كانت ومازالت التيارات الدينية المتطرفة اعداء للحياة، والحرية، فمنذ بدء تشكيل وتكوين جبهة النصرة في الثورة السورية،فقدت الثورة الكثير من معانيها، و مثاليتها، وتطلعات الثوار في دولة مدنية ديموقراطية منشودة،فطمست ملامح الثورة وتم طلاءها بلون اسود قاتم قادها الى نفق اكثر ظلاما من استبداد نظام الاسد، ومن العصور الوسطى.

فمن جلب الظلام الى الثورة..؟؟ من جاء بالنصرة وداعش الى الثورة، أليس المعارضة السورية بكل اشكالها هللت للنصرة ودخولها، اعود بذاكرتي الى رواية قراتها وهي (مرتفعات وذرينج) عندما يجلب الاب فتى اسود ((هيثكليف )) تحت عباءته ويحميه من البرد، خرجت جبهة النصرة من سجون النظام لتختبىء وتحتمي تحت عباءة المعارضة ثم تلد لنا من رحمها تنظيم اشد سودا منها وهو داعش.

&داعش وفكرها الاسود الظلامي، وكل التيارات المتطرفة التي تتقاطع في النهج، والعقيدة معها كانت، مصيبة على الثورة، كما في الرواية تفقد الاسرة بوصول ((هيثكليف )) احلامها( بكمان وسوط للحصان) فقدت الثورة السورية كمانها المتمثل في الحراك المدني،والمظاهرات السلمية،والاغاني للحرية،وسوط الحصان المتمثل في الجيش الحر،وشجع على ذلك احتواء المعارضة السياسية للنصرة ونصرتها والدفاع عنها في زمن تشيكلها،البعض من الحراك المدني في الرقة خاصة حاول التعامل مع النصرة لكنها رفضت تنظيف عقلها ونتذكر قول ((هيثكليف)) في الرواية ((سأحافظ على وساختي إذا كانت تروقني. أنا أحب القذارة وسأبقى قذرا)) وهذا ما حصل بعد ان تمكنت من السيطرة على بعض المناطق، بدأت بصب حقدها على المجتمع المدني بإذلال وقتل الناس بكل عقدها النفسية بشكل انتقامي لا يمت لأي شرع، او شريعة بصلة بل تستمد ذلك من حقد وعقد،وشرع خاص بها هو شريعة القتل،وكان الاكثرعرضة للقتل والانتقام هن النساء في الايام القليلة الماضية شهد الداخل السوري اكثر من عملية اعدام لنساء تحت تهمة الزنا، واستطعت اطلاق حملة تحت عنوان( لست زانية وانت قاتل بكل الشرائع) وانها لمفارقة ان يقتل الاسلاميون النساء تحت جرم سموه الزنا وهم الاكثر عطشا للجنس وهنا تكمن المفارقة العجيبة،كل ما حصل هو نتاج غباء المعارضة التي راهنت على النصرة وخسرت قواعدها الشعبية وجيشها الحر،وراهنت على المجتمع الدولي الذي كان متفرجا و متأخرا في نصرة الثورة السورية مما جعل الشعب السوري يدفع ضريبة كبيرة من قتل وتشريد ودمار هذا الظلام الذي ادخل الثورة الى نفق اشد ظلاما من استبداد الاسد واشد ظلاما مع العصور الوسطى.

ويظل سؤال عالقا في الذهن، هل ستحقق داعش والنصرة احلامهما في الانتقام من شعب أعزل وسحق حياة السوريين المسحوقة فعلا في مخيمات اللجوء ومغاور الغربة،والقلق والرعب اليومي أم سنرى ثورة ثانية تلقي بهم من مرتفعات الثورة الى الهاوية؟

ولعلنا نحتاج الى طوفان ثالث ينفض كل تلك القذارة التي خلفها الفكر الظلامي طوفان يغسل العقول قبل ان يغسل الطرقات والبيوت ويطهر الارض من اعداء الحياة والحرية.&

&