&
تشكل المناهج التكفيرية خطرا على الديمقراطية وحرية التعبير وعلى الإنسانية، وتساهم الدروس التي تتضمنها المنظومة التعليمية &في نشر العنصرية والعنجهية بين أبناء الوطن الواحد، إذ تفضل بعضهم على بعض، وتعمل على غسل أدمغة الاطفال والمراهقين.
فأين تتجلى خطورة مناهج التكفير على الديمقراطية وحرية التعبير وحرية المعتقد والإختلاف؟ ومامدى خطورتها على الإنسانية ببعض البلدان العربية والإسلامية وغيرهما؟؟؟
&
ضرورة الإقرار بالحريات والتغير لدحر مشايخ الفتنة ومناهج التكفير.
ساهم عدم الإقرار بالحريات والكفر بالديقراطية ورفض الانظمة الأوليغارشية المتغطرسة للتغير وتقديس أفكار مشايخ الفتنة وغسل مناهج التكفيرالتي تتضمن دعوات صريحة للقتل والكراهية لأدمغة التلاميذ والطلبة، &وإستقطاب الحركات الوهابية المتطرفة للمعدمين والبؤساء من تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعات لنشر فكرها الخرافي المغالي في التطرف، في شيوع الفكر المتطرف الذي يقصي كل مخالف في الرأي والعقيدة، وأضحى الخطاب التكفيري &مقدسا بعد تضمينه في المقررات الدراسية، وساد الاعتقاد بقدسية الخطاب العنصري العنجهي الذي يحط من مكانة اتباع الديانات الاخر ويعتبر المسلمين (خير امة وأفضل من وجد على الأرض) ويعتبر الديانات الأخرى باطلة ويتهم كتبها المقدسة بالتحريف والتزوير.
ورد في دراسة تحليلية أنجزها الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات المعنونة ب"الداعشية"في المناهج والكتب المدرسية، أن المناهج &والكتب المدرسية الأردنية تحتوي على أفكار يسهل جدا إستغلالها "داعشيا". وأردف ان المناهج تخضع لثقافة دينية مستمدة من قانون التربية، حيث أن أربعة من خمسة أسس فلسفية هي أسس دينية. وسجل الخبير التربوي غياب الرقابة الحقيقية على المؤلفين، وخاصة من قبل مسؤولي المناهج أو من مجلس التربية. وتساءل كيف نفسر وجود نصوص موغلة في الجهل والتحفيز، في كثير من كتب اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الإسلامية؟.
-1-
ورد في كتاب "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" الذي يدرس في السنة الثالثة ثانوي بالأزهر: لاتبنى كنيسة في الإسلام، وإذا بنيت هدمت، وأشرط عليهم أم لا، ولايحدث في بلدة فتحت عنوة كمصر وأصفهان، فإن أقاموها هدمت، كما لايصح بناؤها، لايصح ترميمها إذا ماقدمت او تهدمت"
-2-
ويرى المحامي في النقض والمسؤول السابق عن ملف التطرف في جهاز المخابرات أحمد عبدو ماهر، أن" في العقيدة خروقات، في الشريعة خروقات، في علوم الحديث خروقات، في الحديث خروقات، في علوم الفقه خروقات، رجم الآخر ورجم المعارض وقتل المخالف، كل هذا يدرس في الأزهر"
.-3-
دعا الناشط الجمعوي منير بنصالح رئيس حركة انفاس إلى ضرورة تعديل الدستور والتنصيص على العلمانية كحل في إطار دولة ديمقراطية حداثية في شقها الإجتماعي، عبر إقامة مناصفة حقيقية وضمان حيادية المدرسة العمومية والإعلام وحرية الفكر والدفاع عن ذلك. وطالب بتطوير مؤسسة إمارة المؤمنين وفتحها على كل أنماط الإعتقاد الموجودة في المغرب.
-4 -
وطالب الدكتور سامي الذيب المشاركين في ملتقى مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي- المنظم بمراكش ما بين 25 و 27 من يناير2016- ب "حذف جميع المواد القانونية التي تميز بين المسلمين وغير المسلمين في مجال الحرية الدينية، وحرية التعبير، مما يعني حذف المواد المتعلقة بالردة التي ذكرتها القوانين العربية والإسلامية ومن ضمنها القانون الجزائي العربي الموحد والذي وافق عليه كل وزراء العدل العرب. فهذا القانون الموجود على موقع الجامعة العربية يجب تغييره في هذا المجال بحيث يتفق مع المادة 18 من وثيقة حقوق الإنسان التي تقول: لكل شخص الحق في حرية التفكير و الضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة. وفي نفس الوقت اعتبار كل الفتاوي الصادرة عن الهيئات الإسلامية بخصوص الردة لاغية. كما يجب حذف جميع المواد القانونية التي تمنع دخول كتب دينية غير إسلامية في بعض الدول، وتمنع التبشير لغير الدين الإسلامي. كما طالب بتغير مناهج التعليم من الروضة إلى الجامعة، وتغير مضمون الإعلام والخطب في الجوامع التي تخالف ما جاء اعلاه من مطالب، واعتبار كل الفتاوي المخالفة لاغية.
-5 - وخلص الدكتور سامي الذيب انه " إذا لم يتم ترجمة إعلان مراكش في هذا المعنى، يصبح هذا الإعلان مجرد دعاية لامعنى لها، وتضيع وقت، وضحك على اللحى".
-6-
تضمن مقرر مادة التربية الإسلامية دروسا تبين أن المغاربة المخالفين في الديانة، &للمغاربة الذين يرى القانون الجنائي المغربي أنهم "يعتبرون مسلمين"، أقل مرتبة من مواطنهم &المسلمين، وتظهرهم في صورة قبيحة، وتبين أن المسلمين أنقياء طاهرين وتسم المخالفين في الديانة بالكفار وتصورهم في صورة قبيحة بشعة. (مادة التربية الإسلامية التي درست لأجيال الثمانينيات من القرن الماضي) وتقصيهم دروس التاريخ والجغرافيا رغم أنهم سبقوا المغاربة المسلمين إلى المغرب، وديانتهم وتاريخهم عرقيين &ضاربين في القدم ، وتشهد المأثر العمرانية التراثية &التي تضمها &إحدى المدن الواقعة في الحدود المغربية الجزائرية &وغيرها على أصالتهم وعراقتهم والمتجلية في &قبور أنبيائهم التي تعود إلى ماقبل الميلاد ، كما يشهد بذلك التراث اللامادي.
&
مساهمة المنظومة التعليمية المغربية في تكوين المؤمنين بدل تخرج نجباء يفكرون &ويحاججون من المواطنيين المتعلميين .
خلص تقريرحول دراسة القيم في المنظومة التعليمية المغربية ، قدمه الكاتب والباحث الناشط الحقوقي أحمد عصيد إلى ان المدرسة المغربية تعمل على تخريج أفواج من المؤمنيين بدل تخريج مواطنين، وأن المدرسة المغربية العمومية تعتمد على الإتكال والتقليد، وسخر من المناهج الدراسية بالقول أنها : مناهج تقول لك أنت حر فيما اعطيناك لكن لا حق لك في الإجتهاد او إبداع شيء آخر مستقل. وأردف ان التعليم في المغرب ليس متحررا من رهانات السلطة، مما يجعله منظومة مسخرة لخدمة الدولة بدل خدمة الفرد، وخلص إلى غياب مفهوم الحرية في المناهج التعليمية بالمدرسة المغربية وأنها ضحية الإزدواجية بين منظومتي التقليد والحداثة التي تلبي حاجيات الدولة المغربية نفسها والتي تعيش في نفس وضعية الانفصام. وأتهم الباحث أقلاما لم يسميها بمحاولة تزوير بعض المفاهيم وتحريفها كمفهوم "المواطنة" الذي يحاول البعض ربطه بالعقيدة وبوحدانية الله في حين ان جوهر هذا المفهوم هو المساواة بين الناس بغض النظر عن عقيدتهم وانتمائهم الديني.
&
-7 –
ما العمل لجعل المناهج التربوية وسيلة لنشر قيم الحوار والتسامح والتعايش عوض ثقافة الكراهية ونبذ الديانات المخالفة؟
تجعل المناهج التعليمية التلاميذ والطلبة المغاربة المسلمون والعرب ومن يشاركهم الدين &يشعرون انهم أفضل من إخوانهم في المواطنة,لماذا؟ لأنهم مسلمون.وبالتالي تساهم المناهج التعليمية في نشر ثقافة الكراهية والعنصرية بين أبناء الوطن الواحد. وتحول دروس الترغيب والترهيب في جعل الطلبة يحفظون ويرددون ما تلقوه من دروس عوض التفكير والنقد والإحتجاج والإحتكاك بأمهات الكتب ، بعيدا عن المقررات الدراسية وكتب التاريخ المزورة التي تحوي وجهة نظر واحدة دون الرواية الاخرى، &لمعرفة تاريخ بلادهم الحقيقي الذي ساد إبانه التعايش والتسامح بين مختلف الأطياف والأديان، وتقصي المنظومة التعليمية الفئة الاخرى من إدراج دروس تتحدث عن تاريخها وحضارتها وثقافتها ولغتها، مما يشكل خطرا على الحريات والإختلاف والديمقراطية والتعايش.
لذا وجب تنقية المناهج التعليمية من دعوات التكفير والقتل ونبذ الديانات الأخرى، وتدريس دروس تدعو إلى التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات، وجعل الولاء للوطن وليس للدين.
&
صحافي حر/ باحث من &المغرب
&
التعليقات