&
&
&
&
يعاني أطفالنا في فلسطين يعانون ليس فقط من الاحتلال وممارساته التي تطال جميع شرائح الشعب الفلسطيني والذي يفرضه الاحتلال على حياتهم، بل من أساليب القمع والتعذيب التي يتعرضون لها باستمرار. فاسرائيل دولة لا تخدم اي حقوق لا للانسان ولا للاطفال اذا كان ذلك مرتبطاً بمن هو ليس يهودياً. ولكن ليست هناك أية اجراءات عقابية لها على هذه السياسة الظالمة والقمعية بحق أطفالنا.
لقد زجت اسرائيل بآلاف الاطفال في سجونها تحت يافطة محاربة من يعاديها أو يناضل ضد احتلالها. وتعامل هؤلاء الأطفال الأسرى بصورة وحشية وقمعية مرفوضة ومدانة، وليس لديها أي احترام للعمر، ولا للظروف، حتى ان الاعتقال يتم ظلما اذ ان الطفل الاسير يعترف باقتراف ما لم يقترفه تفادياً للتعذيب والاذلال الذي قد يتعرض له. المئات من الاطفال ما يزالون رهن الاعتقال الآن، وهم يعاملون معاملة قاسية كمعاملة الاسرى الكبار، ويضرب كيان الاحتلال عرض الحائط كل القوانين والتي تضمن حقوق الطفل الفلسطيني.
&ي الاول من شهر حزيران يحيى ويحتفل العالم بيوم الطفل، اذ تقام مهرجانات ونشاطات وفعاليات الهدف منها تعزيز الحماية للطفل. أما في فلسطين فالطفل يحتفل بيومه العالمي عبر أجواء عديدة ومن أهمها يعيش في زنازين الاحتلال القذرة، أو يعاني من الاكتظاظ في السجن، أو من الاوساخ والحشرات التي فيه. يعيش معظم أطفال فلسطين وخاصة في القدس تحت خط الفقر لانه ليس هناك من مساند لهم، وخاصة في تأمين قوتهم اليومي. الطفل الفلسطيني يعيش في قطاع غزة في العراء بعد ان هدمت العديد من المنازل خلال الحرب التي شنتها على القطاع في صيف 2014. &كما أن هناك اطفال ليست لديهم فرص التعليم اذ ان هناك نقصا كبيرا في عدد غرف الصفوف الدراسية وخاصة في قدسنا العربية المحتلة. وهناك أطفال يعيشون ظروف حياة قاسية في داخل المخيمات في انتظار عودتهم الى اوطان آبائهم واجدادهم. ومن هنا يمكن القول ان أطفالنا يحتفلون بالمعاناة التي يعيشونها بشى الطرق والوسائل والاجواء، في حين ان احتفالات اطفال العالم تتضمن الفرحة والسرور.
عندما لم تجد اسرائيل من يعاقبها أو يوبخها على تعاملها الفظ والوحشي مع اطفالنا، فانها تتمادى في انتهاك حقوق الطفل، ومؤخرا تم سن قانون يجيز اعتقال اطفال هم في سن 14 عاماً وما فوق. اي ان اعتقال اي طفل هو في سن 14 عاما هو امر مشروع وقانوني، وهذا بحد ذاته مخالف ومنتهك لحقوق الطفل العالمي. هذا القانون تمت المصادقة عليه في الكنيست الاسرائيلي، ولكن لم نسمع صوت مسؤول دولي واحد يعترض على هذا القانون.
&لاطفال الذين يشاركون في النضال ضد الاحتلال يواجهون شتى انواع التعذيب والمعاملات القاسية. فهم يتعرضون للتنكيل والضرب وتقييد اليدين والرجلين، ويتلقون وابلا من الشتائم "السوقية"، وعندما يبدأ التحقيق مع الطفل المعتقل، تغيب اجواء الرحمة، فيتم تشبيحه وضربه واهانته وتعذيبه نفسياً مما يضطر بعضهم الى الاعتراف ليخلص من فترة التحقيق. أطفال القدس شاهدون على المعاملة القاسية للمحتل، فاطفال سلوان اعتقلوا، وحوكموا ولم يرأف بهم القاضي ولا المدعي العام. والتهمة هي انهم وقفوا ضد الاحتلال وسياسة هدم منازلهم. في بعض الاحيان يكون تعذيب الطفل أكثر قساوة من تعذيب الاسير البالغ، لان هناك حرية لاسرائيل في انتهاك القانون الدولي.
هناك تقصير تجاه اطفالنا وخاصة الاسرى منهم، اذ أننا لا نثير هذه القضية بصورة صحيحة أو بصورة فعّالة، وننكل على مؤسسات حقوق الاطفال والانسان لاثارة هذا الموضوع. لم يصدر قرار واحد أممي يدين ممارسات الاحتلال بحق أسرانا الاطفال، ولم نصدر نحن ولو وثيقة واحدة عن هذه الممارسات اللاانسانية بحق اطفالنا.
تعتقد سلطات الاحتلال الاسرائيلي ان هدف هذه القسوة وهذا القمع تجاه اطفالنا هو منع الاطفال الاخرين من سلوك طريق النضال، أي ان الهدف هو ترويعهم. ولكن لهذه الاجراءات نتائج عكس ما تريده اسرائيل اذ ان الطفل الفلسطيني يزداد كرهه للاحتلال، وهذه الاجراءات تمنحه المناعة في تحمل كل ما قد يتعرض له. وبالتالي فان الاحتلال الاسرائيلي يخلق جيلاً مقاوماً ردا على ممارسات الاحتلال.. وتكون النتائج عكسية.. اذ يصبح هؤلاء الاطفال رجال الوطن والمدافعين عنه افضل دفاع.
في يوم الطفل العالمي، يبقى أطفال فلسطين وسورية والعراق الأكثر تأثراً بما يجري من ويلات في بلدانهم، لكن ذلك لا يبرر التقصير تجاههم أو إهمال حقوقهم وقضاياهم، او يرفع عن كاهلنا مسؤولية حمايتهم من تغول بعض الانظمة عليهم، أو قسوة الاحتلال على مستقبلهم!
&
هشام منوّر... كاتب وباحث
&
التعليقات