&
الاستقطاب الإعلامي التي تعيشه المنطقة إثر إنفاذ الأحكام الشرعية من قبل حكومة المملكة العربية السعودية على مجموعة من أهل الفتنة الذين تورطوا بدماء الأبرياء من المواطنين والمقيمين والمستأمنين ورجال الأمن ، يوم السبت الماضي ، أصبح استقطابا له الكثير من الأصداء في مختلف وساءل الإعلام إقليميا وعالميا ، لاسيما في ظل الحملة التي تقودها إيران .&
بداية لابد من القول أن هذا الاستقطاب ، لاسيما ذلك الذي تضخه إيران وأبواقها في المنطقة العربية ، ليس سوى فزاعة ، و أسلوب دعائي للتغطية على الكثير من الاخفاقات التي منيت بها إيران في المنطقة العربية .
فقيام بعض مواطني إيران بإحراق مبنى السفارة السعودية في طهران ، والاعتداء على قنصلية المملكة في مدينة مشهد هو الذي يستحق التنديد من الجميع . كما أن إيران تدرك تماما أن سقف احتجاجها ضد الأحكام التي نفذتها المملكة سقف لن يؤدي إلا إلى فقاعات إعلامية ، لا يمكن أن يكون لها رصيد في أي إجراء عملي ، وبلا أي مرجعية &قانونية أو دولية.&
وبطبيعة الحال لن يزايد أحد ، لا في الغرب ولا في الشرق على الدور الذي قامت به وتقوم المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب منذ أن اندلعت عملياته المشئومة &في العام 2003م إذ شهد الجميع للمملكة العربية السعودية &بدورها الجاد وجهودها الجبارة التي استطاعت أن تهزم تنظيم القاعدة داخل حدود المملكة.&
فإذا ما قيل لأي عاقل أن &الذين تم الحكم عليهم بالقتل حدا وتعزيرا &في تنفيذ الأحكام الشرعية يوم السبت الماضي هم من الذين اعتدوا على حياة المدنيين الأبرياء وأشعلوا نيران الفتنة والانقسام منذ أكثر من 10 سنوات ، وأنه قد تم تنفيذ الأحكام بعد استنفاد كافة أنواع التقاضي ومستوياته في المحاكم الشرعية ، &فلن يشك أبدا في أن استحقاق هذه الأحكام تأخر في التنفيذ فقط &للتثبت من انطباق الأدلة القاطعة على المتهمين.&
ربما أمكن العذر لبعض الاحتجاجات التي تثيرها الدول الأوربية كبريطانيا وفرنسا ، أو المنظمات الحقوقية والتي هي في غالبها تعارض أحكام الإعدام بالمطلق ، وليس بالضرورة أن يكون اعتراض تلك الدول والمنظمات على مفهوم العقوبة ذاته ؛ لأن من تم تنفيذ الأحكام بحقهم هم من المستحقين للجزاء على ما ارتكبوه من جرم.&
أما ما ليس مفهوما فهو أن تعترض دول تمارس تنفيذ أحكام الإعدام بواقع إعدام 3 محكوم في كل يوم &كإيران ، لتأتي بعد ذلك ، وتهدد وتتوعد المملكة العربية السعودية حيال ما يمس أمن أراضيها ومواطنيها ، وما تتخذه من قرارات في سبيل تحقيق أمنها واستقرارها.&
وفي ضوء رد فعل المملكة العربية السعودية على ممارسات إيران العدوانية وما قام به بعض الإيرانيين من حرق &مبنى سفارتها في طهران ، (والذي كان ردا قاسيا ولم يتوقعه أحد ، وتبعت المملكة في ذلك الموقف العديد من الدول الخليجية والعربية قطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على نحو فوجئت به إيران ) يمكننا القول أن ذلك الرد القاسي من المملكة وجه صفعة أخرى لإيران وجعلها تدرك تماما أن المملكة حين قامت بهذا الرد القاسي إنما كانت ترد لإيران ردود فعل ظلت مكتومة ولم يعد بعد اليوم إمكانية للصمت حيالها . أي أن المملكة أرادت أن تعطي إيران درسا كي تعرف أن المصالح العربية المشتركة أصبحت اليوم جزء من إستراتيجيتها الخارجية حيال أشقاءها العرب ، وأن عاصفة الحزم التي كانت بداية النهاية للنفوذ الإيراني ما هي إلا جزء من تلك الإستراتيجية &.&
ذلك أنه بعد الاتفاق النووي الذي أبرمه الغرب مع إيران ، وقبل ذلك ، أدركت السعودية أن ثمة تلازم حيوي بين سقفها الوطني والسقف الأمني للعرب . ولهذا &كانت عاصفة الحزم التي فوجئت بها إيران في اليمن ، أولى اليقظات العربية.&
وخلال هذا السياق يمكن إدراك حساسية المملكة العربية السعودية لأمنها وحرصها على مصالح شعبها درئا للفتنة والوقيعة بين أبنائه بكل طوائفهم وانتماءاتهم.&
لن تفعل إيران في ردود فعلها أكثر مما فعلت ، لكن فعل المملكة العربية السعودية لا ينطلق من ردود الفعل ، بل تعكس إستراتيجية واضحة في مكافحة الإرهاب وشن الحرب عليه بلا هوادة &، وكان آخر المبادرات في مجال مكافحة الإرهاب : الإعلان عن التحالف الإسلامي العسكري ، والذي أرادت المملكة من خلاله إشراك كافة قوى العالم الإسلامي في محاربة آفة الإرهاب التي تواجه الجميع في العالم.&
إن أمن المملكة العربية السعودية ، الذي لا يتحقق كماله إلا باتخاذ تدابير وإجراءات صارمة في حق كل من تسول له نفسه قتل الأبرياء وإثارة الفتن والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة ، لابد أن تكون له الأولوية فوق الجميع ، وهذا ما تقوم به حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز. وتؤكد من خلاله للعالم حرصها الكبير على مكافحة آفة الإرهاب والقضاء عليها ، بكافة الوسائل الممكنة. & &
&