&

لا يمكن أن يكون عاقلا ومنطقيا أي موقف عربي يطالب ويسعى لمعاداة إيران، فهي دولة جارة مسلمة تربطها علاقات عديدة مع غالبية الدول العربية منذ زمن بعيد أيا كانت التوترات التي سادت هذه العلاقات في بعض الفترات أو أغلبها. طالما هذا هو رأيي ما هي خلفية انتقاداتي المتواصلة لما أطلق عليه دوما " نظام ملالي ولي الفقيه في إيران " ؟. الأسباب كثيرة سيقبلها ويؤيدها أي عربي غيور على وطنه ويرفض التدخلات الإيرانية. ومن هذه الأسباب التي تتطلب تغيير نظام الملالي لمواقفه عربيا:

تحرير الوطن القومي الأحوازي العربي،
المحتل فارسيا منذ عام 1925 واعتقدنا أنّ وصول الخميني للسلطة عام 1979 تحت عباءة إسلامية سوف يجعله يطبّق تعاليم العدالة الإسلامية فينسحب من أرض عرب الأحواز أو يجري استفتاءا بينهم كما فعل الشاه في البحرين عام 1971 وعندما قرّر شعب البحرين الاستقلال، امتثل لرغبة الشعب البحريني وانسحب معترفا بالمملكة البحرينية دولة مستقلة. وعكس ذلك تماما استمر احتلال الملالي حتي اليوم ممارسين أبشع تفرقة عنصرية ضد العرب السنّة لحد تنفيذ مئات الإعدامات سنويا بينهم ومنعهم من اقامة الصلوات على الطريقة السنّية أو بناء مساجد خاصة بهم، ومنعهم من إطلاق اسماءا عربية على مواليدهم.

تحرير الجزر الإماراتية العربية المحتلة،
منذ عام 1971 أي في زمن الشاه مباشرة بعد اعترافه باستقلال مملكة البحرين، وجاء نظام الملالي مستمرا في هذا الاحتلال رغم كل المحاولات والمناشدات الإماراتية والعربية. والسؤال المنطقي:
&
هل احتلال عن احتلال بيفرق؟
وازدواجية الملالي المنافقة لا مثيل لها، يتغنون بتحرير فلسطين ويقيمون يوما سنويا للتضامن مع القدس ، ويستمرون في احتلال الأراضي العربية؟ بماذا يختلف احتلالهم للأحواز والجزر الإماراتية عن احتلال إسرائيل لفلسطين أو اية احتلالات أخرى؟. ومن المهازل المضحكة المبكية أنّ مسؤولا إيرانيا يصرّح قبل فترة قصيرة بأنّ " احتلال الجزر الإماراتية العربية مجرد وجهة نظر ". فكيف يصدّر هكذا تصريح عن مسؤول نظام يدّعي ازالة إسرائيل من الوجود؟ وهل يمكن ضمن نفس القياس اعتبار احتلال فلسطين مجرد وجهة نظر؟. ولماذا تسمح وجهة النظر الملالية هذه بإزالة كافة معالم عروبة هذه الجزر، وتدمير أية مظاهر تذكّر بتاريخها العربي وإطلاق أسماء إيرنية عليها؟. هذا رغم إصرار وتكرار مسؤولي دولة الإمارات العربية على ضرورة تحرير هذه الجزر العربية بالطرق السلمية. والدليل على نوايا نظام الملالي العدوانية هو أنّه رغم استقلال المملكة البحرينية منذ عام 1971 وعضويتها في الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ما زال بعض وعاظ ولي الفقيه ينادون باحتلال البحرين واعتبارها محافظة إيرانية.
&
التوقف عن محاولات تصدير ثورتهم الطائفية،
وأيضا مطلوب ضمن سياسة حسن النوايا من الملالي اتجاه العرب، وقف محاولات تصدير ثورتهم التي سمتها الأساسية الإعدامات وقمع حرية الرأي، ويتم الترويج لذلك عبر النفخ الطائفي البغيض الذي أوجد شرخا طائفيا سنّيا شيعيا حقيقة لم يكن موجودا بهذا العمق المميت قبل وصول الخميني للسلطة عام 1979 ، ويتم توسيع هذه الفتنة من خلال سعي الملالي لإيجاد ممثلين لهم على غرار ممثلهم الشرعي الوحيد في لبنان " حزب حسن نصر الله " الذي افتخر هو ومسؤوله حزبه مرارا بكونهم جزءا من النظام الإيراني. وأخيرا اخترع الملالي ما أطلقوا عليه " السياحة الدينية " تلويحا بفتح الأبواب للسياح الإيرانيين لزيارة مقامات ومزارات آل البيت التي ادّعوا وجودها حتى في مدينة درعا على الحدود السورية مع الأردنن، وأنّ حرسهم الثوري هناك يقاتل دفاعا عن هذه المزارات. وتحت ستار هذه الإدعاءات تم اكتشاف العديد من الخلايا المخابراتية في أكثر من دولة عربية ومنها مصر والكويت. ومن المهم أيضا توقف نظام الملالي عن ادعاءاته وتزويره التاريخي بأنّه هو صاحب وأصل المذهب الشيعي الذي من المعروف تاريخيا أنّ بدايته عربية ، وأيا كانت بداياته فهل يحق لأي نظام الإدعاء بوصايته على مذهب ديني يؤمن به ملايين من خارج جنسيته؟
&
المطلوب نفس حسن النية الممارسة مع أمريكا
والدول الغربية بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني الأخير حيث قدّم نظام الملالي العديد من التنازلات وحسن النية الممارسة فعلا مما سيؤدي لرفع نهائي للعقوبات المفروضة على النظام. ويبدو أنّ ما سيحدث هو العكس اتجاه العرب حيث سيتيح رفع العقوبات فرصا وامكانيات جديدة للنظام للتركيز على تعميق وجوده الاحتلالي في الجوار العربي، بدليل وجود ألاف من قوات حرسه الثوري في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام يدافعون عن نظام بشار الوحش الطائفي الذي يغازلهم من خلال هذه النافذه الطائفية، وهو ما يفسر اصطفاف حزب حسن نصر الله معهم في هذه الحرب. لذلك أكرّر بوضوح: لا..لمعاداة إيران والقطيعة معها، ولكن الكرة بيد نظامها إن كان يسعى لحسن جوار عربي مسالم يسعى لإحترام الحقوق العربية، فعليه تطبيق المطالب العربية السابقة.
www.drabumatar.com
&