لم يكن اختيار فرنسا كمكان لانعقاد مؤتمر السلام الخاص بالعراق وبناء تحالف دولي، لم يكن اختيارا عن طريق الصدفة او بسبب الجو الجميل هناك في باريس، بل جاء لاسباب عديدة يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
اولاً: ان فرنسا تؤكد في سياستها الخارجية وخاصة تلك التي تتعلق بالارهاب الدولي تؤكد على استخدام الارضية القانونية التي تتماشى مع القانون الدولي بصورة عامة وقانون مكافحة الارهاب بصورة خاصة.
ثانياً: فرنسا كانت قد شاركت في دعم المعارضة السورية وقامت بتسليح المعارضين المعتدلين بحسب ما اعلنته هي رسميا.&
&ثالثاً: ان موقف فرنسا هو بالضد من نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتقف ضد مشاركته في هذا التحالف الذي ينطلق من مؤتمرها في باريس، وترى انه لايمكن اعتبار النظام السوري شريكا في مكافحة الارهاب وبحسب ما اعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وهذا الموقف يطابق الموقف الامريكي والاوربي بشكل عام.
النتائج والاحتمالات المجهولة:
ستبقى نتائج الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية " داعش "، غير معروفة النتائج بشكل كامل من ناحية نجاحها وتحقيق اهدافها وهذا يعتمد على مايلي:
1. نوعية الاهداف فكلما كانت الاهداف استراتيجية وبنيوية سيكون تأثيرها كبيرا ويحد من قدرات " داعش " والعكس صحيح.
2. الطائرات الفرنسة قد باشرت فعلا بطلاعتها الاستطلاعية كالمراقبة والتصوير، وسيكون بامكانها تحليل الصور والمعلومات وتقييم الاهداف، لكن ستبقة نقطة مهمة جدا وهي قرب التنظيم من المدن الاهلة بالسكان سيضيف تعقيدا على عملها وان مسالة توخي الدقة في الضربات ستكون مثار جدل وعرضة للاخطاء التي ستضعها امام انظار الاعلام والصحافة المحلية والاقليمية والدولية.&
3. من الواضح جدا ان لفرنسا خططا جديدة تنطلق من تأريخها في المنطقة وسوريا تحديدا وتريد ان تعيد موطيء قدمها في سوريا طمعاً بثروات الغاز الطبيعي في سوريا وكذلك الاستفادة من موقعها الجغرافي السياسي الذي سيعطي دورا مهما لفرنسا في المنطقة اذا مانجحت في تنصيب حكومة موالية لها بعد نظلم الاسد تضمن مصالحها.
4. لايمكن لأحد التكهن بمدى المساحة التي ستطولها اذرع العمليات العسكرية الجوية وغير الجوية، ولأي حدود ستصل والى اية دولة ستغادر تلك العمليات، والسبب اننا امام تنظيم مليشياوي متنقل لديه قواعد في دول المنطقة العديدة والتي تشترك بحدود مع سوريا والعراق لذا فان زيادة الضغط على " داعش " في العراق، سيسبب انسحابها الى سوريا، ولهذا فأن ذهاب هذا التنظيم الى الاردن وتركيا امر محتمل الوقوع في حالة استمرار الضغط والضربات المؤثرة على التنظيم.
5.وقت وفترة العمليات العسكرية سوف تحدده نوعية الاهداف وقوة التنظيم وعدد افراده وردود فعله، ولااحد يمكن ان يخمن كم شهرا سوف يستمر القتال والحرب على الارهاب، وانما الموقف الميداني على الارض هو الذي سيكشف الفترة التقريبية، وكذلك فان القرار السياسي سيكون عاملا مؤثرا على طول وقصر فترة الحرب.
باريس وواشنطن اتفقتا على ضرب "داعش" في سوريا لانها تسيطر على 25% من الاراضي السوريه:
&المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال قال "نريد تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات العسكرية والانسانية والمالية، مؤكدًا اعلان قرارات ووضع خطة عمل". وان تنظيم الدولة الاسلامية بات يسيطر على حوالى 40 بالمئة من اراضي العراق، و25 بالمئة من الاراضي السوريه.&
واعربت واشنطن عن استعدادها لتوجيه ضربات على مواقع التنظيم في سوريا وتوسيع رقعة الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر. وكان البنتاغون اعتبر في آب المنصرم أن القضاء على التنظيم المتشدد يستلزم مهاجمته في سوريه.
51 بلدا يغذي تنظيم " داعش ":
الجعفري وفابيوس... اعلنا في مؤتمر صحافي مشترك وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب انتهاء أعمال المؤتمر التي استمرت اربع ساعات قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المؤتمر حدد 51 بلدا تغذي تنظيم الدولة الاسلامية بالموارد المالية والمقاتلين، وأكد وضع خطط لتدفق هؤلاء المقاتلين بتنظيم داعش ليس في العراق والدول المجاورة له بل في كل مكان.&
معصوم وهولاند... دعا الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفرنسي فرانسوا هولاند إلى عمل دولي مشترك لتحطيم الشبكات الدولية لتجنيد الإرهابيين فيما دعا العراق إلى ضربات جوية سريعة لتنظيم الدولة الاسلامية تمنع تمدده إلى مناطق اخرى او اتخاذه ملاذاً آمناً وتقديم دعم انساني لمليوني نازح عراقي. وقال هولاند في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي الذي بدأ اعماله في باريس اليوم بمشاركة 30 دولة تحت شعار " المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق "إن إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لايشكل خطراً على العراق وحده وانما على الشرق الاوسط والعالم.. وأشار إلى أنّ مواجهة هذا التنظيم تقع بالدرجة الاولى على العراق لكن المجتمع الدولي مطالب بمساعدته بعد ان انجز تشكيل حكومة وحدة جامعة لكل مكوناته وعلى العالم الان ان يتوحد ايضا ضد "داعش"..
&
التعليقات