كان موقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نبيلا عندما قال "إن استمرار القضية الفلسطينية دون حل دائم وعادل هو وصمة عار في جبين البشرية".
قال الشيخ ما غفل أو تغافل عنه كثير من القادة. إن كان هناك من يشكك في أن القضية الفلسطينية ما تزال هي الأولى بالنسبة للعالم العربي والإسلامي فسأقول انه مخطئ. وأزيد على ذلك انها يجب ان تكون قضية العالم الأولى، قبل داعش وسوريا وأفغانستان وحتى البلقان. فلست اشك في أن نصف ما يحدث من مشاكل في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، وخارجها، يرتبط بشكل أو آخر بالقضية الفلسطينية.
ما قاله الشيخ تميم كان نقطة في بحر. وهي نقطة يليق بها ان تحدث ولو موجة صغيرة تذكر الشعوب العربية، على الأقل، بما نسته او تحاول ان تنساه.
&لكن تبقى المسؤولية الأكبر على أصحاب القضية أنفسهم. أي الفلسطينيون. لا أتكلم عن السلطة الوطنية، ولا زعمائها المنقسمون، بل أتكلم عن الشعب، عن الناس، عن الفلسطينيين الذين ينتشرون في كل بقعة من العالم. فأين هم الآن؟ ولم هم صامتون؟ لقد تشتت اليهود كما لم يحدث لأمة من قبل. مع ذلك جمعوا صوتهم من أجل إسرائيل. الفلسطينيون تشتتوا بدورهم، مع هذا لم يكن لهم حتى اللحظة صوتا قويا يقلق خصمهم ويبقي قضيتهم على قيد الحياة كما يجدر بها ان تكون.
الفلسطينيون في العالم العربي لا ينتظر منهم شيء، فهم إما اسرى البقاء بقدر ضئيل من الكرامة، أو أسرى التسليم والإستسلام. لنتحدث عن البقية التي تقيم في دول يعيش القانون فيها سيدا. أولئك الذين هم في مراكز صناعة القرار في العالم.
في أوروبا، في أمريكا بشمالها وجنوبها، وحتى روسيا وأستراليا، هناك جاليات فلسطينية هي أكثر خمولا واستسلاما مما يمكن لها ان تكون. هل تراها تأثرت بنظيرتها في العالم العربي التي آثرت الصمت خشية التهجير ثانية؟
في الغرب قانون يعلو السلطة وصوت يصنع القرار. وأنا أتسائل أين هو صوت الفلسطينيين هناك؟ لماذا هم صامتون؟ هل انقرضوا؟ لو كنت فلسطينيا، لقمت بأضعف الإيمان، برفع دعوى تلو الأخرى، واحدة ضد الحكومة البريطانية التي أعطت دون وجه حق، من خلال وعد بلفور عام 1917، فلسطين كوطن لليهود؟ ولرفعت دعوى ضد أمريكا في أمريكا نفسها. سأخسر القضية ربما.. ليكن، لكن لا أبقى صامتا. وقد يأتي يوم أربح فيه قضيتي. لن أطالب بريطانيا بتعويض عن تهجيري أو ارضي التي سلبت مني، لأني إن فعلت أكون قد رضيت بالسلب. سأطالب بتعوض أدبي وبأرضي أن تعود. الإسرائيليون، حتى اللحظة، وبعد ان أصبحت فلسطين في يدهم، ما يزالون يعمقون وجودهم على كل ارضها. وإن كان لها بعض الحق التاريخي، كما تراه بعض كتب العهد القديم، فإن على الفلسطينيين ان لا يكونوا أقل نشاطا من الإسرائيليين لتأكيد حق أكدته لهم كل كتب الدين.
فلسطينيو الداخل أبطال ولا أجادل في ذلك. أما من هم في الخارج، فسأقول انهم تكاسلوا ولعلهم انقرضوا!!
الشيخ تميم ادلى بدلوه، وقد يؤمن قادة وزعماء آخرون بما قال، لكن إن بقي الفلسطينيون انفسهم صامتون، خائفون، او منساقون وراء الشهوات والمال، فلن يعيد أحد الوطن إليهم، ولو حارب العالم كله من أجلهم.

[email protected]

&