&الفاشية والنازية إسرائيل والأسد. الربيع العربي كاد أن يتحول إلى زلزال، لكن قوة الغرب الاوبامي حضرت بكل ثقلها وقواها، من أجل اجهاضه. رغم ذلك الموقف الغربي ليس موحدا تجاه هذا الموضوع. حتى داخل صنع القرار الأمريكي واللوبيات هنالك قوى تريد دعم الديمقراطية في العالم، لأن مصلحتها تقتضي ذلك، لكنها اضعف من التيار الاوبامي الآن. ما نريد التعرض له هنا هو ظهور تحالف واضح بين التيارات الفاشية والنازية وإسرائيل، من أجل استمرار خيار الاسد او لا أحد.

هو خيار تدميري لا شك. لهذا سارعت هذه القوى المشكلة لهذا التحالف الضمني او الصريح، بعد جريمة باريس لكي تدعو القادة الغربيين للتعامل مع الأسد من اجل مكافحة الإرهاب كما اسموه. من الغريب والعار في آن معا ان تتحالف إسرائيل مع المعادين للسامية في الغرب!! من اجل تدمير سورية نهائيا. إسرائيل تدرك ان خيار الأسد او لا أحد هو خيار تدميري للبلد، وليس من اجل عيون الأسد. كل تصريحات الأحزاب الفاشية في أوروبا دعت بعد الجريمة، لإعادة الأسد للحظيرة الدولية. الصحيح أيضا ان إسرائيل، وان عملت وارادت ولا تزال على هذا الخيار، لكن دون عودة الأسد للحظيرة الدولية، لكي يبقى تحت حذائها المطاطي لا تتركه يرفع راسه ولا تخنقه.

هذا التحالف او الاتفاق الضمني، كي لا نتهم بنظرية التآمر، يشير إلى أن الأسد رمز للخراب والفساد بلا منازع. هذا سبب أيضا من أسباب استمرار باراك أوباما بتغطيته دوليا. الفاشية والنازية تنطلق من معتقدات أيديولوجية معادية لكل ما هو غير آري او غير أوروبي او غير مسيحي، لهذا موقفها رسالة موجهة أيضا للجاليات الأجنبية في دول أوروبا. لتلتقي هذه الاجندة مع ما بات يعرف بالاسلاموفوبيا. العقدة من الإسلام يجب ان يدفع ثمنها المسلمين. كأن المسلمين في بلدانهم او في دول المهجر أصحاب قرار موحد، وكلهم يتبنون نفس الفكر، او يترجمون دينهم بنفس الطريقة، فلا فرق عند الفاشية وإسرائيل والنازية بين أبو قتادة المصري ومحمد اركون.

لكن دولة القانون لدى الشعب الأوروبي تحمي حقوق المواطن المسلم، وهؤلاء يريدون تجريده من هذه الحقوق. هم يريدون الأسد من اجل تخريب وقتل ما يمكنه قتله من السوريين. هذه الأحزاب الفاشية او على الأقل زعمائها، يعرفون دور حكوماتهم والحكومة الامريكية في دعم النظم الفاسدة والمجرمة في بلاد المسلمين. لكن بالنسبة لهم ولإسرائيل حجم العداء والكراهية والعنصرية، للعرب خصوصا وللمسلمين عموما، هو اللاعب الأساسي في الموضوع. إسرائيل نفسها كانت تطالب الأسد بنازيين موجودين لديه. إسرائيل تعرف علاقات الأسد بجان ماري لوبين مؤسس الفاشية الفرنسية قبل ان يتوفى، وخيرت فليدرز زعيم الفاشية الهولندية، فيلدرز الذي يمتدح كل فاسد ومجرم من الحكام العرب. لا تحتاج إسرائيل سوى إلى غطاء اعلامي لتبقي على سياساتها في المنطقة. هذا الغطاء الإعلامي يتمحور حول الاسلامفوبيا، وخطر الفوضى على حدودها. النظام الزبائني يمكن له ان يجمع المتناقضات، إن كانت متناقضات أساسا!

تدعمه روسيا وإيران، وتدعمه إسرائيل وتغطيه الإدارة الامريكية، ويطالب النازيين والفاشيين بالتحالف معه. كل طرف حسب مصالحه. النظم الزبائنية مطلوبة في الشرق الأوسط. لاعتبارات النفط وإسرائيل وموقع المنطقة في قلب العالم. الربيع العربي جعل هذه النظم تعلن وبشكل سافر زبائنيتها، لمن يبقيها في السلطة. حيث لا قانون يحاسبها ولا دولة ولا حقوق مواطنة تحمي الشعوب منها. هذا التحالف القديم الجديد، يشير إلى أن السلطة العربية عموما والاسدية خصوصا وصلت إلى طريق مسدود في زبائنيتها، لهذا لم يعد لديها ما تخفيه، وكذا الحال بالنسبة لمن يريد استمرارها.

يتضح الموضوع اكثر عندما يصر المفاوض الأمريكي على أن موقف أي سلطة من إسرائيل له الأولوية. أحيانا المفاوض الأمريكي يطرح هذا الامر على بعض المعارضات العربية، لكي ترفضه!!! كشرط للدعم خاصة المعارضة السورية. ندما تقول له المعارضة انها مع السلام العادل، وإعادة الجولان. يقفز ليضع شروطا اخرى، مثل وحدة المعارضة وحقوق الأقليات. صحيح الامريكان، ليسوا ضمن هذا التحالف لكنهم يغطون مجرمه. ما ذبحه الأسد ودمره في سورية هذا التحالف يعتبره انجاز لمصلحة الأسد. أكثرية العالم الرسمي يطالب السوريين الآن بنسيان ضحايا الجريمة الاسدية. دعمالأسد من قبل أكثرية النخب الإسرائيلية، يوضح ان هذه النخب اكبر معاد للسامية!!

&
غسان المفلح