النافذ الخلفية الدينية السياسية وحاجزها الزمني

أقول للقارئ إذا كنتَ من الموالين لخلافة الإطلال على نافذة الماضي بوضع حواجز تعجيز زمنية لتكريس صراع المسلمين، تستطيع أن تكتب وتفسر وتفتي وتشرح ماتشاءعن الخلفية والخلافات الدينية الى أبد الأبدين ، وإذا كنتَ مهتماً بنافذة تطل على المستقبل بنظرة واعية تفتج الطريق للأجيال القادمة ، فأنا معكَ يداً في يد.

تستخدم الطبقة السياسية في بلداننا العربية هذه النافدة وتستغلها بكفاءة منقطعة النظير. ففي نظرهم ، نحن الشعوب الجاهلة المنقادة لتصورات الخلافة الإسلامية وتبعاتها، نتطلع منها على الوجوه والعقيدة كي نباركها ونسعى في مسعاها . انها الصفة الطاغية على أفكار قادة العالم العربي في إجتماعاتهم وتصريحاتهم والإطلال من هذه النافذة المتربة على شعوبنا الفقيرة الحال لتأجيج غضبها بمصطلح أحقية الخلافة.

الطبقة السياسية لهذه النخبة تدركُ أن اختيارها الدستوري لتمثيل الشعب تمَ على أساس تشكيل حكومات خدمية منتجة وليس حكومات برامج كلامية إعلامية وبيانات مثالية في دعوة الناس للإطلال على نافذة صراع المذاهب وأحقية خلفاء المسلمين وتكريس وسائل الإعلام لهذا التثقيف المضلل والتغلب على الفكر السياسي المتجدد والتغلب بتكنولوجيا الإعلام على نافدة الإطلال على العالم الحقيقي وتطوره المنتج السريع.

هذه الطبقة وهي تجلس على المقاعد الذهبية المطرزة &تُدرك تماماً أنها : لاتمتلك خاصية الطاقة الشجاعة للعمل المُنتج، ولاتمتلك المعرفة السياسية والإرادة الوطنية للعمل المُنتج ، ولاتمتلك القدرة على تنفيذ العمل المُنتج، ولاتمتلك نقاوة إستراتيجية عراقية موحدة للعمل المُنتج.وإنفعالاتها وتخرصاتها لايدخل في خدمة العمل المُنتج .

&

لنأخذالأهتزاز الفكري المكرس في العراق مثلاً ، تاركا في مقالي النقدي هذا ، العالم العربي الذي يدور في ضبابية هذه النغمة منذ ألف وأربعمائة سنة ، وتركيزي على &روؤساء الكتل السياسية &العراقية ممن يتهاوشون ببرامج كلامية مع بعضهم البعض ، وكل منهم يحمل حزمة اصلاحات خدمية يجاهر بها &دون أن تبدأ . الأمر الذي جعل هذا ألإهتزاز الفكري &وغضب الجماهير يوصل شخصيات دينية لاعمل لها سوى التهييج العاطفي والدعوة للتظاهر لتهديد حكومة الفساد والسرقة &بعبارات مهينة منها " شلع قلع " والتهديد بتبرئة النفس من مواليهم الفاسدين.

المناوشات والمهاترات ومجموعة المصطلحات لا تدخلنا الى التغيير الجوهري للمستقبل المطلوب وفتح نوافذه المتعددة &للأجيال بكثرة الوعود . يقول النائب العراقي فائق الشيخ علي صراحة أن مجلس النواب " لايهش ولاينش، بل أنه جزء من عمل الفساد" . وأخص كذلك كلمة العبادي &رئيس الوزراء وتصريحه الرسمي &بإنه اتخذ سلسلة إجراءات لملاحقة “كبار الفاسدين” واعتقالهم، وأن تنفيذ الإصلاحات لن يتم من خلال فرض “سياسة الأمر الواقع” و”زعزعة أمن” بغداد، في إشارة واضحة الى تهديدات مقتدى الصدر.&

أما رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ،الطاعن السن والجالس على الكرسي الذهبي ، فلا دور له سوى الأطراء وإبداء المديح ، منها ((بأن إيران لها دور ايجابي في دعم القيادة في العراق ، وإرضاء تركيا ودول الخليج والسعودية بتصريحات مماثلة ، ومستشارين من دول التحالف الدولي يسندون الحرب ضد داعش)). وأضافات معصوم لوكالات الأنباء (( بوجود مستشارين من روسيا وأمريكا والدول الأخرى ونحن نرحب بهم . وأن العراق يستفيد من خبرات الآخرين كافة، حتى تركيا التي يشارك مستشارون لها في محاربة داعش رغم تواجدها في بعض مناطق العراق بآلياتها العسكرية واختراقاتها للحدود العراقية)).

&

الظروف الغير طبيعية القاسية التي تمر بها شعوبنا والنازحين منهم ، ترافقها وتدرس حلولها قمة أوروبية طارئة وقمة عربية طارئة وجامعة عربية عاجلة ومجلس إستشاري دولي وإجتماعات مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمات الصليب الأحمر الدولية ، بينما يبحث أمور العرب وشؤونهم من تقلدَ منصب خدمي متميز وهو يجلس &في بهو وقاعات فنادق الخمس نجوم لتبادل أراء زمنية غرضها إبداء الرأي في زخرفة البيان الختامي بالإطلال على النافذة الزمنية والرجوع بنا الى ألف وأربعمئة سنة للتنكيل بالعالم الأسلامي أنذاك ومناقشة طروحاته من جديد.

لمَ لايتسائل الأنسان هل أرسلت أو بادرت أي دولة عربية وجامعتها في القاهرة وموظفيها بإرسال أي فريق طبي وعسكري حكومي للمستغاثين اللاجئين النازحين الهاربين الجالسين على حدود دول أوربية وتشكيل فرق أنقاد عربية والصليب والهلال الأحمر لإرجاعهم الى أوطانهم ؟ وهل تحرك ضمير المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين لإرسال طائرات لأنقاذ النازحين والوفاء لعوائلهم وتنظيم عملية أرجاعهم الى بلدانهم &وممتلكاتهم ؟ فما هي صعوبة القرار والمبادرة الفورية ؟&

وللتذكيروالمقارنة ، هذا مافعلته فرق الأنقاذ الإسرائلية الطبية والمدنية ونقلت بطائراتها في جسر جوي يهود الفلاشا من أثيوبيا الى إسرائيل في الثمانيات التسعينات من القرن الماضي. &شاهد الرابط أدناه لإغناء المعرفة. &&

https://youtu.be/yux_YzuA7aY&

بدون أدنى شك ، هذه النافذة المظلمة وحاجزها التاريخي الزمني وتناقضات مَن يخدم بالبيانات الرسمية تزداد تعقيداً ، وهي الصفة الطاغية بمراجعها وفصولها وبرامجها المعادة المتحكمة بأفكار قادة الشعوب العربية ومربي أجيالها.

الذي يعوقنا عن الإهتمام بشعوبنا أنسانياً هو الوفاء بوعود العمل المنتج . والخلاصة هي في إغلأق النافذة الخلفية أدبياً بإحترام جميع المعتقدات وفتح النافذة المضيئة الشجاعة وإنارتها علمياً &للمستقبل والإلتزام به.

&

&