ثار كم هائل من المواقف المختلفة تناقضا واضحا من مقتل " سمير القنطار " نتيجة قصف صاروخي على مبنى في قرية "جرمانا" السورية القريبة جدا من العاصمة دمشق، يوم الأحد العشرون من ديسمبر 2015 ، حيث قتل معه آخرون وتمّ تدمير المبنى المكون من ستة طوابق كاملا. تضاربت الآراء حول من قام بهذا القصف، فقد أعلن حزب الله أنّه نتيجة غارة جوية إسرائيلية بينما لم تعلن السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها عن العملية رغم ترحيب جهات ومسؤولين إسرائيليين بهذه العملية. وإذا صحّت رواية حزب الله فالسؤال المهم هو: أين منظومة الصواريخ الروسية البوتينية التي تقصف ليلا ونهارا مواقع المدنيين السوريين بما فيها المستشفيات، وكذلك قصف المواقع المعارضة لحليفهم بشار الوحش الذي جاءت طائراتهم وصواريخهم وقواتهم البرية للدفاع عنه؟. وكون سمير القنطار كان مع قوات حزب الله التي تقاتل مع القوات الروسية والإيرانية دفاعا عن الوحش، فلماذا لم تحمي المنظومة الصاروخية البوتينية سميبر القنطار ومن معه في المبنى؟. وإذا كانت الطائرات الإسرائيلية هي التي قصفت المبنى وقرية جرمانا تبعد خمسة كيلومترات فقط عن قصر بشار الوحش فهذا يعني أنّ هذا الوحش غير مستهدف من الطائرات الإسرائيلية بدليل تصريح بنيامين نتنياهو شخصيا ب " أنّ بشار الأسد هو خيار إسرائيل الأفضل ". وهذا يعني منطقيا أنّ إسرائيل غير معنية بقتل وقصف من يحارب دفاعا عن خيارها الأفضل.

لذلك فرواية الجيش الحر تستحق التفكير،
حيث أعلن ما أطلق على نفسه " لواء المهام السرّي بدمشق " التابع ل " الجيش السوري الحر " مسؤوليته عن العملية التي نفّذها بالإشتراك مع "لواء فرسان حوران" حيث تمّ اغتيال سمير القنطار وعدد من مرافقيه. وقال لواء المهام " الله نسب العملية للطيران الإسرائيلي لإحباط معنويات "الجيش السوري الحر" ولرفع معنويات مقاتليه ". هذا بينما التزم نظام الوحش الصمت فلم يعلق كعادته بأية كلمة على العملية. ومن الملفت للنظر أنّه بعد ستة ايام من قتل سمير القنطار قامت الطائرات الروسية في السادس والعشرين من ديسمبر باغتيال " زهران علوش" قائد " جماعة جيش الإسلام " ومعه عدد آخر من تنظيمات المعارضة للنظام.
&
المواقف من مقتل سمير القنطار
انقسمت مواقف &الأفراد والأحزاب من عملية القتل هذه بين موقفين:
الموقف المدين للعملية باعتبارها عملية اغتيال سياسي لمناضل ثوري ينتمي لحزب المقاومة والممانعة، معطية أو مصدرّة له شهادة " شهيد ". الموقف الثاني هو الموقف المرحب بالعملية والمصفق بحرارة لمن قام بها لأنّها استهدفت شخصا كان يدافع عن نظام بشار الذي قتل حوالي ثلث مليون مواطن سوري وشرّد قرابة خمسة ملايين لاجىء سوري. وبالطبع فقد ترافق هذا الترحيب بمقتله بصب اللعنات على نظام الملالي في إيران ونظام بوتين في روسيا وحزب الله الذين احتشدوا دفاعا عن مجرم ارتكب كل الجرائم المذكورة، وهو و والده يسيطران ويسرقان سوريا شعبا وثروة منذ 45 عاما.
&
موقف مطلّقة سمير القنطار،
الأسيرة الفلسطينية السابقة " كفاح كيال " التي عقد سمير القنطار زواجه منها في السجن عام 1992 ، وبعد تحريره في صفقة حزب الله مع الإحتلال الإسرائيلي عام 2008 قامت برفع دعوى " خلع " للإنفصال عنه ، واصدرت محكمة رام الله قرارها بالموافقة على هذا الخلع حيث أصبحت كفاح كيال كما قالت قد تحررت انسانيا وشخصيا بعد حبس وحجز لحريتها دام عشرين سنة، وتعقيبا على مقتل سمير القنطار قالت" : كان يقاتل الشعب السوري ولم يكن يعدّ لقتال إسرائيل ". وقامت حركة حماس بنعي سمير القنطار مما أعقبه اتقادات شديدة لها على خلفية أنّه لا يستحق اغلنعي والعزاء بسبب وجوده للقتال مع جيش وحش سوريا الذي خرجت قيادات حماس من سوريا بسببه.

هل من موقف موضوعي ومحايد؟
أنا أرى أنّ عملية إغتيال سمير القنطار خاصة إذا كان من قام بها الطيران الإسرائيلي فهي جريمة مدانة ومرفوضة. و كذلك فإنّ وجود سمير القنطار في مدينة جرمانا قرب دمشق حقيقة لا يصدق عاقل أنّه كان هناك في مهمة نضالية ضد الإحتلال الإسرائيلي، فجنوب لبنان عندئذ أقرب له حيث التماس مع جيش الإحتلال لا يبعد سوى أمتارا. لذلك فوجوده في جرمانا كان ضمن قوات حزب الله التي تقاتل دفاعا عن مجرم البراميل المتفجرة، وهذا ما لا يقبله أي منطق أخلاقي، فكيف يدافع سمير القنطار عن حرية الشعب اللبناني ثم يذهب للقتال مع مجرم سلب الشعب السوري حريته وكرامته؟. سمير القنطار مناضل قام أو شارك في عملية ضد الإحتلال الإسرائيلي ، فهل هذه العملية تغطي على قتاله مع الآف من حزب الله دفاعا عن وحش سوريا؟ هل من قام بعملية ضد الإحتلال مسموح له بعد ذلك أن يرتكب الجرائم والموبقات التي تسلب شعبا حريته؟. باختصار عملية اغتيال سمير القنطار مدانة و قتاله مع جيش وحش سوريا مدان أيضا.
&
ومتى سيرد حزب الله؟
لقد استخدم حسن نصر الله نفس أسلوب المقاوم والممانع وحش سوريا إذ أعلن أنّ الحزب سيرد في المكان والزمان المناسبينن ، وهذا الإسلوب عند الوحشين الأب والإبن منذ عام 1973 لم يتوصل بعد للزمان والمكان المناسبين، وحسن نصر الله أيضا رغم عشرات العمليات الإسرائيلية لم ي على أي من هذه العمليات منذ اجتياح إسرائيل للبنان في تموز 2006 الذي استمر 34 يوما ودمّر نسبة عالية من البنية التحتية في لبنان...فلننتظر هل سيردّ على مقتل سمير القنطار من لم يرد على مقتل عماد مغنية وعشرات العمليات والاختراقات الإسرائيلية التي نتج عنها مقتل عشرات من أعضاء الحزب وتدمير قواعد عسكرية له؟.
www.drabumatar.com
&