أصدرت المحاكم الأميركية حكما يقضي بأن تدفع إيران حوالي 10 مليارات دولار كتعويضات لضحايا 11 سبتمبر. إن هذا بحد اته دليل جديد على علاقة النظام الإيراني بالقاعدة. ومن قبل عامين اصدرت وزارة الخزانة الأميركية احكام غرامات بحق مقيمين في إيران أتهمتهم بإرسال الأموال والمتطوعين إلى إرهابيين في سوريا.
ان المبلغ المفروض ان تدفعه إيران صغير قياسا بالمليارات التي سوف تحصل عليها بعد رفع التجميد عن أموالها في الخارج. وقد سكتت إيران عن القرار الأميركي مما يدل على اعتراف ضمني بدورها في تسهيل مرور وتحركات من نفذوا جرائم 11 سبتمبر.
فلنترك عمليات حزب الله الإرهابي والتني وصلت حتى الى الارجنتين وصوفيا بمهاجمة مؤسسات إسرائيلية وسواح اسرائيليين. ولنترك التدخل الإيراني واسع النطاق في المنطقة. فلنقل ان ما يجري في المنطقة لا يهم إدارة أوباما بقدر ما تهمه العلاقات مع جنوب شرقي آىسيا وكوبا. ولكن كيف نفسر صمته عما اقترفته إيران داخل الولايات المتحدة نفسها من خلال التعاون مع القاعدة في 11 سبتمبر. فراحت ادارته تقوم بكل المساعي والجهود للتوصل، وبعد اتصالات سرية ورسائل سرية، إلى الاتفاق النووي الذي فرضه أوباما على المجتمع الدولي كأمر واقع. كيف نفسر ما يمكن اعتباره تدليلا اوباما لنظام الفقيه. فهو لا يتردد حتى نقد السعودية بحجة انها مقصرة في محاولة تحسين العلاقات مع إيران، مع أن العالم كله يعرف من احرق سفارة من، ومن يتدخل في شؤون الآخرين.
في عام 2009 قال صحفي أميركي ان اوباما يمد اليد لأعداء واشنطن ويصفع حلفاءه ونقول انه يكاد ينحني أمام أعداء واشنطن ويسيء إلى الحلفاء كما فعل مثلا مع مصر بعد سقوط حكم الإخوان. وزها هو اليوم يزور كوبا دون ان تعتذر عن وضع الصواريخ السوفياتية حاملة القنابل النووية في أراضيها وهي موجهة الى الأراضي الأميركية. دون اية إشارة إلى ضمانات كوبية بالخروج من النهج الديكتاتوري. ولا يهم اوباما مشاعر مئات اللاجئين السياسيين في الولايات المتحدة. ويقال وراء الكواليس ان أوباما مستعد لزيارة طهران أيضا لمقابلة خامئني الذي ربما سيقول له "عفارم أيها الصديق، أنت منا وإلينا". ناسيا انه هو من صرح في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط بتاريخ /05/2015 "إيران دولة راعية للإرهاب، وهي تساهم في مساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم حزب الله في لبنان، وتساعد المتمردين الحوثيين في اليمن.. ولذلك فإن دول المنطقة على حق في قلقها العميق من أنشطة إيران، إن القمة التي ستجمعني بقادة دول مجلس التعاون، ستناقش كيفية العمل الوثيق بين دول المجلس والولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران، وعملها على زعزعة الاستقرار في دول الشرق الأوسط... إيران تتورط بالفعل في تلك الأنشطة الإرهابية دون ترسانة نووية، ويمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازاً إذا كانت تمتلك سلاحاً نووياً"، ونحن شكر حسناء عبد العزيز القنيعير، على تذكيرنا بهذه التصريحات التي ينسفها أوباما عمليا من وقت إلى آخر!
ولحد اليوم لم نفهم أيضا سياسته في سوريا ما بين تصريحات متقبلة لكيري تنديدا بالأسد وما بين اخبار عن رسالة تطمينية لأسد. وكل مواقف الإدارة الأميركية في سوريا تكاد تنحصر في مماشاة بوتين الذي صار هو صاحب الأمر والنهي في المسألة السورية.
انها لسياسات شجعت قوى العدوان والتطرف في العالم واضعفت القوى المناهضة لها ونشرت البلبلة والخلافات في صفوف الدول الغربية.
فهل بهذا الرصيد السلبي سيفتخر أوباما بعد ترك كرسيه، أم أنه صار لا يبالي بشيء وهو على شك الرحيل، مأسوفا عليه من بوتين وخامئني ورئيس كوريا الشمالية والأسد ومن لف لفهم، ومن حركة طالبان التي دخل معها في مفاوضات سرية طويلة مباشرة وغير مباشرة وكانت النتيجة مزيدا من الإرهاب وتحدي المجتمع الدولي.
&