&رغم نأيي عن الدخول في السياسة إلا أنني أجد نفسي مضطره للبحث والتحليل وإبداء رأي.. مقالتي هذه لا تهدف إلى الإنحياز لطرف مقابل آخر.. ولكنها تهدف إلى التحليل المنطقي للتوعية بالحقيقة الغائبة في الدول العربية...&

كلنا يعرف بأن الدعم العربي للتدخل العلني للملكة السعودية في اليمن ليس فقط لدعم الرئيس المنتخب شرعيا وديمقراطيا علي عبد الله هادي.. ولكننا أيضا لا نستطيع الإنكار أو المواربة في تحديد الهدف الغير ’معلن وهو التصدي للتوسع الإيراني.. ولمطامع إيران في الهيمنة على المنطقة العربية.. خاصة ومع ما ’يعّرضة من خطر على المصالح الإستراتيجية العربية عموما وليس المصالح السعودية وحدها.. والعلاقة العربية الأميركية...

التدخل السعودي المباشر المتمثل في "عاصفة الحزم " جاء ليضع النقاط على الحروف في أن التدخل الإيراني في المنطقة في أربع دول عربية.. العراق –لبنان – فلسطين.. ودعمها للنظام السوري على مدى أربع سنوات عجاف... هو تهديد مباشر لهيبة الدول العربية كلها.. وأحد أكبر العراقيل في طريق حل النزاعات العربية وتطوير المنطقة. ولا يصب إلا في مصلحة الحركات الإسلامية المتشددة التي تهدد أمن وإستقرار المنطقة العربية والعالم... وأكبر دليل على ما أقول.. هو أن المقاومة الحقيقية للغارات السعودية تأتي من تنظيم القاعدة الموجود في اليمن..الذي يحاول إستغلال الأزمة.. والذي ’ينذر بخطورة تحول اليمن حاليا ومستقبليا إلى منطقة خارجة عن القانون وملجأ للإرهابيين من أنحاء العالم كله.. خاصة ومع ضعف أو تلاشي الدولة المركزية..&

يعتقد البعض بأن شن السعودية الحرب على الحوثيين.. ليس إلا ""لإستعادة هيبتها الإقليمية التي تضعضعت بعد التحول الأميركي نحو إيران""... وأعتقد بأن أي من يظن هذا إنما هو واهم.. فبرغم إعتراضي على العديد من السياسات السعودية خاصة فيما يتعلق بالمرأة.. إلا أنني مقتنعة تماما بأن هذا التدخل لم يكن لإستعادة الهيبة.. لأن السعودية معروف عنها النأي بنفسها عن الجميع.. الهدف الوحيد والحقيقي هو حماية نفسها والخليج.. والمنطقة العربية من الأطماع الإيرانية والتي تبينت في دعمها اللا محدود لنظام فاشي يعمل على إبادة وقتل شعبه في سبيل البقاء في السلطة.. وقدرتها التفاوضية والمراوغة في الوصول إلى تسوية بشأن الملف النووي على مدى سنين طويله.. مع الولايات المتحدة التي قررت عدم الغوص في النزاعات الإقليمية خاصة ومع سحبها لقواتها الخاصة من اليمن وهو ما يؤكد عدم قدرتها على إعادة الإستقرار في اليمن.. وسجلها الحافل بالفشل في التعامل مع القضايا العربية.. وقرار الإدارة السعي وراء مصالح مواطنها أولآ.. إضافة إلى تعليق السفيرة الأميركية السابقة في اليمن الذي وضع النقاط على الحروف.. بابرا بودين الذي قالت فيه "نعم السياسة الخارجية الأميركية عبارة عن فوضى ".

ما قامت به المملكة ورغم عدم تأييدي للحروب..والذي أتمنى أن لا تطول.. إلا أنه وأحيانا نحتاج ونضطر للعلاج بالكي أو البتر.. هو تأكيد السعودية على مرحلة جديدة تتسم بالحزم وعدم التردد في حماية نفسها والمنطقة العربية من الأخطار الإيرانية.. وأن دعم الدول العربية لها لم يكن من قبيل الطمع في إستثماراتها الخارجية. بقدر ما هو خوفا على المنطقة العربية كلها من تمدد وإتساع الرقعة الجغرافية للحركات الإسلامية المتطرفة.. والخطر الماثل أمامهم من خطورة هذه الحركات على دولهم. وعلى الشعوب العربية كلها..&

تصريح السيد علاء الدين برودرجي.. رئيس الأمن القومي الإيراني.. “هذه النار سترتد على السعودية لان الحرب لن تنحصر في مكان واحد فقط”، لا يمكن أن ’يؤخذ إلا كتهديد مباشر للملكة ولا يمكن السكوت عليه..ويجب أن ’يثار مع اميركا بأن موعد الحزم والتقييم لأهمية المصالح أتى ولا يمكن لواشنطن الإستمرار في التعامل المزدوج مع إيران والتغاضي عن تهديدها للسعودية وإثارة النعرات الطائفية في المنطقة العربية..&

نعم إيران قد تنقل حربها ضد السعودية عبر أنصارها في المنطقة الشرقية ذات الكثافة السكانية الشيعية المرتفعه.. في السعودية.. ولكني أيضا أؤمن بأن صمام الأمان سواء في السعودية أو بقية دول المنطقة العربية يكمن في الترويج للديمقراطيه والعمل على الإصلاحات السياسية والإقتصادية... والمساواة.. والمواطنة فورا وبدون تردد ومنذ اللحظه...&

&