&اخبار من تونس تؤكد ان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يستعد لمغادرة العاصمة التونسية متوجها الى طرابلس عاصمة ليبيا ليبدا في مباشرة عمله وعمل حكومته التي تم تشكيلها وفق الاتفاق الذي عقد بين الاطراف الليبية المتنازعة في منطقة الصخيرات في المغرب، ويرجح ان تدخل هذه الحكومة يوم الاحد القادم وتتخذ لها مقرا في منطقة ليست بعيدة عن مركز المدينة ، وهي منطقة ابوستة حيث القاعدة البحرية، التي راتها الفرق الامنية التي رتبت لدخول الحكومة هي الاكثر امنا من مناطق غيرها، وبذلك يتعطل عمل الحكومتين الموجدتين في كل من طرابلس (حكومة الانقاذ برئاسة الغويل) والبيضاء(الحكومة المؤقته برئاسة الثني) لتمارس الحكومة الجديدة سلطتها على كامل التراب الليبي وسط اعتراف دولي بها ولا اعتراف بسواها. والكاتب &الليبي الدكتور احمد ابراهيم الفقيه يكتب هذه المقالة التي تقدم فكرة عن الاطار السياسي الذي يحيط بدخول حكومة الوحدة الوطنية الى طرابلس والامال التي يعقدها الشعب الليبي عليها:

&
بداية النهاية لطريق الآلام
& & & & & & & & & & &يتطلع الليبيون الى ان ان تشهد الفترة القريبة القادمة، بداية النهاية لخمسة اعوام من المحن والآلام والكوارث، نتجت عن تلك الحرب اللعينة التي شنها الطاغية الهالك على شعبه، وتداعيات تلك الحرب، ودخول الايادي السوداء، والاجندات المجرمة في القضية الليبية، في محاولة لركوب الموجة الثورية وتوجيهها لصالحها، وليس لصالح الشعب الذي اطلق شرارة الثورة، وقدم التضحيات من اجلها، فكان الحصاد خمس سنوات حافلة بالفواجع والدماء، عاناها الشعب الليبي، وما زال يعانيها ، آملا ان يصل طريق الالام الى نهايته، ويبدأ العد العكسي، لبناء الدولة التي كان يرنو الى تأسيسها، عقب زوال النظام الانقلابي الفاشي، الذي حكم البلاد بالدم والبارود، لما يزيد عن اربعة عقود. & & & & & & & & & & &&
& & & & & & & & &ومتزامنا مع التصريح الذي نقلته وسائل الاعلام، لرئيس المجلس الرئاسي بقرب انتقال هذا المجلس الى طرابلس، تصاعدت في الغرب، وعبر ممثلي المجتمع الدولي واجهزة اعلامه، ومتحدثيه الرسميين، دعاوى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، واعتبارها الحكومة القانونية والشرعية المخولة لقيادة الحراك السياسي الليبي، دون غيرها، واقتصار التعامل معها، وايقاف اي تعامل رسمي مع الحكومات الاخرى، وبالذات حكومة البيضاء التابعة لمجلس النواب، اي الحكومة المؤقتة، وحظر التعامل مع الحكومة الموازية لها في طرابلس، المسماة حكومة الانقاذ، والتي لا تحظى باي اعتراف دولي، ولكنها تمارس &مهام الحكومة على مستوى الواقع والحقيقة ، باعتبارها سلطة فوق الارض مدعومة من تحالف الميليشات المسمى"فجر ليبيا"، والذي صار يتقوض وينهار وينتهى الى فرق متنازعة، متخاصمة ، &حصلت بينها اشتباكات مسلحة في طرابلس في الايام الاخيرة، لتضاعف من محنة المواطنين، وتضيف هما الى هموم السطو والخطف وغير ذلك من عمليات اجرامية لا احد يتصدى لها، يعاني منها سكان العاصمة وغيرها من حواضر البلاد، او يمنع وقوعها. & & & & & & & & & & & &
& & & & & & & & & & &في مواجهة هذا الزخم القوي، دوليا واقليميا وشعبيا داخل ليبيا نفسها، تاييدا لحكومة الوفاق ودعما لها، ومطالبة ملحة بان تباشر عملها بعد ان نالت مصادقة الاغلبية في مجلس النواب، التي لم تستطع التعبير عن هذه المصادقة داخل مقر المجلس، فاعلنتها من خارجه، تنطلق دعاوى تعارض دخول الحكومة الى طرابلس، مثل تلك الصادرة عن حكومة الانقاذ، التي لا تملك شرعية من اي نوع، ولا سند قانونيا او شعبيا لوجودها، &غير شرعية الميليشيات وسلاحها، عندما قامت بانقلابها على السلطات الشرعية قبل اقل من عامين في طرابلس، وانتهت باطلاق النار على بعضها البعض. &فهي حكومة كرتونية، مفرغة من محتواها، تطلق تهديدات فارغة، دون قوة تدعمها، او تساعدها على تنفيذ وعدها ووعيدها، &ومع ذلك هناك من يعمل حسابا لتهديدها، &ليس خوفا منها، فهي نمر من ورق، بلا اسنان ولا اظافر، ولكن خوفا من منواشات عسكرية محدودة ، يمكن ان ينتج عنها بعض الاذى، في عاصمة مكتظة بالسكان، تخلق حالة من الفزع بين الناس، وتترك انطباعا سيئا على دخول حكومة الوحدة الوطنية، الى العاصمة، والى ساحة الفعل ومباشرة العمل، وستكون بداية مؤسفة لحكومة جاءت لاعادة الامن والاستقرار والسلام في البلاد، ان تدشن وصولها، بمثل هذه الحالة من الفزع والاذى، التي يمكن ان تنتج عن اي مناوشة بالسلاح ، مهما كانت صغيرة ومحدودة. & & & & & &
& & & & & & & & & ورغم هذا التهويش من حكومة طرابلس الكرتونية، فان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، يؤكد ان هناك مسارات امنية وعسكرية تم الاتفاق عليها، تضمن للحكومة دخولا آمنا الى العاصمة، وانا اقول بهذه المناسبة ، وتعليقا على هذا الكلام، انني عل يقين كامل بان حكومة الوفاق الوطني، &لو حازت على موضع قدم في طرابلس، وباشرت مهامها المخولة لها بحكم الاتفاق، فانها ستحسم الخلافات لصالحها، وسوف يخلق وجودها في العاصمة، داينميكية جديدة، لصالح الوضع الجديد، &وسوف تجد ان فئات الشعب الليبي قد احاطت بها، والتفت حولها، تخلق طوقا من الامان لها، وتقدم الدعم والتأييد والمناصرة، &والتفاعل معها والاستجابة لما تضعه من سياسات، لانها ضجرت وسأمت ووصلت الارواح الى الحناجر من جراء ما حصل من كوارث، وما حصد الناس من الام ومحن ، وما عانوه جراء الانهيارات الامنية والاقتصادية، واستفحال الوضع الانساني، فيما يخص اسالب المعيشة، وانسداد منافذ الرزق، بل ومنافذ الحياة، تهجيرا وسطوا وخطفا وقتلا، ويتطلعون بالحاح وقوة الى من نتشلهم من مستنقع الاوحال والدم والاحتراب. & & & &&
& & & & & & & & & & &ونراه امرا طبيعيا بعد مرحلة الضنك والمحن والكوارث التي امتدت &خمس سنوات، &ان يتطلع الشعب الى انهاء هذه الحقبة المؤلمة القاسية، وقفل هذا الملف الحافل بالدماء، وفتح صفحة جديدة، ومرحلة قادمة تعود فيها العائلات المهجرة الى بيوتها، ويعود فيها الموظفون الى مكاتبهم ، والمزارعون الى حقولهم، والعمال الى ورشهم ومصانعهم، وتعود فيها السلع الى الارفف الخاوية في المتاجر، والخبز الى الافران، ويعود اهل الامن الى مراكزهم، يحفظون الامن، واهل القضاء الى محاكمهم ، وتعود الحياة الى مسارها الطبيعى الذي انحرفت عنه في متاهة الاجرام والاحتراب كل هذه السنين.