واذ تصير النظرية الثقافية تطبيقا، ممارسة لنظرية او اخرى لتحويل مسار المجتمع عن وجهته الخاطئة. فيحين اوان العزل النفسي والجسدي للمثقف في السجن او المصحات. لاجل التسقيط الثقافي – الاجتماعي. حدث ذلك ايضا في اوروبا القرن التاسع عشر والشرق.... لكي تتخلص السلطة من المثقف تدرجه على لائحة العزل. المثقف صاحب مشروع اصلاحي. تنظيم فكري، منهجةُ الفكر بالاحرى تعني تنظيم المجتمع – الدولة. هذا مالايروق للسلطة، الطاغية المتنكرة بزي الحرية. المثقف هنا هو من يزرع بذور الحرية العدل، والاختلاف.&

المثقف مؤسس.تاسسيس المثقف صلد ومتين. انه يؤسس لحالة جديدة. انت تريد ان تؤسس للحرية او الديمقراطية. هذه نظريات لاتلائم الانظمة والحركات الشمولية في نفخها الاسطوري الثوري. في الثقافة او الصراع الثقافي فان التغيير ياتي ببطيء، بشكل تدريجي متصاعد. وليس فوران حماسي فارغ.يجب ضبط ايقاع التحول الثقافي.

- المثقف، الملعون او المصاب بلعنة وخطيئة الاصلاح انه المرفوض والهامشي، المختلف نفسه، عند السلطة المركزية العنفية. والفعل العنيف للسلطة يقوم بايقافه. يوقفه في السجن او المصحات. مهمة السلطة الشمولية اي كان نوعها هي ايقاف المثقفين. ان توقف الاطفال كي لايثيروا وحلها. فهاهي الحقيقة تبرز على حقيقتها عارية دون وسائل تجميل : السلطة دون ثياب.....&

- الثقافة كانت تقول ودائما وعليها ان تقول الحقيقة للذين لايبصرونها او الذين لا يستطيعون قولها. يا للجمهور ويالخشبة المسرح المثيرة للشفقة، فالمثقف – الطفل يقول : ان الممثلين يخونون الحقيقة، مزيفون.&

- هل عرف الجمهور المسبي الحقيقة، انه كان عدو نفسه.

الطريق الى المعرفة ليس معبدا بالذهب والفضة. بل بالشوك، انها قوة الفكر التي تمنع الدمار والفساد في خيانة المثقفين وحسب جوليان بندا في كتابه وحسب سعيد و مجموعتهم الماركسية.. يكون المثقف جزءا من السلطة، من هذه السلطة التي يريدون اسقاطها بالوسائل العنفية سبقهم الاب ماركس الى ذلك! جزءا من المسرح الفكري انه مولد الافكار المنتمية للسلطة ولكن لايقولون لنا اية سلطة. كلام تجريد. فالسلطة ماكرة وخبيثة وتاخذ اشكالا. تلبس قناع الحقيقة لتخفي الحقيقة والاهم قناع الحقيقة او الحرية لتقتل الحرية.&

كيف يمكن للحقيقة ان لاتكون صامتة، او مسكوت عنها او ثقافة خرساء. المثقف الاخرس مجرد متواطيء. يخفي الحقيقة، الموت والدمار والبراءة المغتالة، يخفي اغتيال العقلانية – الثقافة الخرساء لاتقول شيئا انها نسخة اخرى عن الطاغية التي اصبحت شبيهته. انها : لاتفضح. بل تموه وتغيب الوعي.&

في الصراع الثقافي بين الحضارات يبرز بقوة اقنوم او مفهوم، ( المعرفة والحقيقة ) : ماذا وكيف يمكن للمعرفة ان تقول الحقيقة كي نصل الوعي. في الصراع الثقافي فان مهمة الثقافة – بالاحرى المثقف ابراز مفاتن السلطة العارية تعريتها اكثر فاكثر. ان يخلع ثياب السلطة قطعة قطعة عبر الوعي. كي يسترجع المجتمع وعيه بالمعرفة. هذه هي اهمية ماتسمى ( الايروتيكا الشعرية ) يانسيس رتسوس، وجويس منصور ( الفرنسية ). اما المنفى العاري ها قد وصلنا العزل : فيكفي قراءة حسن عطية النصار ( الايطالية ) ؛ عري تام للانسحاق. فلدينا مايكفي من المذابح الثقافية المسكوت عنها والوعي المنتحر.&

- الصراع ضد السلطة الشمولية الاكثر دهاء ومكرا من اي منا، انها تلبس مكياج الحداثة.. بينما هي تراثية تقليدية سجينة ومتواطئة و...انها عادلة ايضا...انها.. علينا ان نمسك بوق النحاس و ( صفيح الطبل ) لغونتغراس – بالمناسبة هو كان ايضا وكتصفية حساب هامشية ؛ خائنا ثقافيا، نازيا خلال الحرب العالمية الثانية فحسب – لكنه استفاد من تجربته بعمق فاجرى تصفية حساب في التغيير وفي سبر وكشف وتعرية التاريخ : الجمهور يعرف الان ولكنه لايقول كلنا نرى الطاغية عاريا فوق المسرح لكننا لانقول كلنا نرى الايدولوجيا عارية، هذه مشكلة، اخصاء نفسي، عزل او ارهاب فكري جمعي. وعلينا ابتكار فن اخر ومهزلة اخرى، كي نكون مهرجين صادقين. نعكس دور هاملت ايضا الذي اكتشف الحقيقة فصار هاملت ضد هاملت. والسلطة هي الحقيقة هي المعدن الذهبي الثمين هي الماسة.. هي.. اما نحن اطفال الوحل فمزيفون.. نحن لسنا بشرا. السلطة هي القوة وليس المعرفة!

- السلطة تعمم كل شيء. انها السائد. انها الجمهور علينا ان نبتعد عن المشهد قليلا ساعة الغروب ان نبتعد عن الثقافة، او بالاحرى المثقف لانه سلاح الثقافة فهو المنظر الفكري، مولد الافكار. ان...ان نبعده عن الكلمات ( الحرية، الديموقراطية، العدل والمساواة )، أزح نفسك قليلا. فلتنبهر باساليبنا، بالشموليات الفكرية، بانظمة خطابها وهي تنتج حرية اخرى فوق المسرح! انها تقتل حريتنا نحن.&

- على المرء ان يجد طريقه بنفسه اخيرا. ( كل واحد عليه ان يتعلم بنفسه ) على حد تعبير بورخيس.&

- ..يتكلم ميبشيل فوكو وجيل دولوز مثلا عن السلطة وضد السلطة ومثل سارتر وكامو، ولكن اية سلطة؟ انهما لايقولان ذلك حين يقولانه في النظام ( system ) : [ كلنا خرجنا من معطف الماركسية ]. كلا ليس تحديدا. انتم خرجتم من معطف الماركسية هذه المرة. لسنا نحن.التعميم لايصلح هنا. البنائية ومابعد البنائية ( البنيوية ) construction والتفكيكية _ جاك دريدا..او.. او.. ). ماركس ضد ماركس بل ماركسية، مفكر حصيف. يريد كل من ميشيل فوكو وجيل دولوز، ادوارد سعيد وهادي العلوي الاكثر تطرفا وغلواءا ان تنشأ طبقة بروليتاريا جديدة- التي هي متلاشية في عالم مابعد الحداثة. انهم منظرون حصيفون يتمتعون بالحرية وحرية التعبير والالتزام ولكنهما يريدان حرية اخرى للعالم الصناعي : حرية ماركسية واشتراكية مثل غرامشي. هنا هنا يحتدم الصراع الثقافي لانهم يرفعون يافطات استغلال الرأسمالية او الاستغلال الاقتصادي لشعوب مايسمى العالم الثالث. دون مساءلة رغبات هذه المجتمعات بنوعية السلطة التي تريد.احيانا على العقل الجمعي اعني المجتمعات ان تختار بنفسها ان تقول كلا. لنوقف هذه المسرحية العدمية، والانسان يسير قدما نحو تدمير نفسه والكوكب المهدد اصلا، تحت يافطات العدالة وكليشهات الديموقراطية المزحفة التي يدعمها الشموليون. نحن، يقولان فلاسفة ونقاد – اولاد الماركسية وابناء الاشتراكية وابناء الا...وهكذا دواليك.&

ان النظام الثقافي العلمي – التربوي الذي نعيش فيه قد يكون رائعا ومفصلا من قبل السلطة على مقاساتنا انه نمط وزي جاهز، الياقة جميلة ومناسبة للرقبة كالمقصلة، المثقف والجمهور لايزالون يرتدون اقنعة الانوف سرا في المسرح. دعنا لاننسى ان الشعراء كمثقفين، هم الاطفال الصغار الذين يرمون بالاحجار في بركة الوحل. لنقرأ قليلا اطفال الوحل - اكتافيو باث -_لم لا! السلطة ذكية جدا جدا.. وماكرة انها نظام هيمنة. سنقوم باصلاحات الفساد وضد التدميرية لاقناع السجناء : اطفال الوحل _ المثقف والجمهور - ومناديل الانوف رخيصة : بان عليهم ان يتابعوا المسرحية. اذا ارتفعت مطالبهم ولمَ لا؟ فلدينا السجون والمصحات.

- كل واحد عليه ان يتحدث عن نفسه بعد الآن!

ببساطة الخطاب الثقافي مناهض للسلطة. مجموعة من المنحرفين اصبحوا مهرجين : لقد بدؤوا يقرؤون ويكتبون ثقافيا. ما هي الامية الثقافية؟ عمى الالوان الفلسفي.&

أوَ يكتبون ايضا؟ انها لعنة النظرية، الافشاء الثقافي&

تختصرنا السلطة في اشياء جامدة.الى كائنات الى مسوخ.الثقافة في صراعها المميت ممثلة للوعي تريد اعادة الانسان الى الانسان. الكوكب الى الكوكب. مهمتي كمثقف ليس اسقاط السلطة بل جعلها تخلع ملابسها بهدوء، تبرز مفاتنها كما هي دون اقنعة. تظهر دون تستر او مكياج – السلطة المرئية وغيرالمرئية، ماهية السلطة؟&

هنا نصل الى الشمولية والفصام النفسي – الشيزوفرينيا – المسخ الكامل، وضع الانسان كدمية في قفص، ليس ثمة هامش للعيش والتعبير بل للتدمير المعرفي الفلسفي فحسب. اننا امام ظاهرة، امام رواية مثل رواية : ( انهم يقتلون الجياد، اليس كذلك؟ ) – للامريكي هوارس ماكوي 1935 - امام الموت الرحيم والجحيم. علينا تقبل الامر الواقع، قتل المعرفة التي هي الأم او الانثى. ممثلة للوعي الروحي النفسي وهو يتمزق ويتمزق – موت تام للبطل في الرواية البشرية ( موت البطلة، كلوريا بيتي ).. الجنون، الانثى ( الأم ) العاقر انها لاتنجب سوى الجنون. انها رواية الحياة وليس الانتحار والموت او الانهزام امام القدر بل تعرية القدر.. العقلانية متسائلة.&

اماالانظمة الشمولية فستتذرع بالمصلحة العامة. ماذا لبو رغبت الجماهير، بالطاغية، بالسلطةالفاشية او الشمولية ايا كانت على الديموقراطية التي قدمت لهم. ماذا لو شربت من نهر الجنون والطغيان؟! كما يفعل ادوارد سعيد في نقوداته&

- ...........!

- الماركسية والشمولية، المختفية كيد سرية، انه يسدد سهام النقد نحو المثقف الحر بينما يدعي هو انه ( مثقف حر ) وبنفس الوقت يسلك سلوك المثقف الغرامشي العضوي الذي يريد مع ميشيل فوكو وهادي العلوي قطعا ان يبني البروليتاريا العنيفة في اتحاد قوى مختلفة ومتنوعة شريطة ان تقتل هذه القوى الدول الغربية وامريكا بالاحرى.....

- ان الكلام عن انحراف.. انحراف المثقفين الذي تحركه دوافع ايدولوجية ويتغطى بالنرجسية والتصوف : نقيضان حلوان!

- يستوجب الكلام عن العلاقة بين المثقف واغراءات السلطة ( المال المركز الاجتماعي، سطوة اجهزة الدولة والاعلام ) الانظمة الشمولية بانواعها. التقليدية مثل القومية والدينية،( هنتنغتون كان مصيبا هنا ) وغيرالتقليدية او العضوية هي الاخرى ان شئت، الاشتراكية.

ويستند ادوارد سعيد ( يساري قومي ) على عقيدة ماركسية على منهجية ميشيل فوكو وانطونيو غرامشي في مفهوم المثقف. الثقافة والمعرفة او المعرفة والسلطة. في مفهوم المثقف العضوي عند انطونو غرامشي ( Antonio Gramci ) – انطلاقا من رؤية ماركسية : التطور الحتمي للتاريخ ( حتميات ماركس )! في تشكيلات المثقف االماركسي الذي يريد ان يتجدد ويهيمن حتميا عند ادوارد سعيد. فيخلق عدوا في الصراع، الصراع الثقافي.&

وفي الوقت الذي يتحدث فيه ادوارد سعيد عن النمط الرأسمالي، للتطور برأيه - ليس في الحرية والديمقراطية، ويستفيد هو منه،، فانه يخاتله. انه مثقف جديد عضوي نتج عن فئة علمية معرفية جديدة. يوجه سهامه ضد الديموقراطية ( الليبرالية ) – الرأسمالية لانه مثال المثقف الغرامشي!&

لكن السؤال : هل الرأسمالية بتشكيلاتها المتنوعة ( نمط ام متحولة حسب نظام الكفاءة مع الديموقراطية ) الى الطراز.&

يعتبر ( غرامشي، ميشيل فوكو، جيل دولوز، ادوارد سعيد وهادي العلوي - الاكثر تزمتا -..... الخ ) في ماركسياتهم، ان المثقفين الآخرين هم وكلاء مأجورون، مستلبون، لاننس طبعا انهم برجوازيون طبقيا حسب تطور التصنيف او تطورالعصر، انطلاقا من رؤية حقد وحقد ايدولوجي. ضمن الارتباط الوثيق بين المثقف والتطور العصري للايدلوجيا بترسباتها لفترة مابعد الحرب العالمية الثانية هذه المرة.&

- اننا نحوز المعرفة من البلدان المتحررة او الليبرالية لنواجهها بهذه العدة المعرفية. نبني طبقة ثقافية : بروليتاريات ثقافية خاصة ستنقض على رأس الهيمنة، ويضع العلوي مثلا مشروعا مشاعيا لثورته في العراق وبرنامجا متكاملا ( مدارات صوفية، ولاينسى ان يضمّن ادونيس كشاعر متصوف كتابيا في مشروعه الشعري )، انها رؤية فوكوية ايضا للمصانع والشركات وليس للمصحات النفسية. وينطلق المثقف الاصولي في اصطفافه او الشمولي والقومي الاشتراكي..وينطلق المثقف الماركسي من عقدة، عقدة الاخر. ( نفس مجموعة المثقفين اعلاه... ) و...، ينطلقون من قاعدة عريضة واحدة : الانسان ذو البعد الواحد. الحقد الايدولوجي الدفين اليد الثقافية السرية في التغيير. انه يجب رصد الواقع وتحليل العلاقات فيه حسب طريقتنا. لكن اي نوع من التحليل : انه التحليل الماركسي او التقليدي. او النازي او الفاشي.. او..الخ. انهم يريدون افلاش المثقف المعرفي والمثقف التكنولوجي او المهني الجديد في اختصاصه المعرفي المهني. بوضوح : اي تدمير الدولة العقلانية. اننا ندمر الدولة العقلانية هذه والتاريخ بثقافتنا. هذه هي سهام الثقافة في الصراع السري فلسنا نحن من حنط المعرفة في تابو تقليدي او ماركسي او..اشتراكي - بل هم.. العقلانيون الآخرون [ ليتأوه هنتنغتون وهو ينظر جانبا لهذا التطور الصدامي في صراع الحضارات او صدام الثقافات.. او صدام الاديان.. انه نقد الصراع الثقافي اذن ) اثناء انطلاقها من عقد ايدولوجية عقيدية – لكن لماذا لاتتحاور الحضارات؟ المعوقات الشمولية هي السبب ياحبي. اننا نستعمل المعرفة بذكاء في الحبكة الروائية للثقافة انهم مثقففون مأجوريون.. ولكن التاريخ انتهى عند فوكوياما بالليبرالية، انهم لايؤمنون بالعنف الثوري لنا.. حسب صيغة المثقف الغرامشي او السعيدي او العلوي ااو السارتري قبلا في التزامه من قبل. لسنا نحن... انهم هم من يريدون ابادة التاريخ على طريقتهم. انهم مستلبون. انهم لايستطيعون التعبير بحرية، كالمثقف الاشتراكي الذي اتقن فن التعبير. انهم مستلبون. فكريا من الشركات الرأسمالية المحلية والعابرة للقارات او من المجتمع الراسمالي الذي يتطور، وتتداخل علاقاته.&

- والآن ماذا يُقصد بانحراف المثقف؟ ربما صراع الحضارت هو صراع ثقافي، علينا اذن اغتيال المثقف ووئد الثقافة.

- وعبرات براقة مثل سطوة العصر على المثقف. جرح المثقف. وحتى سارتر وكامو الشيوعيان بامتياز وجودي ساخر والملتزمان بالايدلوجية رغم الاختلاف، في الوقت نفسه – ولكل التزامه الفكري – انهما مثقفان حقيقيان بعين ادوارد سعيد المثقف الموضة انصرفا بعد العام 1968 الى اللهو الاعلاني – الشهرة الرأسمالية.

- وبينما كتب ( جوليان بندا ) كتابه ( خيانة المثقفين ) و ( جاكوب راسل : آخر المثقفين )، اللذين اقرا اندثار المثقف الاكاديمي في الولايات المتحدة، بفعل صراع القوى، مثل سعيد في ( الامبريالية والثقافة او( صور المثقف).&

- اقر وسوغ سعيد لنفسه مثلا اتهام مثقفي عصره بالخيانة ( وكلاء مأجورون ) بسهولة من وجهة نظر ماركسية او عضوية قومية او دينية في ( حجب الاسلام ) ومستعينا بروايات القرن التاسع عشر الامريكية بشكل خاص في الثقافة والامبريالية. كل شيء عندهم وعند سعيد او طبقة الانتلجنيسيا الماركسية والاشتراكية بتنوعاتها هذه ( لاننسى ايضا اشتراكية مثقف مهم مثل ماركيز ضد الديوقراطية ) الاشتراكية المتداخلة... يجب ان يكون المثقف ضد رأس الهيمنة الثقافية ضد الحرية ضد العقلانية الغربية او لنقبل بضد العقلانية او ضد الولايات المتحدة والغرب رأس العقلانية. انهم آسفون.&

انحراف المثقف الذي تحركه دوافع ذاتية او بالاحرى النضال الايدولوجي الذي دفع بالاسلام التقليدي هو ونعوم تشومسكي بكل علمه الالسني الى حلبة الصراع.. ليلعب دور الضحية في المسرحية. وبعدة ايدولوجية اعلن هؤلاء المثقفين انكسار العقلانية الغربية. انها ليست نهاية التاريخ على اية حال. ونحن كبشر لانريد للعقلانية ان تكون نهاية التاريخ بعد الان. انهيار الغرب كفكر حر. ان المعرفة هي شرط اساسي من شروط المثقف. فما هي التشكيلات الاجتماعية الحديثة، لعصر الحداثة وما بعد الحداثة في شكيته بمنظومة القيم المتجددة. تريد التقليدية الفكرية دثر هذه المعرفة. او تريد الايدلوجية الماركسية بايتامها ان تحول العالم قسرا الى مطرقة او حذاء يداس به المثقف الحر او الغرب الليبرالي. – لماذا وماهو البديل؟ رغم انهيار المنظومة الاشتراكية، لانعرف بعد، لاننسى ابدا ابدا ان كوكبنا مهدد ايضا بالشهب والنيازك والثقوب السوداء والاسلحة النووية كذلك! علينا ان نبحث عن الدوافع الايدلوجية للمثقف الدوافع الشمولية للثقافة. يستعير ادوارد سعيد لغة نيتشة الطوباوية وخطاباته في محو الآخر لاثبات مثالية مثقف عضوي يريده هو، ويعلق عليه مثل نعوم تشومسكي يافطة المثقف الهاوي الحر او المثالي مثل بندا _ ليس المثقف المستقل على اية حال – مندفعا من دوافع ايدلوجية محضة. مستعملا مساحيق مثل : العدل والحق ) والكولونيالية ومابعدها - ليس كولونيالية المحور قطعا او الهيمنة الاشتراكية بانواعها – و الاستشراقية، دون ان يمر ببساطة بنقد ثقافة الدول الاستعمارية العرقية دول المحور او الدول الشمولية. او يمر بنقد الصنم ماركس. ان صورة المثقف الحقيقي وعلى العكس من جوليان بندا وادوارد سعيد في المثال الغرامشي.. ليست مفارقة للعالم على طريقة الماركسية وهي تتمثل المثالية او المسيح، بل هي العالم نفسه متمثلا في مثال او مثاليا.

كان هادي العلوي حاول ان يبني عنوة ستراتيجية صوفية ماركسية، يصوف الماركسية بالتاو ب... يصوف البروليتاريا بنسخة ثورية صينية ماوية،، مثلهم ومثل فوكو ودولوز ( نحن نتناقش فحسب ) بينما يرسم جوليان بندا صورة حالمة خيالية يرسم سعيد عقدة المثقف الهاوي ( الهوّاية ) عاشق المعرفة ويتطير من كلمة المستقل او الحرالحقيقي انطلاقا من دوافعه الايدولوجية التي تنفي المختلف والاختلاف، عند كليهما. مثال للمثقف ان سعيد هو مثال للمثقف الانتهازي حتنى في الاستشراق المعرفي. فموضوعيته لاموضوعية. عقدة شمولية. او حتى في طرائق حجب الاسلام كانت الدوافع ايدولوجية محضة مسكونة بعقدة الآخر والصراع معه. الخطاب التحريضي الذي يمارسه هؤلاء المثقفون،انهم ضد الاخر الذي بنى الحرية والديموقراطية. كمنظومة قيمية بحجة الرأسمالية والطبقية وحجج اخرى.&

تبدؤ الهيمنة بالهيمنة الثقافية، مجموعة من المثقفين اللامعين مسكونين بعقدة الآخر ( الغرب الليبرالي ) ذات تاريخ معين ومن بينهم الذين نمت لديهم عقدة المنفى او المنفي على الاخص او المنفى الروحي، يستغلون المناصب نفسها التي منحها لهم الاخر ومركزهم الايدولوجي وبسبب هذا التحيّز الايدولوجي الثقافي هيمن خطاب ادوارد سعيد وتشومسكي الناري مثلا على العقل العربي وهكذا.....، انهم في الحقيقة لايابهون لقيم الاخلاق العقلانية الحديثة لا للحداثة ولا مابعد الحداثة، الا من وجهة نظر ودوافع ايدولوجية شمولية عنيفة هم يريدونها، مهمتهم افلاش هذا الطراز الديموقراطي بفرادته... بحجة نقد الحقيقة او توجيه سهام الصراع الثقافي نحو تراكم الاموال والطبقات الرأسمالية. الماركسية تستخدم الاسلام هذه المرة كغطاء ( سعيد والعلوي ) : لقاء ودي حلو، لقاء مصالح!