إن تبرع الشيخ عبد الله الغرير هو الثاني هذا الشهر وهو يستحق الثناء والتبجيل، ويعطي قدوة رائعة لأثرياء العرب كي يتبعوا الأمير الوليد والشيخ الغرير ويتبرعوا بمبالغ مشابهة للتنمية، وهذه المبالغ يجب أن يجري التخطيط لاستثمارها بشكل علمي مدروس يعود بالنفع على كافة شرائح المجتمع، فهناك طاقات هائلة للشباب العربي الذي ينتظر فرصة ليثبت جدارته ويخدم وطنه بالشكل الصحيح.&

وهناك الكثير من الصناعات الإنتاجية التي يمكن استثمار التبرعات فيها كالأدوية والقطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية، بحيث يتم تصدير الإنتاج إلى الخارج وجني الأرباح التي يجب أن تستثمر في تنمية المجتمع ككل. وهناك فكرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وبيعها وكذلك استخدامها في تحلية مياه البحر للتقليل من الضغط على المياه الجوفية والذي يزيد من نسبة الملوحة في التربة وزيادة التصحر. وصحيح أن أجهزة استخدام الطاقة الشمسة مكلفة لكنها تحقق ربحا وتستعيد رأسمالها بعد عدة سنوات بحيث يصبح الحصول على الكهرباء مجانيا.&

إن أثرياء الخليج مكلفون بفضل ما أوتوا من نعمة وثروات كبيرة بالمساهمة الفعالة في التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدول الخليج والدول العربية المجاورة. وليس هناك أفضل من تخليد اسم المتبرعين في المؤسسات التي ستحمل اسمهم، وربما يعرف الجميع جامعة هارفارد الأمريكية التي لا تزال حتى الآن تحمل اسم مؤسسها جون هارفارد. فهل هناك أعظم من هذا التخليد بواسطة افضل جامعة في العالم؟&

إن الازدهار الاقتصادي والعلمي والاجتماعي يعطي معنى وطعما للحياة، بحيث يكون كل فرد يعيش في المجتمع راض عن حياته ولا ينخرط في حركات تدميرية، بل يوجه طاقاته إلى حماية الدولة التي أعطته ما يطمح إليه فعززت روح الانتماء لديه، وصار يحميها من كل ما يمكن أن يتلف نسيجها الأمني والاجتماعي. وغني عن القول أن المجتمع كائن عضوي أو نسيج واحد، فإذا أصابه تلف من أحد الجوانب، فإن هذا التلف سيؤثر على بقية النسيج ويفككه.&

إن هذا الوقت العصيب الذي تمر به الدول العربية يستدعي تضافر الجهود من أجل الحفاظ على الإنجازات التي تمت والمضي قدما في إنجازات أخرى تحول دون تدمير البلاد، إذ أن المجتمع الراضي والقانع بحياته لن يسمح بأية محاولات لتدميره وتفكيك نسيجه الاجتماعي.&

&