لم تكد تجف دماء شهداء مدينة كوباني الجريحة، حتى إستهدف تنظيم داعش المجرم مدينة برسوس في شمالي كردستان بعملية إنتحارية جبانة، والتي راح ضحيتها حوالي 30 شابآ وشابة وإصابة نحو مئة شخص بجروح متفاوته. ومعظمهم من ناشطين مدنيين وطلاب مدارس كانوا مجتمعين في مركز الفن والثقافة التابع لحزب (ه د ب) وفي طريقهم إلى مدينة كوباني، لمساعدة أهلها في إعادة بنائها بعد الدمار الذي تعرضت له خلال المعارك مع تنظيم داعش قبل عدة أشهر.
أنا متأكد من أن الدولة التركية مسؤولة عن تفجير برسوس وقبلها عن مجزرة كوباني التي وقعت قبل أسابيع وإليكم أسبابي:
- أولآ، الدولة التركية هي من إحتضنت ورعت المتطرفين، وفتحت أراضيها و حدودها لهم. وقدمت كافة أنواع الدعم العسكري والمالي واللوجستي والإستخباراتي لهم وذلك بهدف محاربة الشعب الكردي وكيانه الوليد.
- ثانيآ، كيف علم تنظيم داعش بنية الشباب القادمين من كل المدن الكردية والتركية، برغبتهم في التجمع في ذاك المكان والزمان المحدد، ليقوم بتحضير إرهابي وإدخاله إلى تركيا مع متفجرات دون أن تكتشفه الأجهزة الأمنية؟ بالتأكيد حصل على معلومات ممن كان على علم بتحرك الشباب، وقام بتسجيل أسماء جميع المشاركين فيه، وقام بتصوير هوياتهم قبل الإجتماع بكثير.
- ثالثآ، لماذا لم تقم الأجهزة الأمنية التركية من شرطة ومخابرات، بتأمين الحماية لهؤلاء المواطنين المسالمين؟ مع العلم إجتمعوا بعلم السلطات وموافقتها!! والجميع يعلم بمدى حساسية الأوضاع في برسوس وما يحيط بها، وإنتشار عناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة، ونيتهم في الإنتقام من الكرد، بعد دحرهم من مدينة كوباني وغري سبي قبل أشهر.&
- رابعآ، لو أن الهدف من التفجير هو إزعاج تركيا وإرسال رسالة لها، لقام التنظيم
بمثل هذا التفجير في إحدى المدن التركية، وخاصة السياحية منها، وليس في مدينة كردية صغيرة وادعة، غير معروفة للعالم وليس فيها أي شيئ مهم.
- خامسآ، لماذا سكتت تركيا عن جرائم تنظيم داعش طوال هذه المدة وكانت على وئام معه، عندما كان يسيطر على الشريط الحدودي معها، وجن جنونها عندما تمكن الكرد من طرد التنظيم من كامل المنطقة والسيطرة على المنافذ الحدودية؟
- سادسآ، لماذل لم يكلف أردوغان نفسه أو رئيس وزرائه، القيام بزيارة مدينة برسوس وتقديم واجب العزاء وتقديم يد العون لأهالي المدينة؟ لو أن الحدث قد جرى في مدينة تركية، هل كان سيبقى أردوغان وأوغلوا جالسين في مكاتبهم؟ بالطبع لا.
- سابعآ، لماذا فعلت الأجهزة الأمنية التركية المستحيل لتخليص الإرهابي الثاني، من يد المواطنين الكرد، قبل أن يفجر نفسه هو الأخر؟&
- ثامنآ، لماذا لا تغلق الحكومة التركية الحدود في منطقة جرابلس مع تنظيم داعش، وبينما تفرض حصارآ خانقآ على المناطق الكردية، مثل عفرين وكوبانب ومنطقة الجزيرة؟؟
- تاسعآ، لماذا واجهت السلطات التركية بقسوة شديدة، كل المظاهرات التي خرجت للتنديد بتلك العملية الإرهابية، ولم تدع الناس تعبر عن رأيها وغضبها بسلام؟؟
- عاشرآ، لماذا لم تقوم الحكومة التركية، باعلان الحداد ليوم واحد على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي؟؟ السبب لأن الضحايا معظمهم من الكرد وليس لشيئ أخر.&
إن هدف تركيا و تنظيم داعش، هو الإنتقام الأعمى من الكرد على ما حققوه من إنتصارات عسكرية وسياسية ودبلوماسية في الفترة الأخيرة، والهدف الثاني هو زرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين الكرد، وعدم السماح لهم بإعادة بناء مدينة كوباني وتطوير كيانهم الحديث.
فهل هناك شخص منصف واحد، لديه شك بعد سرد كل هذه الحقائق، بمن يتحمل مسؤولية هذا التفجير الإرهابي؟ شخصيآ لا أظن ذلك، إلا إذا كان معاديآ للشعب الكردي بالأساس ومن أتباع التنظيمات الإرهابية.
&
برسوس: (سروج)
التعليقات