أردوغان تحرّش ب "الدب الروسي،"واستقدمه الى "كرمه " اذاً!
لكن لماذا..ألم يكن في غنىً عن ذلك ثم..هل تصرف بحكمة،ام أغرق في الحماقة السياسية..هل اندفع الى جُحرالدب دفاعا عن داعش، ام بتغرير من اترابه في الناتو..وهل للناتو ان يحميه من لاعب الجودو بوتين ثم هل الخروج من حلبة المصارعة،على سورية مع روسيا مثل دخولها ؟.الاسئلة تموج،في بحر من الإنبهار والذهول،وتنفتح على اخرى من مثل..هل تركيا ذات الوجه الاردوغاني/الإسلاموي،مؤَّهلة ان تقف،في مواجهة اعاصيرالبحرالاسود اوالمتوسط،التي يتحضر"بوتين"،ان يزمجر بها غاضبا غضب "ديناصور "،لكن في الوقت المناسب عليها، وعلى كلِّ من يقف في وجهه؛ فالدب الرشيق مُسَّ في كرامته الدولية،وكبرياؤه الشخصي،والإعتباري، والسيادي الصلد، نزل بمؤامرة الى القاع ؛ ف"طُعِن من الظهر"على حد زعمه، واصبحت اللعبة، "لعبة كرامة على مصالح"،و"ثأر لتلك الكرامة"،واذا ما تعلق الامر بالمعاندة،فقد شاع عن سيد الكرملين الثبات كثيرا، وكذلك العناد على صورة لاتضاهيها صورة، في عدم التواني عن السير،نحو تنفيذ ما يضمره، دون ان تخور قواه او تفتر عزائمه،والعالم يشهد فيما،لو استفتي،على جَلَد مقدرات الرجل الجبار، ومن بعض هاتيك الشهادات مثلا:ان بوتين المثابرانتُخِب،ك"شخصية أولى في العالم، ذات تأثير وحزم،"لعام 2014،هذا فضلا عن تواترالإقرارات والقرائن،من الوسط الروسي،انه "قول وفعل"؛بمعنى قهار،لايعرف ابداً المُمازحة والتهريج،اذا ما استُفِزَّ اوأُثير،مما يعني:ان اردوغان ينبغي ان يحمل كلام نده الروسي،الذي فار وتراقصت عيونه بالشرر:" النتائج ستنزل وخيمة على تركية "،محمل الجد؛فحدث اسقاط الطائرة لم يكن بالامر اليسير،من النواحي المعنوية / السياسية / العسكرية والشخصية،على عجرفة الرئيس / القيصر،ذي المهارات الدفاعية،المبهِرة والمتعددة،والذي لم يتداعَ له، ان يُصفَع،وهو"الدبُّ"،من"ابن آوى"،بل من رضيع"الذئب الأَغْبَر"،الذي يدعى بالتركية ؛ب ال"بوزقورت "،فبينما كان"قيصرنا"يتمختر في حديقته الخلفية / سورية، معجبا بقواه، غير عابئ باي كان،تعكرت عليه خلوته، او انهماكه في إسناده ربيبه "الاسد"،او مواظبته على تفقد وحماية مصالح بلاده.. تعكر الرجل الشديد،وكان قدغاب عن حدسه ونباهته،ان "الكلب الرمادي"؛اردوغان ؛انتشى بعد إنتخاباته البرلمانية،فتوَّج نفسه ب"سلطان الباب العالي"،وطفق يسارع في بسط نفوذه،ولايتأخر في بث الإيذاء، وتسخير داعش لأغراضه الحزبية والدينية والقومية من جهة،والمضي من ثم ومن جهة اخرى، نحو تحقيق طموح انضمام بلاده ؛بوجهها الاسلاموي،الى المنظومة الاوربية،والعمل تاليا حسب مقتفين،ان يبرهن للناتوعلى ولائه،ك"روبوت مبرمج"،علّه يحظى بالمقبولية،ويرتقي بمساندة "التحالف"،كي يكون الوجه غيرالمسيحي،في حضارة اوروبا المستقبلية.. كل ذلك وسواه لم يخطر ل موسكو على بال،او علمت به فتجاهلته،او ظنت ان تربأ تركيا الاردوغانية بنفسها،ان تتحرك بيد الغرب ك " ريموت كُنترول"، فعجزت تالياعن إدراك وتقدير،ان يدخل"الرجل المريض"؛اردوغان الحلبة، مع القيصر بوتين وجها لوجه،ك مبارز في النزال،وتُنْقَل من ههناك تركيا،من "خانة الاصدقاء"،الى "خانة الاعداء"لدب عاقل،حرص فيما مضى"بوتينُ"هُ،ان لا ينسج استراتيجيات بلاده،الّا على حسن الظن ب تركية،سعيا منه الى الحفاظ على مصالحه،بمواجهة انداده في الغرب،وشاهدُ صدق بوتين،انه كان أمسِ بنفسه صديقا،يبحث عن حلول لسورية على المائدة التركية،وكان مخطِّطا ان يهبط لافروف،بجعبة سياسية / دبلوماسية ذات تفاصيل ما، تهم تركيا وروسيا معا،لكن الحال تبدل بعد هذا التحرش،ولن يخلو قربان روسيا الى تركيا،كطرف في المعادلة السورية،الا مشوبا بالانتقام اوعلى اقل تقدير بالحذر،فالحدث وقع مُثقَلا بدلالات وعواقب،لن تمر ك"سحابة صيف موسكويّة"،عابرة؛ بمعنى ان موسكو ستعاتب،والعتب البوتيني لن يأتي على شاكلة:"حتى انت يا اردوغان"،ثم يدخن كلٌّ سيجارة ويبترد من همه، بل بوتين سيباشر الحروب الباردة،ان لم يفعّل ميادين قتالية مباشرة،وغني عن البيان،ان روسيا تمتلك "القوة النووية"المرعبة بل الادهى،اوهكذا يعزى اليها في العالم،ولا يشكل عندها اعتراض تركيا لطريقها،اكثر من تحرش بعوضة بدب اوفيل، فالموقف لدى الروس، يبعث على الكوميديا السوداء،ويفتقر الى التكافؤ،لكن تركيا تحتمي منها بالناتو او تندفع بمشوراتها،الامر الذي اثار حفيظة بوتين،فاعترض متسائلا.. "هل ستتحول الناتو الى قوة حامية لداعش ؟." بوتين مغتاظ حتى النخاع من تركية،إذ امتنع وزير خارجيته لافروف،الذي الغى زيارة كانت مرتقبة الى انقرة،عن استقبال اي مسؤول تركي في روسيا،ثم التقى نظيره التركي،بناء على إلحاحٍ خارجَ اسوار "القيصرية"،وصرّح على الاثر،ان اللقاء لم يحمل جديدا؛مما يعني ان القيصرالذي ينكمش،عن مهاتفات اردوغان الاعتذارية،يفكر ان يرد الصفعة،الى "سلطان الباب العالي،" فهل من اوراق لروسيا على الرقعة التركية،وهل قلاع "الذئب الاغبر"اردوغان،تحصنه من انياب الدب بوتين؟
لاشك ان بوتين لن يغفل،عن المسألة الكردية داخل تركيا،وسيسعى الى دعم حزب العمال الكردستاني /ال PKK،الذي ينوي بدوره التحرك سياسيا وشعبيا وعسكريا،في سعي الى إعلان الكانتونات الكردية داخل تركيا، فضلا عن مباشرته بخطى واثقة،لتعزيز مشروع كُرد"روج آفا"/سوريا،لكن الرقعة الروسية في المقابل ستكون هدفا لتركية، فاردوعان لديه نفوذ واسع ديني / مالي / سياسي على مسلمي الجمهوريات الروسية ؛من شيشان وتركمان واذريين وسواهم،ومن الممكن اطلاقهم كبق اوبرغش على الدب،ولن يفوت المراقب هنا،ان بوتين كان دُبّا حقيقيا،حين افتتح "جامع موسكو الكبير"، برعاية وحضوراردوغانيين؛ فقد اسهم الفعل في تلميع صور السلطان،لدى مسلمي روسيا وما حولها، بيد ان بوتين مراوغ،وعداعن الورقة الكوردية له،ان ينفخ في روح العلمانيين الاترك،كي يتمردوا على الحكم السلفي الاردوغاني،وقيصرالكرملين الهائج،لن يكتفي في التأليب على الانحدار التركي،الى الدواعشية بهذا،فالساحة الدولية تضبطه يتحرك دون كلال او ملال، ليستميل فرنسا الاكثر تضررا من داعش الى صفها،ولن يغفل قيصرنا الحاذق،عن المانية المهددة،في امنها الداخلي من الاسلاميين،الذين وصلوها للتو،لغايات في نفس "البغدادي" اليها، والمتذمرة من داوود اوغلو،الذي وعد قبل انتخابات بلاده البرلمانية،ان يزود كل تركي في المانية ب "مصحف" و"علم تركي"..بوتين سيسحب البساط من تحت قدمي اردوغان،وقد يوفق الى اصطفافات جديدة،تبنى على تداعي الناتو،اوانضمام روسيا بجلالة قدرها اليه،اوتوطيد قوة عالمية جديدة،مرتكنة على الصين والهند بمواجهة الناتو،لكن اردوغان يراهن على الصداقة التركية /الامريكية المتينة،وقد يغري الاوروبيين بمصالح اقتصادية وثيقة في تركية اوامنية عبرها،او يبدي تنازلات مؤلمة،على اصعدة اخرى..تركيا وروسيا وقعتا،في حيص بيص من العلاقات والتعامل..تُرى..من سيقول في الحرب الباردة للآخر:"كششش". ومن يمتلك اوراقا اكثر وقعا وإيلاما..هل السلطان ام القيصر..ام سيكون كلاهما مدخلا وذريعة الى حرب كونية،مبيدة،ثالثة..ام ماذا؟
التعليقات