&يمضي القاتل نحو تمثيل البراءة لحظة تنطق المحكمة بقرار إعدامه، كما يتحدث المسؤول العراقي بصفقات الفساد التي تمت مساومته فيها مقابل عدم استجوابه، لحظة مفارقة يستفيق بها من زهايمر الفساد الذي لازم صاحب المعالي وهو في دست السلطة سنوات، يغترف مايشاء من متع وامتيازات " الدلال " والأموال والصلاحيات المفتوحة على الجهات الأربع.
استيقاظ الضمير الوطني بعد سقوط المعنى الوظيفي والأخلاقي، يعد جريمة معنوية تشكل تتمة لهذا السقوط، خصوصا إذا جاء بعد فضيحة صاخبة ترافق بيانات الإستجواب، وسلوكيات الوزير المستورد من حاضنات الشوارع الخلفية والسرية، التي استمرت تجهز الحكومة العراقية وعمليتها السياسية،بأحدث أنماط البشاعة في خيانة الوطن والسماء والأنسان ولحظة الشهيق أثناء ترديد القسم العظيم في عدم خيانة الأمانة.
&عودة الضمير المفاجئة للنطق بها من قبل الوزير أو المسؤول العراقي، وكشفه لعقود مليارية ظلت في ادراج شهيته، دون ان يكشف عنها للإعلام أو يبلغ بها هيئة النزاهة والقضاء والجهات المعنية ( العاجزة أصلا) عن مكافحة الفساد، وتكرار الحالة يجعلها تؤصل سلوكية انتهازية لاتعمم الفساد وحسب، إنما تعلن عن أدوار سرية تتحكم بمجريات أداء الحكومة العراقية وإرادتها،وتطبع الوظيفة بمواصفات الملكية الشخصية، سيما وأن الحديث يجري عن عقود بمليارات الدولارات يحتازها اشخاص طارئون، في بلاد تعيش أقسى مراحل التقشف والإفلاس والأزمات المتراكمة.
&صراع الفاسدين الذي يحصل في البرلمان، ومحاولة الظهور بضمير حيّ وإنتماء وطني للوزير أو النائب العراقي، يجعلنا نردد ما قاله نزار قباني لتوفيق الحكيم عن كتابه( عودة الوعي) في إدانته لمرحلة عبد الناصر و"عودة الوعي" في زمن السادات، قال نزار؛ أين كان الوعي مختبئا ً ياشيخنا الحكيم..؟
&فهل كان الضمير في إجازة يامعالي؟
ولماذا لاتتجه اسئلة استجواباتك (النزية) ياسعادة النائب لحيتان الفساد الكبيرة مثل رئيس الوزراء السابق وضياع المليارات أثناء حكومته..؟
&جرائم السياسيين في العراق تستدعي لغة وقواعد احكام واستعارة متعمقة لثقافة مصاصي الدماء، لكي تستطيع أن تصدر توصيفات تناسب تلك الآثام التي يمارسونها بلا اكتراث في إعادة قتل الموتى.
نعم فقد أماتوا الحلم الوطني في الحرية والتغيير واستنشاق رحيق السلام، حلم استعادة العراق من ممتلكات الدكتاتورية وجنون الزعماء وأمراضهم.
&سرقوا الأمن والممتلكات والآثار والأموال وآخر رغيف من بلاد القهرين والنفط والشعراء والقتلة والفقراء وكل متضادات الوجود.
سرقوا أحلامنا واخلاقنا وسنوات عمرنا تسربت من بين ايدينا في السجون أو بلاد التشرد والشتات والأوطان البديلة.
ومن الدكتاتور القومي الى الآخر الإسلامي الأكثر فتكا ً، قهرونا وأنسونا الحب والأهل وذكريات الحبيبة الأولى واجداث أبائنا، ولم يعطونا سوى ذاكرة تصلح لأنتاج الجنون.
ليس بمقدوري الآن سوى ترديد ماقاله الشاعر الاسباني لوركا:&(وددت لو أبقى وحيدا مع الحقل لأبكي ).
&
التعليقات