نأسف كثيرا عندما تتحول الممارسة السياسية الى مزايدات.. وحين يتحول الفعل المعارض الى مرض نفسي مستفحل في العقول المتحجرة والغارقة في عبادة الاوهام وحين تصبح الميكيافلية أرقى اساليب الحضور الركحي في الساحة الاعلامية، فكيف يمكن ان نفهم عندما يقع قلم الكاتب في الارتزاق السياسي باعتبارها الوسيلة المغرية لمحاربة الرموز الوطنية والاحزاب العريقة.

ان التطاول والميوعة السياسية التي أصبحت السائدة مع الاسف في هذا البلد هي التي جعلت من المرتزقة أن يتكلموا في الاروقة الاعلامية عن دهاليز السياسة ويتكلموا عن أسيادهم ويصبحوا وهم أميّون على رأس مجلس مدينة العلم والمعرفة واذا عرف السبب بطل العجب؟ ولقد زادوا كثيراً متوهمين أنفسَهم شيئا مذكوراً؛ إذْ يحسبون أنفسهم في حصانة فرعونية!

في كل اسبوع وكعادة منهجية يقوم الكاتب شيرزاد شيخاني بالتطاول على الحزب الديمقراطي الكوردستاني والتفوه بكلمات نابية‌ وقد وصل به التمادي والتحرش اللفظي للقيام بأنشطة تنتهك اللحمة الوطنية وسلامة الوطن و شق الصفوف ومحاولة اشعال الفتنة والفتنة أشد من القتل وهي نائمة لعن الله من أيقظها.. الجهل مفهوم واسع جدا من حيث إنطباقه على مصاديق متعددة أحدها وأخطرها عدم المعرفة والنزول إلى سوق النخاسة بحيث تُشترى هؤلاء كما يشترى العبيد، ويسْتأجرون كما تستأجر النائحة؛ وشتان ما بين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة.. وللجهالة مستويات تتفاوت حسب نوعيتها لدى صاحبها وأتعس الكتاب من يريد أن يبرز عضلاته وهو أضعف من جناح البعوضة لان الحوار معه في موضوع سياسي سرعان مايرميك بالتخوين والكلمات المشينة إن وجد بعض الأمور التي لاتوافق عقليته &الكسيحة إذا كان الحوار معه في موضوع إجتماعي يتهمك بالإنحراف وتمييع مهمات القضايا الإجتماعية لمجرد تذكيره بواقع مزري عاشه أو إذا كان الحوار معه في أحد المواضيع اللباقة فلمجرد أن تنصحه عن فعل قبيح إرتكبه أو مدمن على إرتكابه من دون أن يعلم أن هذا الفعل أو السلوك نتاج عقدة أو نقص يعانيه مع محيطه المهمل له والذي ينبذ هكذا أشخاص فسرعان مايصب جام غضبه عليك ويبدأ برميك بشتى أنواع التهم جزافا والذي تربى في وسطه الغارق في وحل الرذيلة.

والسؤال المحير كيف نتعامل معهم إن حاولوا الإساءة إلينا بهذه الطريقة المخجلة التي يندى لها الجبين؟ وهو يقحم نفسه في أمور هو أجهل الناس بها وبحيثياتها ولا يمتلك من المعرفة بها سوى العناوين فقط.مع الاسف لم نلاحظ في مقالات الاخ الكاتب شيخاني سوى التلفيقات التي تخدم أجندات معينة وكان عليه أن يكون مسؤولا اكثر عن كلماته وتصرفاته مع الواقع حفاظا على صورته امام من يعرفه؟ لكي يكون بعيدا من تقليل شأن نفسه لحساب آيديولوجية معينة؟ أو لحساب شخص خاص؟ وماقلناه ليس تجاوزا عليك وعلى حرية الكتابة بل هي مسؤولية يتحملها كل من يشارك بكتابة مقال أو تعقيب أو رد أو تحرير فقد أعطيت لنفسك صلاحية التجاوز والادعاء والاتهام دون وازع أو رقيب فعندما تقول دعوني أستعرض لكم الممارسات والسياسات والمواقف؟ لاحظنا عليك عدم قدرتك في السيطرة على انفعالاتك الشخصية وخروجك عن أبسط أركان الحوار والكتابة وانت تصف الاخرين بالازدراء واستخدام اسلوب التحقير اللفظي بايماءات قلمك الخالي من ابتسامة واحدة تشرح صدرك، مع الاسف الشديد أما نحن فمثل الأسفنجة نمتص غضب الاخرين ونفرغه بعيدا التزاما منا بمعايير اخلاقية رفيعة تعلمناه في مدرسة البارزاني الخالد وعقدنا العزم على الالتزام به قلبا وقالبا.

الاخ شيرزاد شيخاني المحترم: مع الاسف فقد طارت كلماتك مع الريح ولو وضعنا لك كلمة (كل) مع (الاسف) لحصلت على استحقاقك الكامل في التعريف. بأي حق وبأي قلب وبأي عقل تستعرض بعض الاحداث التأريخية في السبعينات وتعرض سياقات الاحداث وفق أهوائك الشخصية واملاءات الاخرين عليك؟ بعيدا عن تصويب بعض المفاهيم والمعلومات والافكار والآراء لكل الاطراف وعند كل ابناء كوردستان كي لا يتهم هذا الطرف ذاك بما حدث في الماضي من دون كشف الحقائق الموضوعية بكل امانة وحيادية.. فضلا عن مراعاتنا و ادراكنا لطبيعة الظروف الحالية وحقائق تاريخ الصراع وعوامله واسبابه بكل دقائقه وظروفه الغابرة؟ وقد يكون لدينا جملة من الملاحظات على تلك الاحداث التأريخية التي لم تزل تثير جدلا واسع النطاق بين الفرقاء السياسيين منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. أما حديثك عن أحداث آب عام 1996 وأن اربيل ومنذ تلك الفترة مجلل بالعار!! نقول لك أي عار؟ فكل أهالي مدينة أربيل يعرفون كيف كانت أوضاع المدينة وماحدث على الارض قبل عودة البارتي الى أربيل؟ فذاكرة أهل أربيل وحتى هذه اللحظة مشحونة بالذكريات الاليمة؟ لانريد فتح صفحات الماضي والتهجم على جهة معينة التزاما بعقيدة خاصة في هذه الاوقات العصيبة التي يمر بها شعبنا الصامد الواقف بوجه همجية داعش أشرس قوة بربرية على وجه الارض بالله عليك ماذا تستفيد عندما تصفق لاشعال الفتنة والتصفيق لطرف على حساب المصلحة الوطنية و وحدة الجميع دون معرفة ماجرى على أرض الواقع آنذاك؟ أحداث لم تندمل جرحها حتى هذه اللحظة بسبب دور دول المنطقة في إذكاء سعير قوى سياسية ضد أخر لهدم البيت الكوردي واسقاط المعبد على رؤوس أصحابها بواسطة ثلة من امثال أقلامك.

اما حديثك عن الاتفاقية الاستراتيجية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وموضوع الادارة الموحدة ودولة رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني والذي تمنيت في يوم من الايام وترجيت أشخاصا؟ أن يكون لك صورة واحدة مع سيادته اعجابا منك كغيرك بقدرته الادارية الفذة في ادارة الاقليم باعتباره رجل دولة بشهادة الغالبية العظمى ومنهم فخامة الرئيس مام جلال والذي أشاد وفي مناسبات عديدة بآداء السيد نيجيرفان بارزاني وقدراته السياسية والدبلوماسية وحنكته العالية مما جعله جديرا بتولي منصب رئيس الوزراء وفي طلعة الشمس مايغنينا عن زحل؟ وكلامك عن تخريب العلاقة مع الاخوة الشيعة فالكل يعي تماما أن الحزب الديمقراطي وفخامة الرئيس بارزاني يحتفظ بعلاقات قوية جدا مع الاطراف الشيعية وخاصة سماحة السيد عمار الحكيم والاخوة في التحالف الوطني ودولة القانون ومسألة تدهور العلاقة مع المالكي كان بسبب النزعات التوسعية للمالكي ومحاولته كسر هيبة اقليم كوردستان عن طريق التهديد والوعيد وقطع الارزاق كما فعل بتوجيه ونصائح من رجال ظله في كوردستان!

أما فشلنا في سحب الثقة من المالكي فكان لك ان تذكر لنا أسماء من سحبوا تواقيعهم سرا لكي يبقى المالكي بعدما دمر العراق بأكمله وترك هذا البلد المنكوب كقاصة فارغة فأين الحق وأين البرهان في كلامك؟ وعندما استعملت كلمة (المطية ) في وصف البرلمان الكوردستاني الذي أعطينا مايقرب المليون شهيد من أجل تأسيسه شعر الملايين بالخجل نيابة عنك لكننا متأكدون بأن القصد من وراء تعبيرك كان مطية نجاحاتك في الكتابة وليس اهانة قداسة البرلمان فمن المستحيل أن تبتعد بهذا الشكل عن أهداف المهنة؟ والمصيبة كل المصيبة أن يجتمع في قلمك الواحد كل ما ذُكِر.ولو انتقلنا الى موضوع حديثك عن انتخابات كردستان والمهاترات التي أدخلتها في كلماتك فنقول لك.. من دواعي فخرنا واعتزازنا أن البارتي ومنذ أول انتخابات في عام 1992 في صدارة الاحزاب الاخرى لان شعب كوردستان يعي تماما من ينتخب ومن جدير بلقب الحزب القائد الذي يعمر ويبني ويحمي الوطن من كل مكروه ؟

أما ما جرى بالضبط من وقع الاحداث الاخيرة في كوردستان من أحراق مقراب الحزب الديمقراطي وتأجيج الجماهير لخلق الفتنة والفوضى والبلبلة وسفك الدماء البريئة إنما هو قصة دراماتيكية معقدة جدا ومتشابكة أيضا أبطالها الحقيقيون أصبحوا من ورق؟؟ بعدما شاهدوا بأم أعينهم وثبة الاسد وهو يسحق المتآمرين لكي يكون هذا الدرس التاريخي عبرة للاجيال القادمة في صناعة مستقبلها في قابل الايام والسنين. &لذا فان ماجرى بحاجة إلى رؤية تنظيرية خاصة بعيدة النظر بحيث تكون الكتابة عنها محايدة وبلا انحيازات وبروح علمية جريئة ومجردة وصبورة.أما في موضوع الرد على مسألة شرعية ولاية الرئيس مسعود بارزاني فلا نطيل في الاجابة عليك وعلى حاملي أفكارك المسمومة ومن يهذون في فلككم فقط نذكركم بآخر تصريح صدر عن الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي والذي قال في مؤتمر صحفي وبالحرف الواحد (مسعود بارزاني الرئيس الشرعي لاقليم كوردستان وهو يمارس دوره بكل فعالية الى أن يتفق الاطراف السياسية على صيغة معينة).

واخيرا نقول لك: العب في ساحة الزمن المتاح المتبقي لك ما شئت، لكن اضحك على ذقونك قبل ذقون غيرك، وفصل والبس وفق القياسات المعدة لك فقط وليس لنا، وتعارك معنا في قنوات الاعلام المباح فقد نبع الحزب الديمقراطي الكوردستاني من بين ركام الموت والامانة الفكرية والتنظيمية وعاد البارتي كيانا اسطوريا يؤرقكم ويؤرق غيركم.

&