشأن البحريني فهو إنما يسن سنة عدوانية لاعلاقة لها بالإرشاد و لا بالحكمة ولا بالفقه أو الدين و لا تحفل بأي قاعدة من قواعد العمل الدبلوماسي و الإحترام المفترض بين دول الجوار.
مخطيء كل الخطأ من يتصور مجرد تصور بأن النظام الإيراني سيتخلى عن طموحاته و مطامعه في البحرين! أو أنه سيطوي ذلك الملف في يوم ما!، والنظام الإيراني برؤيته التبشيرية و طموحاته التوسعية وروحه العدوانية يستغل نظرية ولاية الفقيه بعباءتها الفضفاضة أبشع إستغلال لبناء خلايا كامنة و نشيطة لأتباع الخامنئي في المنطقة، و ما حصل في العراق يمثل النموذج الأوضح لمآل دول الخليج العربي في حال نجاح المشروع الإيراني وهو على كل حال مشروع متقدم للغاية وحقق إختراقات هائلة و مذهلة في العمق العربي و الخليجي تحديدا، وبات أطراف ووكلاء و أنصار الخامنئي يحتلون مواقعا مهمة في بعض الدول و المنابر بل يمارسون إبتزازا سياسيا مكشوفا و مستهجنا، لقد بلغت التعديات الإيرانية على البحرين مبلغا وقحا وغير مسبوق و يمثل إهانة كبرى للعالم العربي و لدول الخليج العربي بشكل خاص، الإيرانيون وهم يبنون مواقعهم الهجومية المتقدمة في العراق و سوريا و لبنان و حتى اليمن يريدون جعل الخليج العربي في حالة كماشة وذلك عبر الإستعانة بالعناصر العربية الخليجية النائمة التي يتكأ عليها دعاة الولي الفقيه الذي لجأ لسياسة هجومية من أجل الدفاع عن مواقعه المنهارة في العراق و الشام تحديدا، الإيرانيون ومنذ زمن بعيد يطبقون نظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع في مفهومهم الأمني الإستباقي، لذلك فهم لن يكفون أبدا عن إثارة القلاقل و المشاكل و إشعال الفتن، لأن ذلك ببساطة هو سر وجود النظام الإيراني بروحيته المتوحشة التي بلغت القمة في السادية من خلال حملات الإعدام العلنية و الممنهجة ضد أحرار الشعب الإيراني وهم يكافحون من أجل التخلص من حكم الفئة الباغية السوداء.
التعليقات