يتكشف الموقف الأميركي كل فترة على لسان السيد جون كيري. فتارة يخطئ في مطالبته بتحقيق الامن لإسرائيل بدلاً من مصر، ويعتذر معللاً ذلك بـ 18 ساعة من الطيران، ثم تارة يؤكد أن بشار الأسد جزءاً من الحل للأزمة السورية، ثم يدعي إساءة الفهم على لسان ناطقته الرسمية. وبذلك يؤكد أن شكوك القوى الإقليمية في المنطقة كانت في محلها، بالرغم من التطمينات الصادرة على لسان كيري لكافة القوى الإقليمية على ثبات موقف بلاده لعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين بلاده وتلك القوى.

هل هي غلطات مقصودة لجس النبض؟ أم إسقاطات على حال المستقبل القريب؟ أم هفوات عفوية!

مع استبعادي للعفوية لتلك الهفوات وعدم تغليب مبدأ المؤامرة في كل حدث، ولكن العقل يجبرنا على التأمل في كافة المعطيات الراهنة على الساحة؛ فلا يمكن أن نتجاهل المحادثات بين واشنطن وطهران على الملف النووي للأخيرة الجاري التباحث بشأنها في الوقت الراهن. فهل كانت تلك " الهفوات " رسائل مشفرة للقيادة الإيرانية كورقة تفاوض بتغير موقف الولايات المتحدة من الازمة في سوريا شريطة الرضوخ للمطالب الامريكية فيما يخص ملفها النووي.

أما عن ضمان أمن إسرائيل، فنعلم كل العلم عن تعهد الولايات المتحدة لضمان أمن واستقرار الكيان الإسرائيلي فما الداعي للتأكيد عليه مجدداً. أم كان ذلك إسقاطاً لطمئنة الداخل الإسرائيلي على مجرى تلك المباحثات ومخرجاتها المستقبلية، والسبب بعدم إعلانه بشكل مباشر لتفادي دعم نتنياهو الذي قد خاض لتو انتخاباته الأخيرة، وذلك كي لا يعطى مكاسب يستفاد منها للتأثير على الناخب الإسرائيلي، والكل يعلم عدم رضا البيت الأبيض عن تصرفات نتنياهو الأخيرة.

تلك السيناريوهات قد تكون قابلة أن تصور لنا حقيقة الواقع الخفي والنوايا المبيته سلفاً، كما أن كل " الهفوات " قابلة للتأويل والتفسير على أكثر من منوال؛ ولكن هل سنشهد هفوة جديدة على لسان السيد كيري في الشأن اليمني والذي يغلي ويزداد غلياناً، كورقة تفاوض أخرى على طاولة تلك المفاوضات.&

&وبذلك تنتهي فصول المسرحية الهزلية التي يمثل دور البطولة فيها جون كيري وإدارته.

&

&