تواصل مجموعات quot;داعشquot; هجماتها الكبيرة ضد مقاطعة quot;كوبانيquot; ذات الأغلبية الكردية في محافظة حلب. فبعد انسحاب هذه المجموعات الإرهابية من مناطق ريف المحافظة وبعض مناطق الداخل، عملت على تجميع صفوفها في حرب مفتوحة ضد الشعب الكردي في هذه المقاطعة، الغرض منها هو احتلال مقاطعة quot;كوبانيquot; وربطها مع quot;إمارة الرقةquot; ومنطقة quot;منبجquot; حيث السيطرة لمقاتلي quot;داعشquot; وأغلبهم من غير السوريين.

حتى الآن تمكنت وحدات حماية الشعب وبعض المجموعات المحلية التابعة لquot;الجيش الحرquot; من صد هجوم quot;داعشquot; وإلحاق خسائر كبيرة تعدت عشرات القتلى والجرحى. وحسب بعض المعلومات فإن المشفى الوطني في مدينة quot;منبجquot; يعج بقتلى وجرحى quot;داعشquot;. وقد أعلنت وحدات حماية الشعب النفير العام في مقاطعة quot;كوبانيquot; للتصدي لهذا الهجوم، بينما شنت وحداتها في مقاطعة quot;الجزيرةquot; هجوما صاعقا على آخر جيب ل quot;داعشquot; يقع على بعد 25 كيلومترا من مدينة quot;سري كانيه/رأس العينquot; التي حررتها هذه الوحدات قبل عام، قتلت من خلاله العشرات من الإرهابيين المرتزقة.

الدولة التركية غير بعيدة عن هجوم quot;داعشquot;، فهناك معلومات تفيد بفتح أنقرة حدودها ومشافيها أمام إرهابيي هذا التنظيم القاعدي، وهناك أخبار عن مساعدات عسكرية ولوجستية تنقلها قوات الجيش التركي علانية لدعم quot;داعشquot; ضد الكرد. ورغم ان هذا التنظيم يسيطر على المنطقة التي يقع فيها قبر quot;سليمان شاهquot; أحد أجداد العثمانيين، ورغم أن ايديولوجية quot;داعشquot; تقوم على تخريب القبور والأضرحة وتسويتها بالأرض، إلا ان هذا لم يحدث مع ضريح السلطان التركي. أنقرة مازالت تعتبر الإدارة الذاتية الديمقراطية والإعلان عن مقاطعات quot;الجزيرةquot; وquot;عفرينquot; وquot;كوبانيquot; خطرا عليها، وهي تقوم بكل ما من شانه عرقلة نجاح هذه التجربة الجديدة واشغال الكرد بمقاتلة quot;داعشquot; ونشر الخراب والفوضى في ديارهم. وتفعل حكومة حزب العدالة والتنمية كل هذا التخريب وتتحالف علنا مع quot;القاعدةquot; بينما هي تسمح لوفد رسمي يمثل مقاطعة quot;كوبانيquot; بزيارتها للتغطية على الجريمة وخداع الرأي العام الكردي.

النظام السوري من جهته يراقب التطورات. هو غير راض عن الإدارة الذاتية في المقاطعات الثلاث ويشجع ضمنا quot;داعشquot; للهجوم على المناطق الكردية. وتقول المعلومات بأن قوات quot;داعشquot; انسحبت من بعض مناطق الداخل وتوجهت لشمال البلاد تحت نظر ورعاية قوات النظام. ومن الواضح بأن مراكز quot;داعشquot; في quot;إمارة الرقةquot; وبلدات quot;تل حميسquot;

وquot;الشداديquot; في ريف الحسكة لم تتعرض لأي هجوم جوي من جانب الجيش السوري. هناك رهان على هذا التنظيم الإرهابي لكي يكون مخلب قط في وجه الكرد، وليمنعهم من توطيد سلطة المقاطعات وبناء قوة عسكرية لها اعتبار على ارض الواقع، والحيلولة دون ظهور تجربة ديمقراطية تحمي الأقليات والمرأة.

وفيما النظام السوري يترك quot;داعشquot; وهي تتمدد في المناطق الشمالية وترتكب جرائم حرب وقتل وإبادة بحق المدنيين العرب والكرد، يسكت quot;الائتلاف الوطني السوريquot; عن جرائم quot;داعشquot; والقوى quot;القاعديةquot; الأخرى اذما تعلق الأمر بالكرد. ويبدو ان الارادة التركية الآن تصب في مصلحة التواطؤ العلني مع القوى الإرهابية التي تثير الخراب في الرقة والحسكة وريف حلب.

من المهم إقامة تحالف جديد بين وحدات حماية الشعب، القوة العسكرية الحامية للمقاطعات الثلاث، وبين كتائب أهلية تابعة للعشائر العربية في الرقة والحسكة وريف حلب من أجل التصدي لإرهاب quot;داعشquot; وإعلان البراءة من المرتزقة والعملاء في quot;الائتلافquot; وعد الجهتين كأعداء للشعب السوري، يجب مكافحتهم. السكوت على جرائم quot;داعشquot; وتمددها في المناطق الشمالية والشرقية سوف يكون كارثة كبرى لملايين السوريين، ولأمن المنطقة برمتها.

تركيا والنظام الأسدي وquot;الائتلافquot; المأجور يشجعون quot;داعشquot; والكتائب المرتزقة التي بايعتها على إشاعة الخراب والفوضى في كل مكان. فقد دنس هذا التنظيم الإرهابي المراقد والأضرحة في الحسكة، فدمر ضريح الشيخ النامس وأضرحة آل الخزنوي، وهو ما شكل طعنا في وجدان ملايين السوريين العرب والكرد في تلك المناطق. والآن يتم تقديم كل الدعم العسكري واللوجستي لهذا التنظيم من قبل حكومة رجب طيب أردوغان، والنظام السوري المتواطئ مع الإرهاب والكاره لكل لون ديمقراطي حضاري يظهر بين صفوف المعارضة، وأخيرا التغطية السياسية على جرائم quot;داعشquot; وquot;النصرةquot; وquot; أحرار الشامquot; والتي يلجأ إليها quot;الائتلافquot; العميل كرها وحقدا على الشعب الكردي وعلى تجربة المقاطعات الثلاث.

يجب على القوى الأهلية تجميع صفوفها وحشد جميع العشائر العربية من أجل تشكيل صحوات عسكرية تتعاون مع وحدات حماية الشعب المنظمّة والمنضبطة، من أجل طرد quot;داعشquot; وإعلان البراءة من عملاء الاستخبارات الدولية القائمين على quot;الائتلافquot;.

سوريا ستضيع إذا لم يتعاون أهلها لطرد quot;داعشquot; وتبني نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية القائمة على أخوة الشعوب ونبذ الإرهاب والعنف والعنصرية والطائفية، تلك الأمراض الخبيثة التي يحاول كل من quot;داعشquot; وquot;الائتلافquot; نشرهما في كل سوريا، وفي المناطق الشمالية الشرقية بشكل خاص.