الجنرال اليكر باشبوغ رئيس هيئة الأركان التركية السابق وأمام الاجتماع السنوي الخامس عشر لرجال الاعمال والصناعيين الترك المنعقد في مدينة انطاليا في بداية هذا الشهر قال: ان الدولة الكوردية قادمة وقدومها مرهون بالموافقة الايرانية والتركية ومن ثم يختتم مداخلته بالقول: المحزن ان أقول لكم بأن دولة كوردية مستقلة في العراق في طريقها الى التأسيس وهي حقيقة واقعة لكن إيران تقف بالضد منها وان على تركيا أيضا ان تقف ضد قيام هذه الدولة فلو قلنا اليوم ( نعم ) فسوف تقوم تلك الدولة غدا.
سيادة الجنرال ينسى او يتناسى أنه خلال المائة عاما الأخيرة ومنذ معاهدة سايكس بيكو المشؤومة لم تكتف تركيا وإيران والعراق وسوريا بقول لا للدولة الكوردية وانما حاولت بكل ما لديها من قوة وجبروت وبالتعاون الوثيق فيما بينها منفردين ومجتمعين لإلغاء شعب كوردستان من على خارطة المنطقة وتأريخها دون جدوى وها هو الجنرال نفسه يصرح ان دولة كوردية مستقلة في طريقها الى التأسيس و مؤكدا على انها (حقيقة وواقعه) و هو اذ ينصح تركيا باتخاذ الموقف الإيراني بالوقوف ضد قيام هذه الدولة انما يجتر نفس السياسات العنصرية السابقة التي اثبتت فشلها وعدم جدواها وكلفت تركيا وشعب كوردستان ثمنا فادحا في الأرواح والأموال وعرقلة التطور الاجتماعي و الاقتصادي والسياسي السليم وحتى اذا كانت ايران ضد قيام دولة كوردية فلماذا يجب على ان تركيا تحذو حذوها وتعيد تنفيذ وتطبيق سياسات الماضي السيئة الصيت ضد شعب كوردستان ومنذ متى أصبحت السياسة التركية تدور في فلك السياسة والمواقف الإيرانية ام ان موضوع معاداة شعب كوردستان وحقوقه المشروعة يبرر ذلك حسب تفكير الجنرال الذي لا يستطيع ان يخفي خيبة امله وطريقة تفكيره المتخلفة و المتعارضة مع احترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية عندما يقول (المحزن ان أقول لكم ان دولة كوردية في طريقها للتأسيس) انه حزين جدا لان شعبا مضطهدا محروما من حقوقه الإنسانية يستطيع أخيرا الحصول على حقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة وينهي الغبن التاريخي الذي لحقه بسبب مصالح المستعمرين.
الأفضل والاصح يا سيادة الجنرال ان تقول تركيا وايران والعراق وسوريا (نعم) لقيام الدولة الكوردية وحصول الشعب الكوردي على حقوقه الوطنية المشروعة لان هذه ال (نعم) هي التي ستجلب وتحقق السلام والعدالة والرخاء وتبني الأسس الثابتة لشرق أوسط متصالح مع نفسه ومع العالم وقادر على مواجهة استحقاقات المستقبل.
أغلب الظن أن لا أحد في اجتماع رجال الاعمال والصناعيين الترك سيهتم او يقبل بطريقة تفكير السيد الجنرال فهناك المئات من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التركية العاملة في إقليم كوردستان حاليا وسواء شاء الجنرال ام ابى فهذه العلاقات الاقتصادية القوية والمستمرة ستكون حجر الزاوية أيضا للعلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية وتبادل الخبرات والتعاون المثمر وتركيا اليوم رغم الانتكاسة المؤقتة لعملية السلام وتوقف الحوار مع الجانب الكوردي قد تكون على عكس توقعات ورغبات الجنرال اول من تقول نعم للدولة الكوردية ففي النعم هذه تتحقق مصالح تركيا الاستراتيجية كما تتحقق مصالح الشعب الكوردي خاصة كما يقول الجنرال ان دولة كوردستان (حقيقة وواقعه) وعلى الاغلب اسرع بكثير مما يتوقعه الجنرال الحزين .
&
التعليقات