في خضم الاستعدادات لانتخابات رئاسة الجمهورية في تركيا، و التي ستجري على مرحلتين خلال شهر آب /أغسطس 2014، فجر حزبا الشعب الجمهوري، والحركة القومية مفاجأة من العيار الثقيل باختيار شخصية أكاديمية معروفة عالميا،حائزة على تقدير الرأي العام التركي، لمنافسة أردوغان الذي يتهيأ لترشيح نفسه لخوض غمار انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. وقد فابل احسان أوغلو ترشيحه للمنصب من قبل الحزبين المذكورين بالامتنان، في أول تصريح أدلى به للإعلام التركي اليوم (الأربعاء 18 حزيران /يونيه).

ولد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو في القاهرة في 26 ديسمبر 1943. وحصل على بكالوريوس العلوم في 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة. وبعد إكمال دراسة الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا سنة 1974، أجرى بحثه لما بعد الدكتوراة في الفترة من 1975 إلى 1977 بصفة زميل أبحاث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة

شغل منصب أمين عام المؤتمر الإسلامي السابق، وهو ينتمي الى عائلة عثمانية عريقة. من مواليد الحلمية بالقاهرة حيث ان والده كان مسؤولا عن الأرشيف العثماني في القصر الملكي، اضافة الى كونه استاذا لمادة التركولوجيا في جامعة عين شمس المصرية. وقد درس أكمل الدين نفسه دراسته في كلية العلوم بنفس الجامعة، كما عمل في الوقت نفسه مصنفا في دار الكتب القومية بالقاهرة.. لذلك فهو يجيد العربية كما يذكر ذلك الكاتب رجاء النقاش في احدى مقالاته (( اتقانا تاما كواحد من ابنائها )) اضافة الى الفارسية والانكليزية والفرنسية.

عمل حتى انتخابه أمينا عاما للمؤتمر الاسلامي لمدة تتجاوز الربع قرن رئيسا لمركز بحوث التاريخ والثقافة والفن الاسلامي التابع للمؤتمر الاسلامي باستانبول.

تم تكريمه عام 1990 بنوط امتياز من الدرجة الأولى من قبل الرئيس المصري السابق

حسني مبارك.

اقترح في مناسبات سابقة مختلفة تدابير لتعزيز السلم العالمي وتحقيق التضامن بين أعضاء الأمة الإسلامية قاطبة. واتخاذ خطوات جادة ليجعل من منظمة التعاون الإسلامي منظمة فعالة. أشاد بجهوده الرامية لتعزيز المنظمة العديد من رؤساء الدول والحكومات. المعروف أيضا عن البروفيسور الدكتور إحسان أوغلو، قيامه بدور ريادي في نشاطات الأبحاث والنشر وتنظيم مؤتمرات في مختلف المجالات، ومنها تاريخ الآداب والعلوم والعلاقات بين الثقافات. حيث وجه نتائج الأبحاث إلى خلق وعي بالثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم. كما أطلق وأشرف على برامج ترمي إلى حماية وتعزيز التراث المعماري والمكتوب للحضارة الإسلامية في مختلف البلدان.

خلال وجوده في جامعة عين شمس ترجم الى العربية كتابين: من الأدب التركي الحديث،مختارات من القصة القصيرة، ومسرحية ( شيرين وفرهاد ) لناظم حكمت. كما نشر في العديد من المجلات العربية عددا من قصائد الشاعر نفسه.

كما ألف عددا من الكتب والمقالات والأبحاث باللغات التركية والإنجليزية والعربية حول العلوم وتاريخ العلوم والثقافة الإسلامية والثقافة التركية والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي والعلاقات التركية العربية وقد ترجمت بعضها إلى الروسية والفرنسية واليابانية والكورية والبوسنية.

نال خلال عمله جوائز و أوسمة عديدة، حيث قلده رئيس جمهورية أذربيجان بـ"وسام المجد"، كما قلده بالأوسمة رؤوساء العديد من الدول ومنهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس جمهورية مصر العربية بـ "وسام الامتياز من الدرجة الأولى" و عاهل المملكة الأردنية الهاشمية بـ "وسام الاستقلال من الدرجة الأولى" و رئيس روسيا الاتحادية بـ "وسام المجد")؛ ورئيس جمهورية السنغال بـ "وسام الاستحقاق الوطني" و"وسام الأسد الوطني" كما قلده رئيس الجمهورية التركية بـ " وسام الخدمة المتميزة للدولة. كما حصل على الجائزة العالمية لكتاب العام من الرئيس محمد خاتمي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنة 2000. وحصل على درجات دكتوراه فخرية من عدد من الجامعات في أذربيجان والبوسنة والهرسك وبلغاريا وروسيا الاتحادية، وتتارستان وتركيا والولايات المتحدة. وعينته حكومة البوسنة والهرسك "سفيرا متجولا" سنة 1997.

الفترة المقبلة هي التي ستثبت ما اذا كان أكمل الدين احسان اوغلو، سيضع تركيا على طريق التآلف والوئام والاستقرار في الداخل و مع دول الجوار على العكس اردوغان، المغرم بسياسة التصعيد والنزاع الدائم مع جيرانه وغير جيرانه.. الزمن كفبل بأن يحمل لنا الجواب..

&