&الحملةُ العسكرية الجوية قد بدأت، وباشرت الطائرات الفرنسية بقصف مواقع واهداف يُعتقد بأنها تعودُ الى تنظيمِ الدولةِ الأسلاميةِ " داعش "، وان ارسال قوات برية دولية واقليمية ضمن اطار الحملة والتحالف نفسه ايضاً اصبح شيئاً محتملاً خاصة بعد ان اعلن ثلاثة من كبار المسؤولين العسكريين الامريكان هم وزير الدفاع تشاك هاكل والجنرال ديمسي والجنرال ادريانو بأنها مهمة جداً وسوف لن تكون الضربات الجوية وحدها مؤثرة بدون استخدام قطعات على الارض.وعلينا ان لا ننسى بأن تحالف معارض لهذه الحملة العسكرية سوف يتبلور على غرار ماحدث قبل حوالي اكثر من سنة وتحديدا عندما قررت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ضرب النظام السوري في محاولة لاسقاطه، وهذا المحور المعارض سيكون له صدى اعلامياً واسعاً وسوف يسير بالتوازي مع حركة دبلوماسية ايضاً في محاولة للضغط بالأتجاه المعاكس، ولابد لنا من الاشارة الى ان استمرار العمليات العسكرية في الاراضي السورية سيكون عاملاً مؤثراً على الاوضاع الانسانية والاقتصادية، وان الموقف العسكري والسياسي ومواقف الاطراف فيها كل من التحالف الدولي ضد الارهاب والجيش السوري وتنظيم " داعش "، ستتأثر بشكل واضح وستبرز الاحتمالات الثلاثة التالية في مسرح العمليات العسكرية والسياسية وكما يلي:
الاحتمال الاول : ان تقف " داعش " والنظام السوري في خندق واحد.
ان قرار التحالف الدولي والاقليمي بعدم ضم سوريه اليه في محاربة الارهاب سيجعل الموقف العسكري والسياسي للنظام السوري صعبٌ جداً، وان مباشرة الطائرات الفرنسية بتوجية الضربات الجوية لتنظيم الدولة الاسلامية " داعش " فوق الاراضي السورية سيفتح الابواب امام توسيع جبهة القتال وزيادة عدد المقاتلين الذين يقفون ضد الطائرات الفرنسية المقاتلة، وسوف يلجا النظام السوري لتوجيه نيران صورايخه ومضاداته" ارض جو " ضدها بالطريقة نفسها التي تواجه بها داعش الطائرات الفرنسية حين استهدافها، وكنتيجة حتمية سيقف النظام السوري وداعش في جبهة واحدة يقاتلون ضد التحالف الدولي،وضد الطائرات الفرنسية او اي طائرات تابعة للتحالف الدولي ضد الارهاب الذي انبثق من العاصمة الفرنسية " باريس ". من المهم ايضا الاهتمام بالفترة الزمنية للعمليات العسكرية الجوية والارضية والسبب في ذلك هو ان قصر الفترة او زيادتها سيكون عاملا مهما ومؤثرا على الاوضاع الانسانية والاقتصادية لشعوب المنطقة ناهيك عن الاوضاع الاخرى، ولابد من الاخذ بنظر الاعتبار ردة الفعل من قبل الاطراف التي ستتلقى الضربات المدمرة، وسوف تزداد عدد الاهداف المرشحة للضرب وستزيد الخسائر كنتيجة طبيعة لتلك العمليات، وعندها سيصعب التكهن بالفترة التي تستغرقها المعارك ضد الارهاب.&
الاحتمال الثاني : ان تقف سوريه مع التحالف الدولي لِتُقاتل " داعش".
وهذا الاحتمال مستبعد في الوقت الحاضر لكنه محتمل الوقوع في ظل التجاذبات السياسية وتحديات الأرهاب وتقاطع المصالح فمثلاً اذا رأت سوريه بان استمرار نظامها ومصالحها يمكن ان يكونا في مأمن، قد تلجأ الى هذا الموقف.وثمة نقطة مهمة في هذا الصدد وهي ان مسالة زيادة تدفق المقاتلين الاجانب الى المنطقة بصورة عامة والى سوريه والعراق بشكل خاص سيكون متوقعاً، وقد تتوسع محاوور القتال وتصبح جبهة واسعة مفتوحة وسيكون وقوف سوريه مع التحالف الدولي وقتال " داعش " معاً امراً وارداً وليس مُستبعداً كي تحقق التوازن وتُخفف الضغط العسكري عليها. المشهد السياسي والعسكري سيكونا في غاية التعقيد وتبرز حالة خلط للاوراق وستذهب نتيجة هذا الصراع ضحايا من المدنيين العُزَّل بالأضافة الى قتلى من تنظيم الدولة الاسلامية " داعش ".
الاحتمال الثالث : ان يقف النظام السوري ضد التحالف الدولي و " داعش ".
وهذا ايضاً سيناريو يُمكن أن يحصل خاصة اذا ماتوسعت رقعة العمليات والضربات الجوية ضد " داعش " وعندها قد لاتجد مأوى وقاعدة امنة لها فتلجأ الى التقرب من المدن السورية التي يشتبك فيها التنظيم مع الجيش السوري قبل هذا الوقت وخاصة العاصمة دمشق وفي تقربها سيحصل احتكاك مع قوات النظام السوري وترتفع وتيرة المعارك بين الطرفين بشكل ملفت للنظر، وفي هذه الحالة سيجد الجيش السوري نفسه يقاتل على اكثر من جبهة.وفي الواقع سيكون قتال الجيش السوري ضد " داعش " والتحالف امراً ممكنا أيضاً في حالة محدودية الضربات الجوية. ان مسرح العمليات العسكرية في سوريا سيبدأ من الطلعات الجوية للتصوير ومسح الاهداف وثم ضربات قوية ضد الارهاب قد يكون بعضها مؤثرٌ لكن سرعان ماسنشاهد بان الحاجة الى قطعات ارضية ستبرزوسوف تُستخدم فعلا القطعات البرية في بعض العمليات.
" ان الرد السوري جاهزٌ وسوف يقاوم كل الهجمات الارهابية او الضربات الجوية للتحالف وسيكون عنيفاً، وان ابعاد سوريه عن حضور المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي عقد مؤخرا في باريس لم يكن قراراً مدروساً وصحيحاً لأننا المعنيين بالامر". هكذا قال&
فيصل المقداد وكيل وزير الخارجية السوري قبل يومين على "قناة روسيا اليوم "، وان اي جهود لمكافحة الارهاب بدون دور لسوريه سوف لن يُكتب له التوفيق والنجاح لان سوريه هي عنوان مكافحة الأرهاب، فهي قاتلت الأرهاب لمدة اكثر من ثلاث سنوات، ولايمكن ان يُكتب اي نجاح بدونها. واتهم فيصل المقداد تركيا بانها كانت ولاتزال تعمل وتدعم كل العصابات الأرهابية.&
&
&
التعليقات