منذ إنتصار الكرد على تنظيم داعش في كوباني، يشن الإعلام التركي المعادي للشعب الكردي، ومعه إعلام النظام السوري والإيراني وجزيرة قطر وأبواق الإئتلاف الوطني السوري، وبعض المحطات القومجية والإخوانية، حملة شعواء ضد الكرد وقوات الحماية الشعبية، بهدف تشويه سمعة الكرد وقواتهم العسكرية، التي إكتسبت إحترامآ وإعجابآ عالميآ، بعدما تصدت ببسالة لتنظيم داعش الإرهابي وإنتصرت عليه في عدة معارك وخاصة معركة كوباني وغري سبي.

وهذه الحملة الإعلامية القذرة إشتدت بشكل واضح، بعد طرد تنظيم داعش من غري سبي (تل أبيص)، وسيطرة الكرد على المدينة وتحرير بلدة عين عيسى شمالي الرقة، وفك الحصار عن كوباني. وإتهموا قوات الحماية الشعبية، بعشرات القصص الكاذبة والملفقة، بهدف تخويف الكرد وضرب مصداقيتهم أمام الرأي العام العالمي، ولكنهم فشلوا في ذلك فشلآ ذريعآ.

ونفس هذه الجهات سكتت عن جرائم تنظيم داعش بحق الكرد طوال الفترة الماضية، في شنكال وكوباني وغري سبي ومنبج والباب ومدينة حلب وعفرين وغيرها من الأماكن. بل إن أصحاب هذه الجهات الإعلامية، قاموا بدعم تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية، إعلاميآ وماليآ وعسكريآ ولوجستيآ، بهدف منع الكرد من تأسيس كيان خاص بهم لضمان حقوقهم القومية والخلاص من الظلم القومي والإستبداد الأمني. ولم ير هؤلاء في سيطرة التنظيمات الإرهابية على الحدود السورية التركية، أي خطر على أمن تركيا !! لماذا؟ لأن الدولة كانت ولا زالت، من داعمي المتطرفين والمنظمات المماثلة له، بشهادة الجميع ومن ضمنهم المسؤولين الغربيين.

بالنسبة للعنصريين الأتراك والمتحالفين معهم، طرد الكرد من مدنهم وقراهم وحرق محاصيلهم الزراعية، ليس تطهيرآ عرقيآ، ولا يعتبر ذلك تغيرآ ديمغرافيآ لمناطقهم. ولكن هروب بعض العرب من مناطقهم، بسبب إندلاع المعارك بين الكرد والإرهابيين وخوفهم من قصف طيران التحالف، إعتبر ذلك تطهيرآ عرقيآ ممنهجآ من قبل الكرد! وورغم كل تلك الحملة الخسيسة، لم يستطيع أصحابها تقديم دليل واحد يثبت تورط الكرد في أعمال عنصرية، بحق العرب أو غيرهم من المكونات العرقية من أهالي المنطقة.

ومباشرة بعد تلك الحملة الهيستييرية، تسلل بعض أفراد تنظيم داعش خلسة إلى كوباني، وهم يرتدون لباس قوات بركان الفرات للتمويه، وعلى الفور قاموا بحملة إعدامات ميدانية بحق الناس الأبرياء من أهالي المدينة، فاق عددهم أكثر من 250 شخصآ، هذا عدا عن الجرحى. لأن الضحايا كانوا من الكرد، لم نسمع كلمة إدانة واحدة من قبل تلك الجهات الحاقدة على الشعب الكردي. ولم نسمع كلامآ عن المجازر والقتل المتعمد ولا أي كلمة عن التطهير العرقي وتشكيل لجان تقصي الحقائق!! بعد كل هذا الإفتراء وسياسة العداء، هل يحق لهؤلاء عديمي الأخلاق، الحديث عن الشرف وتوزيع شهادات حسن السلوك على الأخرين؟!

وفي الختام أود القول، لو كان الكرد فعلآ يمارسون التطهير العرقي، لما لجأ مئات الألاف من العرب مسلمين كانوا أو مسيحيين، إلى المناطق الكردية في غرب كردستان وجنوبها وشمالها. وسبب لجوئهم إلى تلك المناطق، هو تسامع هذا الشعب المسالم ورفضه للتعصب وبعده عن روح الإنتقام، لأن ذلك ليس من أخلاق الكرد على الإطلاق.