&لم نشهد، الا ماندر، بان يذهب رئيسا أميرکيا بعيدا بقدر ما ذهب اليه الرئيس الاميرکي اوباما في تحديه لضغوط المعارضة الجمهورية وکذلك اللوبي الصهيوني في واشنطن لمنع التوصل الى الاتفاق مع ايران. فقد حذر اوباما معارضي الاتفاق من الجمهوريين وغير الجمهوريين من انه سيلجا لاستخدام حق الفيتو ان حاولو افشال الموافقة عليه في الکۆنغرس. اما حمائم ايران فانهم يتمتعون، وحتى اشعار اخر، بنوع من حرية الحرکة، بعدما حصلوا على الضوء الاخضر للمضي قدما، من المرشد الاعلى علي خامنئي.

فلا يسعنا اليوم الا ان نقر بان اتفاقية فيينا ماهي الا انتصار لحمائم واشنطن وطهران على الصقور في کلا البلدين. فصقور واشنطن المتمثلون باکثرية الجمهوريين واليمين المسيحي وبدعم من اللوبي الصهيوني واوساط الصناعة العسکرية هم دائما من الميالين للدفع باتجاه التصعيد والمواجهات والضربات العسکرية. في المقابل کان الحمائم في واشنطن من الديمقراطيين وانصار حرکات الحقوق المدنية والعمالية تدفع باتجاه فتح ابواب التفاوض والانفتاح على الاخر والتوصل الى اتفاقيات السلام.&

اما فيما يتعلق بارادة حمائم طهران وکذلك صقورها فان الامر برمته رهن بموقف المرشد الذي اختار ان يعطي في هذه المرة الضوء الاخضر لحمائم الادارة الايرانية للتوصل الى اتفاقية فيينا.

الرئيس باراك اوباما له اسبابه في الدفع باتجاه الاتفاق. فهو يأمل على الصعيد الشخصي ان يغادر الابيت الابيض من اوسع ابوابه کرجل نجح في الانفتاح على اعداء امريکا وتوصل الى اتفاقيات معهم، واستحق بذلك جائزة نوبل للسلام. ومن ناحية مصالح امريکا خصوصا والغرب عموما فان التوصل الى اتفاق مع ايران من شأنه ان يحافظ على استقرار هذه المصالح في المنطقة في ضمان تدفق النفط، لاسيما في ظل الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة. اضف الى ذلك انفتاح ابواب الاستثمار في داخل ايران نفسها امام الاستثمارات الغربية، وما احوجها لذلك!

اما السبب الدي دفع بايران خامنئي الى القبول بالاتفاق فهو بلا شك وطأة العقوبات الاممية المفروضة على البلاد لسنين طوال، وتاثيرها على ازدياد التذمرلدى الشارع الايراني، لاسيما وان فاتورة تصدير الثورة الايرانية باتت جرحا مفتوحا لدى الشعوب الايرانية لم يعد بامکانها تحملها.

السٶال هو هل يمکن لارادة الحمائم من الطرفين ان تصمد بوجه الصقور لدى الجانبين؟ جوابي هو لا! مع اني ارجو ان اکون مخطئا. اقول لا کون الصقور في الجانبين يمثلون مصالح مصنعي ادواة القتل والدمار واشعال الحروب و تصدير الثورات، وان هکذا اتفاقيات ستحد من مصالحهم و نفوذهم. لذا سنشهد هجومهم المعاکس قريبا، وکل على طريقته.

&

[email protected]