&

يستغرب البعض كيف اني كردي واكتب ما هو مخفي ويجري من خلف الستار داخل البيت الكردي، او بالأحرى كيف ادون رؤيتي للواقع وما يجري دون الرجوع لمصلحتي الشخصية، ولا سيما ان أي كاتب كردي يكتب بقلمه نقد بناء لسياسة اقليم كردستان يكون ممنوع عليه الدخول اليها نتيجة عدم تقبل الطرف الاخر لذاك النقد واعتباره انه يصب في مصلحة خصمه، وهذا بحد ذاته يأتي نتيجة ثقافة الجهل او العنصرية الحزبية، ويتناسى من يفكر بذلك بأن وضع الامور في نصابها الصحيح واظهار الاخطاء هو بحد ذاته نجاح للقضية الكردية فمن يصفق للمخطئ بكل تأكيد يحفزه على الاستمرار بالخطأ الواحد تلوى الاخر، أما من يوضح الخطأ من الصواب فلا شك فيه انه ينير طريق النجاح ان كان صائباً فيما يكتب.

شهد تاريخ الحزبين الرئيسين في اقليم كردستان ايام سوداء دونت في التاريخ حروفاً من دماء الاقتتال الاخوي نتيجة الصراع على السلطة والمصالح الحزبية، ورغم ان الدولة العظمى امريكا قد ازالت ذاك اليوم الاسود بقوتها ودعمها وفتحت صفحة بيضاء امام العلن بينهما، لكن التوتر ظل قائماً الى تاريخنا هذا، ودون ادنى شك السبب الرئيسي هو تمسك كل طرف بدولة اخرى (ايران – تركيا) دون الادراك منهما ان التمسك بأيدي بعضهم البعض هو السبيل الوحيد لتجاوز كل الصعاب والمضيء قدماً في طريق السلام، ولكن ما هو واضح كخيوط الشمس ان السلطة لها سحرها الخاص ودائماً هي من الاسباب الرئيسية لبداية الصراعات بين المتنافسين عليها، وهذا ما يجري في اقليم كردستان الذي اصبحت خلافات الاحزاب الداخلية تؤثر على القضية الكردية بأكملها وعلى الكرد في باقي الدول الاخرى.

تقسيم دول المنطقة تردد كثيراً في الاذهان رغم الحقيقة المطلقة على ارض الواقع ان معظم الدول التي شهدت نزاعات وانقسامات داخلية بقيت كما هي موحدة جغرافياً دون انقسام، منذ صراع افغانستان وباكستان ووجود القاعدة بداخلهما والى حين وصول تلك الصراعات الى عدة دول اخرى وظهور ثورات شعوبها ضد انظمة الحكم الغاصبة، وما يشهده الاقليم يوضح بانه ذاهب الى اقليمين داخل الاقليم نفسه، احدهما تابع لإيران اقتصادياً ويبدأ من السليمانية وحلبجة وجزء واسع من كركوك نتيجة تواجد ثروة اقتصادية هائلة من النفط، واخرى تابعة لتركيا تبدأ من اربيل ودهوك وجزء من كركوك ايضاً المناطق التي يسكنها التركمانيين لتتوضح&الامور اكثر بان الدول الغاصبة لدولة كردستان تتفاهم فيما بينها من خلف الستار على منع قيام دولة للكرد، لكن العنصر الاهم لمساعدة تلك الدول للوصول الى مأربها هم الكرد انفسهم الذين يتبعون سياسة القوة ضد بعضهم البعض.

السلطة الحاكمة في الاقليم تعود للحزب الديمقراطي الكردستاني منذ عام 1993 وحتى عام 2016 مما اثار فجوة الانقسام أكثر، وانتشر الفساد المالي والسياسي الذي لوح اليه الرئيس مسعود البرزاني اكثر من مرة في تصاريحه وأكد على معاقبتهم، لكن دون ان يحصل أي شيء على ارض الواقع وبقي الفساد كما هو ان لم يكن قد زاد أكثر، فكان الاجدر بهذا الحزب العودة للتفاهم مع الجميع على اسس المصالح المشتركة فجميع الكرد في الاقليم ضحوا لأجل حقوقهم والجميع متساوي بالظلم الذي لحق بهم، وامام الرئيس البرزاني خطوة في غاية الاهمية وهي البدء بالإصلاح الداخلي، وضرب بيد من حديد للفساد الذي يلتف حوله من اقرب المقربين منه الى ابعد المبعدين، والا فان جميع الدلائل تدل بان اقليمين سيصبحان قريباً امراً واقع لا مفر منه في ظل تعطيل البرلمان والحكومة وحتى رئاسة الاقليم المنتهية الصلاحية، فأيها الكردي كلنا بشر وخطائون فلنترك سياسة البعث التي علمتنا التصفيق ورفع الصور ولنعد لمنطق العقل ونقل لكبيرنا قبل صغيرنا انت تخطء فالقضية تستحق ان نترك مصالحنا الشخصية من اجل مصلحة الشعب والقضية.

&

كاتب وسياسي كردي سوري