يوم الجمعة الرمضانية الموافق السادس والعشرون من يونيو 2015 سيبقى ذكرى مؤلمة تفوح منها رائحة الخزي والعار لمنفذين إرهابيين سواء كانوا من داعش أو أخواتها، والمخزي أنّ هؤلاء الإرهابيين يقتلون وينسفون بإسم الدين كما يدّعون فأي دين أو مذهب يبيح،
تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت؟
هذا المجرم الذي دخل المسجد والمصلون في ركعة صلاة الجمعة الأخيرة، يصرخ بصوت عال ثوان قبل تفجير نفسه: " أريد أن ألحق الإفطار مع الرسول..الله أكبر " وينتج عن هذا التفجير تدمير شبه كامل للمسجد ووقوع 37& قتيلا و 227 جريحا ومصابا. هل هذا الإرهابي قام بعمله بدون وعي؟. لا..لقد كان بوعيه الكامل الذي نتج عن فكر طائفي متطرف ووعود وهمية بالجنة والحور العين تم حقنه بها مما& أنتج لديه عقلا لا علاقة له بالإنسانية والأخلاق. وبالإضافة لهذه الوعود التي تغسل عقول ملايين الشباب، هذه اضافة جديدة وهي الإفطار مع الرسول. هل سمع أو قرأ أحد عن هذا الإفطار الرسولي في أي مصدر أو مرجع ديني؟. إنّه فقط اختلاق دعاة التخصص في الدين الذين نسمع منهم ألاف الفتاوي التي أنتجت جاهلا يدّعي أنّه خليفة المسلمين،& أي خليفة لما يزيد عن مليار وربع مسلم وبإسمهم:
يقتحم المسجد أثناء صلاة الجمعة ويقتل ويجرح.
يسبي النساء الإيزيديات بالمئات ويعرضهن للبيع حيث باع فعلا يوم الخميس ، الخامس والعشرون من يونيو الحالي، 42 إمرأة إيزيدية يعتبرهن سبايا بعد عرضهن على المشترين في مدينة الميادين بريف مدينة دير الزور السورية، وكان مبلغ البيع لكل إمرأة حسب المزاد الداعشي من 500 إلى 2000 دولار.
يقتل ويحرق كل من لا يبايعة ويعلن الولاء له ويصفق لممارساته تلك. وليس هذا فقط بل يهدّد أحد قادة داعش في مملكة البحرين واسمه " تركي البنعلي " بانّ التفجير القادم سيكون الجمعة القادمة داخل مسجد بحريني.
وتفجير في فندق تونسي،
يتبناه نفس التنظيم الداعشي ينتج عنه مقتل 38 سائحا غالبيتهم من البريطانيين وجرح أكثر من 40 آخرين..وأيضا بإسم الدين وتحريضات مساجد ليست تحت سيطرة الدولة التونسية، أبلغ رئيس الوزراء التونسي أنّها قرابة 85 مسجدا سيتم إغلاقها. وينتج عن هذا العمل الإرهابي بوادر كارثة اقتصادية إذ بدأت دول وشركات عديدة في إجلاء سواحها من تونس التي يعتمد اقتصادها بنسبة على السياحة.
ومذابح إبادة جماعية في مدينة كوباني الكردية،
تستمر هذه المذابح قبل يوم الجمعة وبعده نتج عنها حتى الآن ما يزيد على مائتي قتيل وعشرات ألاف المهجّرين من منازلهم، ويتبنى هذا التنظيم الإرهابي هذه المذابح علانية وبدون خجل وبإسم الدين والخليفة.
وهجوم داخل مصنع فرنسي أيضا،
نتج عنه مقتل شخص واحد هو رئيس مؤسسة للنقل حيث وجد رأسه مقطوعا ومعلقا على عمود كهرباء، والقاتل الإرهابي كان موظفا لدي القتيل، وبدم بارد أو بدون دم يلتقط صور سيلفي له مع رأس الضحية.
إرهاب مستمر ولن يتوقف..لماذا؟
العينات الإجرامية الإرهابية المذكورة هي مجرد أمثلة وقعت يوم جمعة رمضانية وإحداها داخل مسجد، ومثلها ألاف الجرائم& تجري في دول أخرى مثل ليبيا والعراق وسوريا وغيرها.ولن يتوقف هذا الإرهاب..لماذا؟. لأنّه ليس وافدا علينا من الخارج أو الفضاء أو نتيجة مؤامرة كونية كما يدّعي البعض بل هو نتاج ثقافة سائدة وموروث ديني وتعبئة طائفية، وتوقف هذا الإرهاب يحتاج لمعطيات عديدة ربما تستغرق عشرات السنين ومنها:
تنقيح المناهج التربوية والتعليمية من دور الحضانة حتى الجامعة.
تغيير أساليب البطش والقمع الذي يمارس في المنزل والمدرسة والجامعة.
إقامة أنظمة حكم ديمقراطية تنهي القمع والسجون والفساد ومصادرة الحريات بكل أنواعها.
القضاء على الفقر الذي يجعل نسبة من الشباب يعتبرون الموت أفضل من حياة الذل التي يعيشونها لذلك فهم مستعدون لأي غسيل دماغ يتعرضون له خاصة بإسم الدين ليموتوا، وهو عندهم استشهاد في سبيل الله تعالى.
وضع كافة المساجد والحسينيات والمصليات تحت رقابة الحكومة عبر شيوخ وأئمة متنورين معتدلين تصب دعوتهم في خانة التسامح والمحبة فقط.
وهذه المعطيات والضرورات ليس من السهل تحقيقها لسبب رئيسي وهو أنّها تتعارض مع مصالح جهات عديدة وأشخاص كثيرين داخل مجتمعاتنا العربية...لذلك سوف يستمر هذا القتل والذبح وقطع الرؤوس وسبي النساء..و ويل قادم أكثر دموية وظلاما وهمجية .فأبشروا أو استعدوا فلون الدم الأحمر هو لون غالبية أعلام بلاد العرب القادم.
www.drabumatar.com
&
التعليقات