مع تدشين عهد جديد في مصر (أم الدنيا)، هناك مناسبة فريدة غير مسبوقة للمملكة الأردنية الهاشمية للجم عصابة البغي والإفك والنفاق والدجل والحقد والكراهية والفتنة الطائفية والتشويش والاتهام والشتيمة مرة واحدة وإلى الأبد ولا طائل بعد الآن من الاستمرار في سياسة (الباب الموارب)، هناك إسلام لا إخوان مسلمين، هناك الله تعالى ولا وكلاء له على الأرض التي هي للجميع.... ثقتي بالقيادة الأردنية عالية لانتهاز الفرصة وإعادة الحال إلى جادة الصواب حتى ولو بـ "بأس شديد" .... الناس كلهم حزب الله وصورته وهيئته، والناس بإنجازاتهم وأفعالهم وسعة معرفهم هم الغالبون وهم التمثيل الإلهي على هذه الأرض إلى حين،، فالأردنيون ورثة تاريخ عريق وهم أقدر على المهمة بدون تجبر واستكبار حزبي ديني مقيت بغيض كريه مرفوض...!
**
أن تضع الأمم المتحدة ثقتها بسفير الأردن المتميز الأمير زيد بن رعد وتختاره مفوضاً سامياً لحقوق الإنسان، رسالة واضحة وصريحة لمن يعنيهم (الأمر) داخلياً وخارجياً بأن الأردن رغم كل التحديات والمخاطر والهزّات والمؤامرات والدسائس، يظل مرفوع الرأس، عالي الهامة بين كل أمم وشعوب الأرض،،،، للأمير زيد نجل الرجل الإنسان رعد بن زيد أقول: لقد مثّلت أمتك وبلدك أعلى وأرفع وأسمى تمثيل، والآن المسؤولية أكبر ...!
**
على الإنسان العربي إذا أراد النجاة نحو بناء مستقبل مشرق ناجز، أن يختار بين بدائية فكر الانحطاط والبلاهة، أو استشراف فكر العصر ومتغيّراته السريعة، والانخراط فيه كقيمة فاعلة تحترم الآخر وخياراته، وتتفاعل معه على نحو إنساني رفيع ... !
**
سألني صديقي السعودي النبيل عبدالله محمد بو خمسين، وأنا لست خبيراً بالتأكيد، سؤالين: الأول.. ماذا لو أضرب عمال محطات البنزين في المدينه أو عمال النظافه أو الأطباء أو سائقو النقل العام...أحدهم أو مجتمعون ماذا سيحدث في المدينة وبالذات لو كانت عاصمة كعمّان، أما الثاني: ماذا لو أضرب عن العمل أصحاب الفضيلة المشايخ والدعاة والفقهاء وحفظة كتاب الله وسنة رسوله ؟
أجبت وحسب ما أدرك وأعرف في طبائع الأمور ومقتضيات الحال والحياة: لو أضرب الشق الأول لانهارت المدينة وشلّت تماماً،،، أما الشق الثاني إن أضرب عن العمل، فالأمور ستسير كأن شيئاً لم يكن، ثم في مدن العالم الحديث لا تهمهم أمور الدعوة ولا الفقه ولا حفظ الاحاديث أو حتى القرآن والإنجيل والتوراة والزبور ولا صحف إبراهيم وموسى ... !
**
نحن ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) صرنا في (الهوا سوا) على (تويتر وفيسبوك)، وهذه أول تغريدة لها : "لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي أن هذه أول تغريدة لنا"،،، هذه التغريدة جلبت للوكالة 200 ألف متابع على الفور ... كم منهم عملاء وكم منهم من يعاند الوكالة التي كتبت استراتيجيات العالم في القرن الأخير !
**
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهز "لحظة تاريخية" في احتفالات الذكرى السبعين لإنزال (النورماندي) فقدم "تنازلات" ويعترف بشرعية الرئيس الأوكراني الجديد الملياردير بيترو بوروشينكو، ويعيد سفيره إلى كييف للمشاركة في مراسيم التنصيب،،، والسؤال: هل اعترافه كان (صفقة) مقابل اعتراف الغرب بشرعية انتخاب الرئيس السوري بشّار الأسد... مرّة كتبنا تقريراً لـ(إيلاف) على هامش ضم جزية القرم أن هناك صفقة فانتظروها، لك ما تريد يا بوتين في القرم، لكن اسحب غطاءك عن بشار الأسد، حقق بوتين الفصل الأول، بقي عليه الفصل الثاني في الاعتراف الغربي بحليفه بشّار، إن تم الأمر فقد نجا القيصر الروسي ومعه الديكتاتور الصغير، ولكن إلى حين ... !
**
قلت لقناة (بي بي سي العربي) حول مناورات (الأسد المتأهب) التي تجري منذ 20 مايو (أيار) على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، إن المشاركين استفادوا من الخبرة الأردنية في أمرين مهمين، وهما لوجستياً فيما يتعلق بتجربة الجيش الأردني في استقبال الإخوة من اللاجئين السوريين، وثانيهما: تجربة الأردن الممتدة لربع قرن في المشاركة بفاعلية في قوات حفظ السلام في مناطق النزاع في العالم،،، ثم أن الأردن معنيٌ جداً بأمنه القومي وسلامة حدوده ومواجهة عصابات الإرهاب من جماعات (داعش) وغيرها، وفضلاً عن ذلك، قلت إن تمرينات (الأسد المتأهب) التي شاركت فيها قوات من 24 دولة عربية وعالمية ليست موجهة ضد أحد، بل أنها تركزت على التعاون المشترك في الاستراتيجيات الأمنية وحماية المنشلآت الحيوية وإدارة الأزمات خاصة في إقليم الشرق الأوسط المتوتر دائما، ومواجهة الحرب الالكترونية التي حروب المستقبل، فضلاً عن عمليات الاستاذ اللوجستي وحفظ النظام ومواجهة عمليات التمرد والقرصنة البحرية، هذا إضافة لكونها شملت تدريبات على حروب غير تقليدية في مفاهيم الحرب الحديثة والاستجابة للمتغييرات الجديدة وتعزيز دور الجيوش المشاركة في هذه المفاهيم...!
**
كنت إلى اللحظة أراهن على أن التطورات والتداعيات الخطيرة علمتنا الكثير وأعطتنا درساً غير مسبوق في التبصر والتمعن والتحليل الدقيق بنظرة ثاقبة حول ما يجري،،، لكنني فجعت بأن "الزعيق والنعيق والتشحيط والتفحيط والزعبرة" صارت الظاهرة السيّدة وصدارة المجلس والمقام في كل دواوين وصالونات وجلسات وكولسات الحال العربي المهزوم المذموم ،،،، لروحك يا عبدالله القصيمي الرحمة والرضوان فلقد كان لك قصب السبق في التعبير الدقيق والحكمة فـ"العرب ظاهرة صوتية" ......... !
**
تقول صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية:"على الأردنيين أن يعرفوا طبيعة المستقبل بين النهر والبحر منوطة ايضا بعمق التنازلات الإقليمية التي تقدمها عمّان في صالح الإسرائيليين والفلسطينيين؛ معظمها في جلعاد"،،، إذن عينهم على(( البلقاء)) قلب المملكة،،، يا أردنيون انتبهوا وتنبهوا، افتحوا عيونكم وآذانكم وعقولكم واسعة، فلا تأخذنكم العزّة بالإثم والغطرسة والتجبّر وتجاهل الخطر، إذ ظل وطنكم منذ تأسيسه ينام مع الخطر وأعتى، اتحدوا وانصهروا واحتشدوا معاً واعتصموا بحبل هذا الوطن، ضعوه في حبات عيونكم وشريانات أفئدتكم، شدّوا عليه النواجذ والأسنان، حتى لا تضيعوا في الفوضى واللغط وتندبون الديار وتنعون زمنكم،، "ولات ساعة مندمِ" ... !؟
**
في مثل يوم الخامس من يونيو (حزيران) قبل 47 عاماً، اقتحم جنود ومجندات إسرائيل (جبل المعبد) في (أورشليم) وتحلقوا حول قائدهم التاريخي موشي دايان بعصبة عينه السوداء ورقصوا وغنًوا: "محمد مات خلّف بنات" ولم نكن رمينا إسرائيل في البحر وظل السمك جائعاً، ولازلنا نجأر و"نزعبر" ونكابر ونتهم ونشتم ونتقاتل ونتناجز ونتثائب داعينه تعالى ليل نهار بنصر قريب ونكرر ونعيد وصار هو التهديد والوعيد ذلك الذي حُفِّظناه عن ظهر قلب مليارات المرّات عن تلك الحجر التي تنادي المسلم بأن وراءها يهودي "تعال فاقتله"، وصار الذبح بيننا مباحاً حلالاً زلالاً حسب شريعة الغاب وحد الحرابة،،، يحيا العصر الإسرائيلي العتيد، "قد رجعت إلى صهيون وأسكن في وسط أورشليم، فتدعى أورشليم مدينة الحق، وجبل رب الجنود الجبل المقدس"، فسبحان رب الجنود ........... !
**
وأخيراً، واضح أن "حصالة" ذاكرة العالم العربي والإسلامي و"خزنتها" وخَزَنَتِها" ما عادت جاهزة لاستقبال أفكار الآخرين "الشائنة الزنديقة الكافرة الضّالة" فهي كـ (عادتها) بحمده تعالى مكتفية اكتفاء ذاتيا منذ قرون خلت سلفاًً بمنجزاتها واختراعاتها العلمية والطبية ومراكز أبحاثها ومفكريها وعلمائها مما يجعلها بغير حاجة إلى أحد حتى قيام الساعة والنفخة الأولى في الصور....... هنيئاً !
&
&
التعليقات