أثار استبعاد اقليم كردستان من المؤتمر الدولي الذي عقد بالعاصمة الفرنسية باريس يوم امس الاول والذي شارك فيه 20 دولة مشاركة في التحالف ضد (داعش)، بهدف تقييم هجمات التحالف الدولي ضد داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى في العراق وسورية، ومناقشة آخر التطورات الأمنية في العراق والمنطقة ،أثار استبعاد وتجاهل اقليم كردستان من المؤتمر الدولي ،جملة من التساؤلات حول عدم رغبة الدول المشاركة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية في اشراك إقليم كردستان كحليف رئيسي ضد داعش في المؤتمر المذكور....

وعليه انتقدت حكومة إقليم كردستان وبشدة الحكومة المركزية والدول الراعية للمؤتمر لعدم دعوة ممثلي الإقليم للمشاركة في المؤتمر المذكور، وعبرت عن استيائها واحتجاجها على تفرد الحكومة العراقية الاتحادية في هذه المؤتمرات من جهة ،ومن جهة اخرى ،لمخالفتها للمادة ( 105 )من الدستور العراقي الدائم والتي تنص على: (ضمان حقوق الأقاليم والمشاركة العادلة في إدارة مؤسسات الدولة الاتحادية فضلاً عن البعثات والزمالات والمؤتمرات الإقليمية والدولية).&

ان ابعاد وتجاهل اقليم كردستان في مؤتمرين دوليين وبمشاركة 20 دولة مشاركة في التحالف ضد داعش هو دليل واضح وصريح على تمسك التحالف الدولي بضرورة ( احترام استقلال العراق وسيادته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه في إطار الدستور العراقي).

وان رد ( جين ساكي ) المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية كانت واضحة وصريحة وحاسمة في معرض ردها على سؤال لمراسل فضائية(رووداو) الكردية متعلق باستياء رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني، من عدم دعوة الإقليم إلى مؤتمر لندن لمناهضة الإرهاب ، حيث قالت (ساكي) نصأ: (رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان حاضرأ، وهو يمثل جميع العراقيين ).

خلاصة القول: في ظل تكرار رفض فكرة استقلال كردستان من قبل الولايات المتحدة الامريكية و وحلفائها الدوليين والإقليميين والمحليين، وتفاقم الازمة المالية والضائقة الاقتصادية والارتفاع الاسعار وتفشي البطالة في اقليم كردستان يوما بعد آخر، وتمدد و انتشار الارهاب الداعشي، فانه يصعب بحسب المحللين الدوليين توقع ولادة وشيكة لدولة كردية ،بالرغم من ان اعلان الدولة الكردية حق مشروع للشعب الكردي كباقي شعوب العالم...، بالاضافة الى ان مصالح قوى التحالف الدولي في المنطقة ، وفي مقدمتها امريكا اكبر بكثير من مصالحها مع الكرد، وبدليل لو كان في تفكير امريكا استقلال كردستان العراق لوافقت منذ عام 1991 على انشاء الدولة الكردية حين اعلنت عن منطقة الملاذ الامن مع حليفاتها.&

نعم ان استبعاد وتجاهل اقليم كردستان في مؤتمرين دوليين( لندن وباريس ) ضد داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى في العراق وسورية هي رسالة واضحة ذات معزى موجهة من التحالف الدولي الى الجهات المعنية العراقية والكردستانية مفادها:

&1 ـ ضرورة التاكيد على احترام استقلال العراق وسيادته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه في إطار الدستور العراقي.&

2 ـ ضرورة التاكيد على المشاركة في العمليات العسكرية بحسب ارشادات التي تطلبها ( الحكومة العراقية).

3 ـ تقديم الدعم التسليحي والمعلوماتي للقوات الكردية ( البيشمركة ) عبر بغداد.&

4 ـ عدم رغبة الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين والمحليين في دعم قيام دولة كردية مستقلة في المنطقة.

&